خطة "كرة يد" ألبانية كادت تحوّل منتخب الديوك إلى دجاج
فرنسا فازت بهدفين لكن ديشامب ارتكب أخطاء تكتيكية فادحة، بينما يُحسب لمدرب ألبانيا مرونته لدرجة اعتماده على خطة مستقاة من كرة اليد.
مع كل الملل الذي حفلت به مباراة فرنسا وألبانيا مساء اليوم في الجولة الثانية من مرحلة المجموعات، فأنها قدمت لنا أو بالأحرى أكدت حكمة كروية قديمة أنه في كرة القدم لا فرق بين فريق كبير وآخر صغير إلا بالمجهود المبذول داخل الملعب.
صحيح أن فرنسا فازت بهدفين لكنه لا يلغي العيوب التكتيكية الفادحة التي ارتكبها المدرب ديدييه ديشامب، بل على العكس ربما يؤكد تحليلي حول تواضع أداء ديشامب، لأن الهدف الأول جاء في الدقيقة 90 وعن طريق البديل جريزمان، بينما سجل باييه الثاني في الدقيقة السادسة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع.
الكلام عن منتخب فرنسا وحجم التأليف الذي يقوم به المدرب كثير وسيأتي وقته، لكن الأفضل أن نبدأ بإعطاء منتخب ألبانيا ومدربه الإيطالي جيوفاني دي بياسي حقه من المديح على ذكائه الكروي.
يحسب للرجل أنه عرف حجم فريقه وتعامل بواقعية شديدة مع المباراة ومع منافسه الذي لعب المباراة وسط هدير عشرات الآلاف من المهاويس الفرنسيين في مارسيليا، وكاد أن يحصل على مراده لولا توفيق جريزمان في التسجيل.
كما يحسب له مرونته التكتيكية المثيرة للإعجاب لدرجة اعتماده على خطة مستقاة من كرة اليد ليلاعب بها المنتخب المضيف ويقضي على خطورته بدرجة كبيرة.
واعتمد دي بياسي على خطة الدفاع المتقدم التي تلجأ لها في المعتاد فرق كرة اليد لإبعاد لاعبي الفريق المنافس عن منطقة الستة أمتار القريبة من المرمى وارباكهم ومنعهم من تمرير الكرة بأريحية خلال الهجوم.
وقدم لاعبو ألبانيا خلال الشوط الأول درسا تكتيكيا مفيدا للاعبي كرة القدم في العالم في تطبيق الخطة المبتكرة بالضغط على لاعبي فرنسا خصوصا المدافعين في نصف ملعبهم لمنعهم من بدء التحول الهجومي بشكل مريح.
في الشوط الثاني ومع انخفاض اللياقة البدنية المتوقع بسبب المجهود الهائل المبذ ول في النصف الأول من المباراة طوّر المدرب فكرة الدفاع المتقدم لتكون أمام منطقة جزاء ألبانيا، وليس داخلها لمنع مهاجمي فرنسا من الوصول إلى داخل المنطقة وبالتالي تشكيل خطورة أكبر على مرماهم سواء بخطف كرات شاردة داخل المرمى أو الحصول على ركلات جزاء.
في المقابل دفع منتخب فرنسا ثمن فلسفة مدربه ديشامب الذي أضاف حلقة جديدة لسلسلة اختياراته الفنية الغريبة فدخل المباراة دون نجميه جريزمان وبوجبا دون سبب والاعتماد على مارتيال وكومان فظهر الديوك طوال الشوط الأول مثل الدجاج دون خطورة على مرمى ألبانيا.
وظهر خطأ ديشامب مع دخول بوجبا في بداية الشوط الثاني ثم جريزمان في الدقيقة 68، حينما نجحا في تحويل دفة المباراة تماما لصالح منتخب فرنسا، وبات اللعب في الدقائق المتبقية من المباراة في اتجاه واحد هو مرمى ألبانيا، قبل أن ينجح الأخير في افتتاح التسجيل وإنقاذ ديشامب من أزمة كبيرة.
عموما وضح من طريقة تعامل ديشامب مع المباراة أنه من مدربي "البركة" الذين يديرون فرقهم بالتفاؤل والتشاؤم، حيث وضع أسراره الهجومية كلها في قدمي باييه على اعتبار أنه طالما وفق في حسم مباراة رومانيا قبل نهايتها بدقائق فان بإمكانه حسم مباراة اليوم أيضا، خاصة بعدما أشرك معه جيرو المهاجم الذي سيدخل التاريخ بالتأكيد ليس لأنه الأفضل ولكن لكثرة إضاعته للفرص السهلة سواء مع ناديه أرسنال أو مع منتخب فرنسا.
ومن المؤكد أن المنتخب الفرنسي بهذه العقلية لن يبتعد كثيرا في البطولة الحالية رغم التشجيع المجنون من الجماهير، لأنها قد تعطيك دفعة كبيرة لإخراج أفضل ما عندك داخل الملعب، لكنها بالتأكيد لن تستطيع منحك أفضلية تكتيكية أو فنية أم المنتخبات التي سيلاقيها الديوك في الأدوار التالية.
aXA6IDMuMTM4LjM0LjY0IA==
جزيرة ام اند امز