"ميني داعش".. إرهاب يدخل البيت المصري من نافذة الإبداع
خبراء قالوا للعين إنه هبوط مقزز وطالبوا بوقفه
برنامج " ميني داعش" تسبب في غضب شعبي عارم انعكس على مواقع التواصل الاجتماعي، التي احتوت على مطالبات بوقفه ومحاكمة القائمين عليه.
مع بدء شهر رمضان، سارعت الفضائيات بعرض خريطتها، واستهلت "النهار" الشهر الكريم ببرنامج "ميني داعش" الذي يقدمه الفنان الشاب خالد عليش، وتدور فكرته حول مقلب يقع ضحاياه من النجوم والمواطنين في يد متشددين ملثمين من أفراد داعش يحملون السلاح ويوهمون الضحية بالقتل.
ولم تمض الحلقة الأولى حتى توالت الانتقادات والتصريحات المحلية والعالمية، والتي هاجمت أبطال البرنامج وفكرته التي يرونها ترويجًا للعنف وإساءة للمشاهد وجرحًا لمشاعره.
وتسبب البرنامج في غضب شعبي عارم انعكس على مواقع التواصل الاجتماعي، التي احتوت على مطالبات بوقفه ومحاكمة القائمين عليه والقناة العارضة له.
وانتقد بعض نشطاء مواقع التواصل محاسبة أطفال مسيحيين بمحافظة المنيا قاموا بتقليد "داعش" في مشهد تمثيلي، في مقابل إتاحة الفرصة للفضائيات المصرية لعرض "ميني داعش".
وجاءت تعليقات خبراء الإعلام والنقاد في مصر متقاربة وناقدة للبرنامج الذي يذاع وقت الإفطار طوال شهر رمضان، وأداء صناعه وممثليه.
برامج سخيفة
وقالت الناقدة الفنية ماجدة خير الله إن "ميني داعش" أحد البرامج السخيفة التي ترسخ لفكرة العنف ونشر الذعر في نفوس المشاهد.
وقالت خير الله لـ بوابة "العين" الإخبارية، إن "هذه البرامج يحرص صناعها على التمسك بمبرر حرية الإبداع والتعبير، والتي أراها كلمة فضفاضة يستغلها ملاك الفضائيات، بشكل سيء والقناة التي تستغلها للأسف (حقيرة) من أجل الإعلانات".
ورغم عدم موافقتها على البرنامج، ترفض خير الله وقف البرنامج عن طريق ملاحقة الفضائية التي تعرضه قانونيًّا، وقالت: " لا أتفق مع هذا الأسلوب، والحل المنطقي والإيجابي لمواجهة هذا النوع من البرامج البعد عن مشاهدتها".
بلاهة وثقل دم
ومن جهته، يرى الدكتور سامي الشريف رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون الأسبق، أن أقل ما يقال عن هذا البرنامج، أنه برنامج سخيف وهزيل ينم عن بلاهة من أنتجه والقائمين عليه.
وقال الشريف لـ بوابة "العين" الإخبارية: "البرنامج لا يحترم عقلية المشاهد، ويدعو إلى العنف، حتى الأداء الفني للمشاركين رديء، ولو كنت مسؤولا عن الإعلام لأغلقت القناة، وليس هذه حرية كما يبرر البعض".
وأضاف "الحرية أن تفعل ما لا يؤذي الآخرين لكن هذا النوع ليس إبداعًا، أراه شيئًا سيئًا، وأنت تنشر فكرة العنف واستخدام الاسم وتوظفه للترويج له، بثقل دم غريب".
وأوضح أن نسبة المشاهدة العالية للبرنامج لا توحي بالتناقض حول الانتقاد والمشاهدة في وقت واحد "مفيش تناقض، ولو قدمت أفلامًا إباحية هتاخد نسبة مشاهدة عالية فليست هذه الأمور تقاس بهذا الشكل".
برامج لن تتوقف
"برامج استخفاف" هكذا وصفت الناقدة الفنية علا الشافعي "ميني داعش"، مشيرة إلى أنه لا يقل سخافة عن رامز جلال الذي يستغل خوف الناس وإثارة هلعهم.
وقالت الشافعي لـ بوابة "العين" الإخبارية: "للأسف غابت برامج المقالب المسلية مثل (الكاميرا الخفية) ونادرًا ما تجد برنامجًا جيدًا مثل برنامج الفنان إدوارد، الذي لا يحتوي على طريقة العنف والتفجير".
واستطردت" أصبت بالصدمة والاستياء عندما شاهدت حلقة النجار الرجل البسيط الذي خرج للقمة عيشه، وتعرض لهذا الرعب والعنف!".
ورغم المطالبات القضائية التي تلاحق هذا النوع من البرامج إلا أن الشافعي ترى أن هذه النوعية من البرامج لن تقف، والدليل الانتقادات التي وجهت لرامز خلال السنوات الماضية، دون القدرة على وقف البرنامج.
انتقادات واسعة
وهاجم الكاتب الصحفي والنائب البرلماني مصطفى بكري البرنامج، واصفًا إياه بأنه "فضيحة بمعني الكلمة"، ويروج لداعش في قلب القاهرة.
وطالب النائب أحمد بدوي، وكيل لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بمجلس النواب، بمحاكمة كل القائمين على برنامج "ميني داعش"، على اعتبار أنه ينشر فكر تنظيم داعش المتطرف في المجتمع المصري، وفق وصفه.
وأعلن بدوي في تصريحات صحفية أنه سيتقدم بطلب إلى لجنة الإعلام والثقافة لبحث طريقة مواجهة هذه البرامج.
وفي تقرير بعنوان "أبشع برنامج تلفزيوني في التاريخ" علقت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية على "ميني داعش" وقالت عن حلقة الفنانة هبة مجدي: "ممثلة تترجى لإطلاق صراحها ظناً منها أنها خُطفت من قبل داعش في مصر"، حيث تظهر داخل منزل وحولها أعضاء من تنظيم "داعش" بملابسهم السوداء، يجبرونها على ارتداء "حزام ناسف"، ويطلقون الرصاص في الهواء.
وتحت عنوان "غضب من برنامج مقالب يُختطف فيه ممثلون مشهورون من قبل عناصر داعش" نشرت صحيفة التايمز البريطانية مقالًا للصحفى بيل ترو منتقدًا برنامج "ميني داعش"، موضحًا أن المصريين عبروا عن غضبهم واستيائهم من هذا البرنامج على وسائل التواصل الاجتماعي ووصفوه بأنه "تعذيب نفسي".
aXA6IDMuMTM3LjIxOS42OCA=
جزيرة ام اند امز