دبلوماسيون أمريكيون "منشقون" ينتقدون سياسة أوباما في سوريا
51 مسؤولا بالخارجية الأمريكية وقعوا على مذكرة داخلية تنتقد سياسة بلادهم في سوريا وتطالب بضربات عسكرية ضد الأسد
أقرت وزارة الخارجية الأمريكية، مساء الخميس، بأن دبلوماسيين أمريكيين أرسلوا في إطار مجموعة "منشقين"، مذكرة دبلوماسية تتضمن انتقادات لسياسة الرئيس باراك أوباما إزاء سبل حل النزاع الدائر في سوريا.
ووقع 51 مسؤولا بوزارة الخارجية الأمريكية على مذكرة داخلية تنتقد بشدة سياسة الولايات المتحدة في سوريا وتطالب بضربات عسكرية ضد حكومة الرئيس بشار الأسد، حسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
وقالت الصحيفة نقلا عن نسخ من المذكرة اطلعت عليها، إن المذكرة تدعو إلى تنفيذ "ضربات عسكرية موجهة" ضد الحكومة السورية في ضوء الانهيار شبه التام لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في وقت سابق هذا العام.
وردا على سؤال لوكالة "فرانس برس" يتعلق بمعلومات نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" بشأن هذه المذكرة الدبلوماسية، أكد المتحدث باسم الوزارة جون كيربي وجود "مذكرة منشقة أعدتها مجموعة من موظفي الوزارة تتعلق بالوضع في سوريا".
ورفض المتحدث الغوص في فحوى المذكرة، التي قالت "وول ستريت جورنال" إن الدبلوماسيين الذين أعدوها طالبوا فيها بتوجيه ضربات عسكرية أمريكية إلى نظام الرئيس بشار الأسد.
واكتفى كيربي بالقول: "نحن ما زلنا ندرس هذه المذكرة التي صدرت قبل وقت قصير جدًّا".
ولكن المتحدث أوضح أن الوزارة تتضمن "رسميًّا قناة منشقة أو اعتراضية، تتيح لموظفين أن يبدوا وجهات نظر مختلفة ومن آفاق أخرى بشأن مواضيع تتعلق بالسياسة" الدبلوماسية.
وستمثل أي ضربات عسكرية ضد حكومة الأسد تحولًا كبيرًا في السياسة التي تنتهجها إدارة أوباما منذ وقت طويل، بعدم الانحياز إلى أي طرف في الحرب الأهلية السورية.
وقال مسؤول أمريكي، لم يوقع على المذكرة لكنه اطلع عليها، إن البيت الأبيض ما زال يعارض أي تدخل عسكري على نحو أعمق في الصراع السوري.
وأضاف المسؤول لـ"رويترز" أن المذكرة لن تغير هذا الموقف على الأرجح، ولن تحول تركيز أوباما عن الحرب ضد التهديد المستمر والمتزايد الذي يمثله تنظيم "داعش".
وقال مسؤول ثان قرأ المذكرة، إنها تعبر عن وجهة نظر المسؤولين الأمريكيين الذين يعملون بشأن الملف السوري، ويعتقدون أن السياسة التي تنتهجها إدارة أوباما غير فعالة.
وقال المصدر الثاني الذي طلب عدم نشر اسمه: "باختصار تود المجموعة طرح خيار عسكري ليضع بعض الضغط.. على النظام (السوري)".
وبحثت المذكرة إمكانية شن ضربات جوية، لكنها لم تشر إلى نشر المزيد من القوات الأمريكية على الأرض في سوريا، ومن المعتقد أن للولايات المتحدة نحو 300 فرد من القوات الخاصة في سوريا ينفذون مهاما ضد تنظيم "داعش"، لكنهم لا يستهدفون حكومة الأسد.
وقال مدير المخابرات المركزية الأمريكية جون برينان أمام جلسة للكونجرس، أمس الخميس، إن الأسد بات في وضع أقوى مما كان عليه قبل عام بفضل الضربات الجوية الروسية ضد المعارضة المعتدلة.
وقال أيضا إن قدرات تنظيم "داعش" الإرهابي وقدرته على شن هجمات في أنحاء العالم لم تتقلص.