حقوقي فلسطيني لـ"العين": رئاسة إسرائيل لقانونية الأمم المتحدة "مخجل"
شعوان جبارين، الحقوقي الفلسطيني البارز يصف انتخاب إسرائيل على رأس اللجنة القانونية في الأمم المتحدة بأنه "أمر مخجل".
وصف شعوان جبارين، الحقوقي الفلسطيني البارز انتخابَ إسرائيل على رأس اللجنة القانونية في الأمم المتحدة بأنه "أمر مخجل".
وقال جبارين في مقابلة مع بوابة "العين" الإخبارية: "هذه أول مرة ترأس فيها إسرائيل لجنة أساسية من لجان الأمم المتحدة الست.. هذا شيء مخجل للمجتمع الدولي أن يتم في أهم مؤسساته انتخاب دولة لا تحترم القانون الدولي والقانون الإنساني بل تنتهكه بشكل ممنهج وواسع منذ سنوات".
واختيرت إسرائيل الاثنين الماضي لرئاسة اللجنة التابعة للأمم المتحدة للمرة الأولى في تاريخ المنظمة التي تأسست قبل 71 عاما.
وانتخب السفير الإسرائيلي داني دانون لرئاسة لجنة الشؤون القانونية للجمعية العمومية، بحصوله على 109 أصوات من أصل 193 دولة عضوا.
مكافأة المجرم
وأكد جبارين، الذي يرأس مؤسسة الحق الفلسطينية لحقوق الإنسان،" هذا التحول مكافأة للمجرم (إسرائيل) على جرائمه التي يندى لها جبين الإنسانية، مكافأة على جرائمها واحتلالها لشعب آخر".
وأعلن قيام إسرائيل على أراضٍ فلسطينية بعد تهجير مئات آلاف الفلسطينيين منها عام 1948، ثم طورت احتلالها لباقي الأراضي الفلسطينية عام 1967؛ ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن اقترفت مئات المجازر والجرائم، راح ضحيتها عشرات الآلاف من الضحايا الفلسطينيين وضربت بعرض الحائط مئات القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة نفسها والمنصفة للقضية الفلسطينية.
مطالبة بالتراجع
وقال جبارين: "بدل ما يأخذ المجتمع الدولي قرارات بمعاقبة إسرائيل فإنه يفاجئنا بإعطائها لجنة مهمة"، مطالبًا المجتمع الدولي بـ"الوقوف أمام هذا الأمر الخطير والتراجع عنه.
ورشحت مجموعة دول غرب أوروبا -التي تضم إلى جانبها أستراليا ونيوزيلندا وإسرائيل وتركيا بالإضافة إلى دول أخرى- إسرائيل، لهذا الموقع.
وبحسب التقليد المتبع فإن رئاسة اللجنة المذكورة تتم بالتداول بين المجموعات، وهذا العام يأتي الدور على مجموعة غرب أوروبا لترأس اللجنة، وقد أجمعت على ترشيح إسرائيل.
سجل أسود
وشدد جبارين على أن سجالات إسرائيل الحقوقية في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومؤسساتها الأخرى تكفي لتنحيتها عن اللجنة، لافتا إلى أنه حتى لو جاءت الرئاسة بالممارسة الديمقراطية عبر التصويت، فإن إسرائيل تنفرد بآراء قانونية كثيرة مخالفة للقانون الدولي، خصوصا في تعريف الإرهاب والمقاتل غير الشرعي، وغيره من المفاهيم والمصطلحات.
وعادة يتم انتخاب رؤساء اللجان بتوافق الآراء دون تصويت، غير أن المعارضين لترشيح إسرائيل، طالبوا بالتصوير، ما أدى إلى رد فعل حاد من ديفيد بريسمان نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة.
استراتيجية جديدة
ورأى الحقوقي الفلسطيني أن انتخاب إسرائيل وجّه لطمة ليس للفلسطينيين وجهودهم الدبلوماسية لإدانتها على المستوى الدولي فحسب، بل لطمة على وجه المجتمع الدولي كله.
وقال: "هذا الانتخاب يجب أن يفرض على الفلسطينيين التوجه لاستراتيجية فلسطينية لمحاولة تحدي هذه الرئاسة والتصدي لإسرائيل ومثلها في اللجنة لمعاقبتها."
وأشار جبارين إلى أن رئاسة اللجنة لا يعني أن الأمر كله بيد إسرائيل ورئيس اللجنة؛ لأن القرارات تتم بالتصويت داخل اللجنة، مستدركا أن الرئاسة لها قيمة معنوية وبُعد رمزي من حيث رئاسة الاجتماعات واقتراح أجندة عمل اللجنة، وتمرير ما تريد وتعطيل ما تريد.
التحرك للجنايات مستمر
وأكد جبارين، الذي قدم باسم مؤسسته و3 مؤسسات حقوقية أخرى ملفات تدين إسرائيل باقتراف جرائم حرب للمحكمة الجنائية الدولية، أن هذه الرئاسة لن تؤثر على مجريات تحقيقات محكمة الجنايات الدولية في جرائم الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
جدير بالذكر أن انتخاب إسرائيل لرئاسة اللجنة لقي إدانة من السلطة الفلسطينية ومعظم القوى السياسية، إضافة لإدانة عربية واسعة.