خبراء: جدار إسرائيل الإسمنتي لن يحميها من أنفاق غزة
الاحتلال يتوجه نحو إقامة جدار إسمنتي على الحدود مع غزة؛ للحد من خطر الأنفاق، بالتوازي مع التلويح بحرب مدمرة في الصيف.
مع استشعار الفلسطينيين مخاطر توجه الاحتلال لإقامة جدار إسمنتي على الحدود مع قطاع غزة؛ للحد من خطر الأنفاق، بالتوازي مع التلويح بحرب مدمرة في الصيف، إلاّ أنهم يشككون في قدرة هذا الجدار على إنهاء خطر أنفاق المقاومة.
ويرى الخبير العسكري اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي أن إسرائيل لديها هاجس من الأنفاق بعدما تبين أنها كانت مفاجأة الحرب الأخيرة صيف 2014، حيث استخدمت في عمليات نوعية؛ لذلك تريد أن تواجهها بقوة، مبديا قناعته أن كل هذه الجهود لن تنجح في القضاء على الأنفاق.
وكشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية، الخميس، أنه سيتم بناء "خط دفاعي" جديد على امتداد الحدود مع غزة (بطول يصل حوالي 60 كم)، يفترض فيه وضع حل نهائي لمشكلة الأنفاق، حسب ما قررته قيادة الجهاز الأمني الإسرائيلي.
وأوضحت أن هذا الخط يشمل إنشاء جدار من الباطون يبدأ على عمق عشرات الأمتار في باطن الأرض، ويرتفع عدة أمتار فوق سطح الأرض.
استنزاف الاحتلال
ويشير الشرقاوي في حديثه لـ"بوابة العين" إلى أن المقاومة من التجربة ثبت أنها قادرة على تطوير أساليبها وتقليل آثار الجهود الإسرائيلية التي لم تتوقف بدعم أمريكي كبير مالي وتكنولوجي، بدليل أن الأنفاق مستمرة باعتراف الاحتلال.
ويرى أن من أساليب المقاومة استنزاف العدو اقتصاديا وماليا وجهدا، معتبرا أن ما يتعلق بالأنفاق قد يكون جزء من هذه الحالة التي تقف فيها إسرائيل لتضخ مليارات وتبحث عن أفكار لمحاربة هذا السلاح الاستراتيجي.
وكانت التكلفة المتوقعة لبناء جدار كهذا تبلغ عشرات مليارات الشواكل (الدولار 3.85 شكل)، لكنه حسب الخطة الجديدة، ستصل تكلفة البناء إلى 2.2 مليار شيكل.
فشل متكرر
من جهته، يقول المحلل السياسي إبراهيم المدهون: "منذ انتهاء عدوان 2014 الذي استمر 51 يوما على غزة والاحتلال لا يدخر جهدا تكنولوجيا وعسكريا وأمنيا لمحاربة الأنفاق والحد منها، إلا أنه فشل في ذلك بشكل متكرر".
وأشار المدهون في حديثه لبوابة "العين" إلى أن الاحتلال يعلن عن تخصيص موازنة ضخمة لمشاريع تهدف لمحاربة الأنفاق، لافتا إلى أن هذا المشروع يحتاج لمدة زمنية طويلة، متسائلا "فهل هناك وقت كاف لبناء مثل هذه الجدر وهل المقاومة ستسلم لجهد الاحتلال في البناء؟".
وقال: "أعتقد أن المقاومة لن تقبل بذلك وستعمل على إعاقة بناء هذا الجدار إن تم مع ظني انه مجرد افكار اعلامية لها اهداف تمويهية لتبعد المقاومة الفلسطينية عن النوايا الحقيقية للاحتلال".
وسبق أن أطلقت فصائل المقاومة خلال الشهرين الماضيين قذائف هاون تجاه قوات إسرائيلية كانت تقوم بحفريات بحثا عن أنفاق شرق غزة؛ فيما أعلنت الذراع المسلح لحركة "حماس" أنها ستستهدف أية قوات إسرائيلية تتوغل في القطاع.
حرب نفسية
ورأى المدهون أن الاحتلال يقوم بعملية متكاملة وخطابه الإعلامي مضبوط وموجه ومتكامل ومترابط، مشيرا إلى أن الحديث عن مشاريع وعن حرب وتضخيم الحالة يعتبر أحد أنواع الحرب النفسية التي تستهدف إرباك المقاومة الفلسطينية".
كانت وسائل إعلام عبرية نقلت مساء أمس عن ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي قوله إن الحرب على غزة قادمة وأنها مسألة وقت معتبرًا أنها ستكون الحرب الأخيرة للقضاء على حماس.
قرع طبول الحرب
وتأتي هذه التصريحات في ظل المخاوف التي يثيرها وجود المتطرف أفيغدور ليبرمان على رأس وزارة الجيش الإسرائيلي، وهو الذي هدد في وقت سابق باغتيال قادة حماس الكبار.
غير أن اللواء الشرقاوي يرى أن فكرة المعركة الخاطفة والنصر بالصدمة أو الضربة الواحدة انتهت، معتبرا أن الحروب التي خاضتها إسرائيل أثبتت فشلها في تحقيق النصر، وتقرير مراقب الدولة الإسرائيلي الأخير يثبت حجم الإخفاقات الكبيرة في الحرب التي حاول الاحتلال إخفاءها.
ومع ذلك يبدي مخاوف من وجود شخص "فاشي" كليبرمان في وزارة الحرب الإسرائيلية رغم إقراره أنه سيقود معركة برخصة إسرائيلية.
ويرى أن كل رئيس وزراء إسرائيلي له حربه ووزير دفاع له مجزرته، ويبقى المطلوب من المقاومة الانتباه والمثابرة ولدينا قناعة أن "المقاومة لا تُردع".
أما المدهون فيرى أن من المبكر الحديث عن عدوان عسكري قريب رغم ان تهديدات ليبرمان خطيرة وتعبر عن توجهات وزارة الدفاع ونوايا حقيقية وتفكير جدي نحو محاولة شن عدوان بهدف إنهاء حكم حماس.
ورأى أن التعقيدات الداخلية والإقليمية مازالت تعيق تنفيذ الافكار الليبرمانية، وقد يحتاج مزيدا من الوقت للوصول الى ذلك، مبديا ثقته أن المقاومة تتابع كل ذلك بحذر وانتباه واستعداد منطلق من عدالة قضيتها واحتضان شعبها لها.
aXA6IDMuMjIuMjQ5LjIyOSA= جزيرة ام اند امز