هاشتاق يثير جدلًا حول أزمة معبر رفح البري والآلاف يطالبون حماس بتسليمه للسلطة الفلسطينية
اجتاح هاشتاق #سلموا_المعبر، شبكات التواصل الاجتماعي، مشعلًا جدلًا ساخنًا حول أزمة معبر رفح البري، وسط مطالبات قوية لحركة "حماس" بتسليم معبر رفح الحدودي بين غزة وجمهورية مصر العربية.
وشارك آلاف الغزيين، في التغريد على الهاشتاق الذي أطلقه نشطاء في الساعة التاسعة مساء أمس الجمعة في نهاية يومين لفتحه أمام الحالات الإنسانية، قبل أن يشارك فلسطينيون وعرب وأجانب من الخارج، مطالبين حركة حماس بتسليم المعبر للسلطة الفلسطينية، حتى تسمح مصر بسفر المواطنين، وبالتالي التخفيف عنهم.
وقال كامل شحادة، في تغريدة له: "دور السلطة/ الحكومة في أي بلد هي خدمة أبناء هذا البلد، هكذا بكلّ بساطة، حركة حماس زعمت - كذبًا - أنّها سلّمت مقاليد الحكم لما أُطلق عليه - كذبًا أيضًا - حكومة الوفاق الوطني. فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا: بأيّ صفة تسيطر حماس على معبر رفح؟".
وأضاف: "حسنًا، ماذا إذا كانت حماس هي الحكومة الفعليّة أو الشرعيّة أو أيٍّ يكن، ماذا ينبغي عليها أن تفعل؟ إنّ أبجديّات العمل السياسي تفرض على الممسك بمقاليد الحكم، التنحّي عن هذا الحُكم إنْ كانت سياسته سببًا في انسداد الأفق، أو اصطدم نهجه بفشل ذريع كما هو حاصل لدينا".
ومعبر رفح، هو البوابة الوحيدة التي تربط قطاع غزة بالعالم الخارجي، دون مرور الفلسطيني من تحت بنادق جيش الاحتلال الإسرائيلي المتحكم في حدود القطاع كافة، لكن الانقسام الفلسطيني وما ترتب عليه من عدم اتفاق على آلية إدارة المعبر، فاقم من أزمة إغلاقه ليهدد ذلك حياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين.
الشعب مشحون
وقالت ياسمين خضر في تغريدة لها: "يعني من زمان صار لي ما شاركت بشي سياسي أو وطني بس هاشتاق #سلموا_المعبر بيستاهل. سلموا المعبر غزة قرفتكم وقرفت حكمكم وطمعكم واستبدادكم يا حماس".
أما الناشط طارق الفرا فعدّ أن "كم التغريدات على هاشتاق #سلموا_المعبر يؤكد أن الشعب مشحون ضد حماس وأفعالها في قطاع غزة وخصوصًا رفضها تسليم المعبر وإبقاء المشكلة من طرفها".
وقال عمر: "من أجل المرضى، من أجل العالقين، من أجل كل اشي #سلموا_المعبر".
وأغلقت مصر مساء الجمعة معبر رفح، بعد أن سمحت لمئات الفلسطينيين بالسفر من غزة أو العودة إليها، فيما يتوقع أن يفتح اليوم أيضًا استثنائيًّا لعودة 300 شخص علقوا يوم أمس، وجاء فتح المعبر بعد أكثر من 100 يوم من الإغلاق المتواصل، وهو ما ساهم في زيادة أعداد العالقين والراغبين بالسفر لأسباب ملحة.
وحاول المئات من سكان القطاع أمس اقتحام البوابة المصرية للمعبر في ظل البطء الشديد والإجراءات المعقدة التي تتم على المعبر، إلا أن الأمن المصري أغلق البوابة ومنع أحد من الاقتراب.
صوت الملايين
ووصفت الكاتبة والصحفية أسماء الغول هاشتاق #سلموا_المعبر، بأنه "ذكي وقوي ومحدد، ضرب الوتر الحساس وأعطى للناس القوة لتتفاعل وتتشجع بمطالبها ولا تخاف من النقد".
وأضافت "إنه ليس صوت الاثنين مليون المحاصرين في سجن القطاع فقط.. إنه أيضًا صوت أبنائنا وبناتنا المغتربات والمغتربين حول العالم.. هو صوت الطلبة الذين وصل بهم الحال لليأس.. صوت كل عالق هنا وعالق هناك".
وتابعت: "إنه صوت الشوق لأختي وأختك.. شقيقي ووالدتك.. إنه العمر الذي يمتد بنا ويسرقنا لسنوات وسنوات دون أن نرى أحبابنا الذين يكبرون ويتغيرون.. من أجل عنجهية سياسية وحزبية".
يكفي ذل
ودعا الناشط فادي الحاج حماس إلى تسليم المعبر، قائلًا: "يكفي ذل و إذلال لأبناء شعبنا #سلموا_المعبر للقرود، للأمم المتحدة، للاتحاد الأوربي، لشركة متخصصة في شؤون الأمن والمعابر عربية أو دولية".
وأضاف: "كان هناك ذرة كرامة وإحساس لدى فصائل العمل الوطني والإسلامي والمستقلين فليتحركوا مجمعين على تسليم معبر رفح وبيكفي".
حماس ترد
وبعد أن وصل الهاشتاق إلى المرتبة الأولى فلسطينيًّا بآلاف التغريدات، انضم بعض قيادات حماس ومناصرون لها، وغردوا بالاتجاه المعاكس.
ورد عضو المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق، في تغريدة له، متسائلًا: "أي معبر تريدون استلامه، معبر بيت حانون؟ أم الكرامة أم أي معبر تقصدون؟ لقد نسيتم أن من يدير معبر رفح فلسطينيون، وليسوا قوة احتلال".
ويعمل في المعبر موظفون موالون لحركة "حماس"، بينما المطالبات بأن يتولى العمل وإدارته موظفون تابعون للسلطة الفلسطينية.
وأضاف أبو مرزوق: "لقد عرضنا أن يعود حرس الرئاسة ورفضتم، وعرضنا أن يعود من كان يعمل في المعبر سابقًا مع القائمين على العمل الآن، وتحت إشرافكم، ورفضتم ذلك أيضًا"، معتبرًا أن الشعب الفلسطيني يعرف المسؤول عن الأزمة، واتهم السلطة الفلسطينية بالاشتراك في حصار غزة.
بدوره، قال الكاتب المقرب من حركة "حماس" إبراهيم المدهون: "الموضوع باختصار ليس تسليم المعبر والذي ارفضه، بل خنق وإذلال ومعاقبة غزة على صمودها وتحديها لإسرائيل النظام يريد تركيع حماس".
ورأى أن "المشكلة ليست بإدارة حماس وداخلية غزة لمعبر رفح بل بتعامل النظام المصري المشين وغير الإنساني وإغلاقه طوال هذه الفترة".
كما غرد نشطاء من حماس، متهمين مطلقي الهاشتاق بأنهم من "الخصوم"، ووصفوا المطالبة بتسليم المعبر بأنه دعوة لتسليم سلاح المقاومة.
الرد على الرد
غير أن الناشط الشبابي المعروف بقربه من "حماس" رفض ذلك قائلًا: "هروبًا للأمام من السهل على حماس وأنصارها وصم من أطلق الهاشتاق بأنه من الخصوم، وأنه يُحمل حماس وزرًا لا تحتمله، وبالتالي مطلوب من العناصر الدفاع عن قضية تسليم المعبر وتضخيمه، فالمعبر يعني من بعده السلاح ومن بعده شرف المقاومة".
وأضاف: "أنا شخصيًّا أعرف جزءًا ممن أطلق الهاشتاق وهم شباب يافع لا علاقة له بفتح أو حماس ولا حتى اليسار، ومشكلة لو أن الخصوم هم من أطلقوه فقد تعدى التفاعل معه نسبة 35 تغريدة في الدقيقة عن أي هاشتاق مختلف واكتسح الترند الفلسطيني، وشاركت فيه كل الشرائح، فهل كلهم خصوم أم كلهم مغرر بهم؟".
وأشار إلى أن الوضع الراهن يقول، إن مصالح 40 ألف مواطن ما بين مريض وطالب ورجال أعمال ومقيمين مهددة ويتنوع الضرر عن المواطن - 40 ألف فقط المسجلين بالسفر - ومن حق باقي أهالي قطاع غزة التحرك بحرية.
وواصل: "أتمنى من حماس أن لا تُفكر فقط بأن الذي يتحرك خصومها، وألا تستمع لمن يُزين لها عذابات الناس وأنهم في حالة رضا تام، قد بلغ الناس الزبى وليس كل الناس تُريد الرباط والجهاد ليس كل الناس تُريد أجر الصبر".
حماس وفتح تتحملان المسؤولية
من جهته، حمل الدكتور ياسر الوادية رئيس تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة مسؤولية إغلاق معبر رفح البري وحصار أبناء قطاع غزة إلى حركتي فتح وحماس بتعطيلهما للمصالحة وعدم اتخاذهما خطوات للأمام من شأنها أن تنهي الانقسام.
وكشف أن اتصالات أجريت خلال الساعات الماضية مع كافة الأطراف لتمديد عمل المعبر اتضح لنا من خلالها أن القيادة المصرية جاهزة لفتح معبر رفح البري 24 ساعة فور انتهاء الانقسام وتنفيذ المصالحة الوطنية، لتديره مع سلطة واحدة وحكومة واحدة وإدارة واحدة فلسطينية.
ودعا الوادية حركتي فتح وحماس لطي صفحة الانقسام ومداواة جروح أبناء شعبنا وتوحيد العمل لإنهاء الاحتلال، ورفع المعاناة اللي سببتها خلافاتكم السياسية والحزبية والوظيفية عن كاهل المواطن الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس والشتات.
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xMzQg جزيرة ام اند امز