أمريكا تنتقد استمرار روسيا في استهداف معارضين سوريين
مسؤول أمريكي، ينتقد شن روسيا غارة جوية ثانية على مقاتلين سوريين بينهم من تدعمه الولايات المتحدة لقتال "داعش".
قال مسؤول أمريكي، اليوم الجمعة، إن روسيا شنت غارة جوية ثانية على مقاتلين سوريين بينهم من تدعمه الولايات المتحدة حتى بعد أن طلب الجيش الأمريكي من موسكو -عبر قنوات اتصال معينة- التوقف عن القصف.
وأضاف المسؤول الذي تحدث لرويترز -طالبًا عدم الكشف عن اسمه- أن "عددًا محدودًا" من المقاتلين السوريين قتلوا في غارات أمس الخميس.
وانتقدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الغارة التي نفذت قرب التنف قائلة إنها أثارت مخاوف من نوايا موسكو في سوريا ووعدت بإثارة الأمر مع القيادة الروسية.
ولم تكن هناك أي قوات برية روسية أو سورية تدعمها روسيا في المنطقة في ذلك الوقت.
وقال وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، للصحفيين: "كان هذا هجومًا على القوات التي تقاتل الدولة الإسلامية (داعش) في المقام الأول.. في الحقيقة هذا أول شيء يثير الانزعاج في ذلك التصرف الذي قامت به روسيا."
وأضاف "قال الروس في البداية إنهم ذهبوا لقتال الدولة الإسلامية (داعش).. لكن هذا لم يكن حقًا ما قاموا به."
وردًا على سؤال عن هذا الحادث، قال الكرملين، اليوم الجمعة، إن من الصعب التمييز بين المعتدلين والمتشددين في فصائل المعارضة المسلحة على الأرض حين تنفذ غارات جوية في سوريا لأنها عادة تقاتل بالقرب من بعضها البعض.
ولم يخض كارتر في التفاصيل المتعلقة بتسلسل الأحداث، لكنه قال في مؤتمر صحفي: "إن القناة الموجودة لنتخاطب من خلالها معهم في مثل هذه المواقف لا تستخدم باحترافية."
وسلط الحادث الضوء على التوتر مع روسيا وأظهرت مذكرة داخلية مسربة في وزارة الخارجية الأمريكية مدى التوتر داخل الإدارة الأمريكية بشأن تعامل الولايات المتحدة مع الحرب في سوريا.
ووقع أكثر من 50 دبلوماسيًا بالخارجية الأمريكية على مذكرة انتقدوا فيها سياسة الولايات المتحدة الخاصة بسوريا ودعوا لتوجيه ضربات عسكرية لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
"مشاكل روسيا في جمع المعلومات"
ورفضت واشنطن المشاركة مع روسيا في عمليات ضد داعش بسوريا واتهمت موسكو باتخاذ إجراءات أحادية لتعزيز موقف الأسد، فيما بدأت موسكو غاراتها الجوية في سوريا في سبتمبر/ أيلول الماضي.
وطالبت الولايات المتحدة بتنحي الأسد عن السلطة لكنها أحجمت عن استهداف قواته بشكل مباشر.
واقتصرت الاتصالات بين الجيشين الأمريكي والروسي في سوريا على ما يهدف لتجنب صدام غير مقصود حين ينفذ كل طرف حملة قصف منفصلة وفي ظل وجود قوات أمريكية محدودة العدد على الأرض.
وقال المسؤول إنه رغم خلو المنطقة من أي قوات أمريكية حين شنت روسيا غاراتها يوم الخميس، فإن الجيش الأمريكي قام بتفعيل قنوات الاتصالات في حالة الطوارئ مع موسكو لمطالبة روسيا بوقف الغارات في هذه المنطقة.
وأضاف المسؤول الأمريكي أن روسيا نفذت الغارة رغم مرور بعض الوقت على ذلك الاتصال.
وأشار "كارتر" إلى أن موسكو إما قصفت المقاتلين دون قصد أو حدثت لديها بعض المشاكل تتعلق بجمع المعلومات.
وقال الوزير الأمريكي: "إذا كانت هذه هي نيتهم (قصف قوات تتصدى لداعش) فإن هذا عكس ما قالوا إنهم ذاهبون لفعله.
"وإن لم يكن كذلك فإن هذا يسلط الضوء على كفاءة جمع المعلومات التي يعتمدون عليها في شن غاراتهم."
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات أغارت على تجمع لقوات تقاتل داعش بدعم أمريكي في قرية التنف قرب معبر التنف الحدودي مع العراق في هجوم أدى لمقتل اثنين من المقاتلين وإصابة أربعة.