قيادي مقدسي لـ"العين": "الخطة السداسية" لتهويد الأقصى على وشك التنفيذ
جمال عمرو قال إن منظمات إسرائيلية تسعى لإشعال حرب دينية
قيادي مقدسي يحذر في حوار خاص لـ"العين" من أن إسرائيل على وشك إطلاق المرحلة الأخيرة من الخطة السداسية لتهويد الأقصى
يدقّ عضو الهيئة الإسلامية العليا في القدس، جمال عمرو، ناقوس الخطر حول الخطط الإسرائيلية لتهويد المسجد الأقصى لإقامة "هيكل سليمان" المزعوم، مؤكدًا أن المرحلة الأخيرة من الخطة السداسية المقَرّة من الاحتلال لهذا الغرض على وشك التنفيذ.
ويحذر عمرو في مقابلة مع بوابة "العين" الإخبارية من أن الإجراءات الإسرائيلية تؤسّس لحرب دينية تلوح في الأفق، وتسعّر لها 25 منظمة يهودية متطرفة تقود عمليات التهويد والاقتحام لقبلة المسلمين الأولى.
25 منظمة تقود الاقتحامات
وقال عمرو، وهو أستاذ الهندسة والعمارة في جامعة بير زيت برام الله وسط الضفة الغربية: "هناك 8 أعياد يهودية طوال العام تستمر لعدة أيام.. تنظم فيها وفي غيرها 25 منظمة يهودية متطرفة عمليات اقتحام مكثفة للمسجد الأقصى بمشاركة أعداد كبيرة من المستوطنين وتحت حماية الجيش والشرطة.. يجوبون أرجاء باحات الأقصى إلا المسجد القبلي وقبة الصخرة".
وبحسب تقرير مقدسي، ففي شهر نوفمبر الماضي لوحده تم توثيق اقتحام 887 إسرائيليا للمسجد الأقصى، منهم 703 مستوطنين متطرفين، 76 من أدلاء السياح، واثنان من موظفي "سلطة الآثار" و 106 من مخابرات الاحتلال، إضافة إلى دخول 13.889 سائحا أجنبيا.
ويؤكد عمرو -الذي منعته قوات الاحتلال الشهر الماضي من السفر هو وزوجته- لدوره في تسليط الضوء على انتهاكاتها ضد المسجد الأقصى، أن هؤلاء المستوطنين "يستفزّون المسلمين بحركاتهم وإشاراتهم المهينة للمسلمين".
وبمرارة أضاف "يتجاوزون كل الخطوط الحمراء بإهانتهم الشديدة للرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، مشددا على أن هذه المنظمات الـ25 "تعمل الآن على تأسيس حرب على أسس دينية، يبدو أنها تلوح في الافق".
وأكد أن قادة الاحتلال والمستوطنين وضعوا خطة سداسية منذ أربعة عقود لتهويد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم (يزعمون أنه كان موجودا في مكان المسجد الأقصى الحالي)، مشددا على أنهم ينفذون حالياً المرحلة الخامسة من هذه الخطة ويتأهبون للمرحلة الأخيرة.
دعم من 1000 منظمة بالعالم
وقال: "25 منظمة يهودية متطرفة يتوفر لها دعم مالي بمئات ملايين الدولارات سنويا من قبل ألف منظمة يهودية ومسيحية يمينية نصفها في الولايات المتحدة ثم كندا فالاتحاد الأوروبي ثم أستراليا وأخيرا يأتي الدعم من منظمات في دول أمريكا اللاتينية".
وأشار إلى أن هذه المنظمات جمعت مبالغ طائلة تقدر بـ15 مليار دولار، منذ العام 67، لصالح المنظمات الـ25 العاملة في القدس المحتلة، لافتا إلى أن أعداد المنضوين تحت هذه المنظمات يقدر بـ500 ألف مستوطن ينتشرون في مستوطنات الضفة والقدس.
ويؤكد الخبير المقدسي الذي يستقي معلوماته عبر جهود بحثية ومصادر معرفية متخصصة في تتبع أنشطة التهويد الإسرائيلي في القدس، أن المنظمات اليهودية المتطرفة هي التي تقود مخطط هدم الأقصى لإقامة ما يسمى "هيكل سليمان".
مراحل الخطة السداسية
وأشار إلى أنهم وصلوا للمرحلة الخامسة الخاصة بوضع موطئ قدم للمتطرفين اليهود في المسجد الأقصى، مبينا بالتفصيل المراحل الستة للسيطرة على الأقصى، التي بدأت بإنشاء بنية تحتية وهذه وصلت إلى مرحلة متقدمة بإنشائهم (102) كنيس يهودي كلها حول المسجد الأقصى (لم تكن موجودة قبل عام 67).
وذكر أن المرحلة الثانية تتضمن الحفريات تحت الأقصى والتي وصلت لـ 56 حفرية عملاقة شملت أنفاق وفراغات وحفر لإيجاد إثباتات مزعومة حول وجود آثار للهيكل، فيما بيّن أن المرحلة الثالثة تضمنت إنشاء مؤسسات تلمودية لتعليم المتطرفين كيفية أداء الواجبات نحو الهيكل، وتعليمهم كيفية أداء الطقوس المختلفة.
أما المرحلة الرابعة -بحسب عمرو- فهي مرحلة التصاميم الهندسية وقد اكتملت الآن، حيث صممت مخططات قدس الأقداس والشمعدان، وحددت مكانهما في أرض الأقصى، فيما المرحلة الخامسة فتتضمن تمكين أعضاء المنظمات المتطرفة الإسرائيلية والدولية من إيجاد موطئ قدم في الأقصى وهو ما جرى في الآونة الأخيرة من خلال التقسيم الزماني؛ والذي كان دافعا لانطلاق الانتفاضة الحالية.
ملامح المرحلة الأخيرة
وأشار إلى أن المرحلة الأخيرة مقرر لها أن تتم بهدم البنايات عدا المسجد القبلي والصخرة يبقيانها على حالهما، مؤكداً أن الاحتلال يتحكم في مساحات الأقصى الـ144 دونما. (الدونم يساوي 1000 متر مربع).
وقال: "هذه المرحلة اقتربت جدا.. وهي التي يدعونها التقسيم المكاني للأقصى.. يدلل على ذلك قرار سابق للمستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية اعتبر فيه باحات المسجد الأقصى باستثناء مبنيي المسجد وقبة الصخرة المسقوفين أماكن تخضع للسيادة الإسرائيلية.
وشدد على أن هؤلاء المتطرفين مدعومون من حكومة نتنياهو "لأنها حكومة يهود متطرفين هي الأولى ذات الصبغة اليهودية المتطرفة من بين 34 حكومة كلها كانت إسرائيلية أو صهيونية أو جمعت الصفتين معا، لكن هذه يهودية متطرفة هي الوحيدة".
وتابع "هذا يؤكد أن طلب نتنياهو الاعتراف بيهودية الدولة ليس من فراغ، وإنما يقوم على أسس تلمودية، لافتا إلى أن الإدارة الأمريكية تدعمه في مطلبه، وتؤكد على هيكل سليمان وليس الأقصى وفق كلام وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
إعلان كيري
ووصف عمرو إعلان كيري، الأخير المتعلق بالمسجد الأقصى (أطلقه من الأردن ضمن مساعي احتواء الانتفاضة الجارية منذ أكتوبر الماضي) يُعدّ وعد "بلفور جديد" برعاية أمريكية.
وقال: "الاتفاق الذي تم الإعلان عنه هو أخطر بكثير من وعد بلفور، لأنه يعني تسليم المسجد الأقصى للاحتلال ولرئيس حكومته نتنياهو على طبق من ذهب، مشيراً إلى أن كيري كان متحدثا باسم نتنياهو، خاصة عندما كرر مصطلح جبل الهيكل الذي يستخدمه اليهود للإشارة إلى المسجد الأقصى.
وأعطى الاتفاق لنتنياهو الصلاحيات بالسماح لمن يشاء وحرمان من يشاء من المسلمين بالدخول إلى المسجد الأقصى، ومنع استفزاز المقتحمين من المستوطنين اليهود.
وقال عمرو: "هذا الاتفاق لا يعني تقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا كما يرغب الاحتلال، بل هو تسليم كلي يفعل به الاحتلال ما يشاء، يراقب حركات كل المتواجدين داخله".
اقتحامات جديدة
وكشف عضو الهيئة الإسلامية العليا (التي تأسست إثر الاحتلال الإسرائيلي لمدينة القدس عام 1967 بهدف حماية المقدسات) عن وجود خطط لمتطرفين يهود من أجل تنفيذ اقتحامات جماعية للأقصى مطلع الأسبوع القادم.
وذكر أن منظمات وهيئات يهودية تنضوي تحت منظمات "الهيكل" المزعوم أعلنت عن حملة اقتحامات جديدة وجماعية للمسجد الأقصى مطلع الأسبوع القادم بمناسبة ما يسمى عيد "الحانوكا-الأنوار" العبري.
ونشرت هذه الجماعات على مواقعها الإلكترونية المختلفة وصفحات التواصل الاجتماعي دعوات وإعلانات تدعو إلى اقتحامات جماعية للمسجد الأقصى تمتد على مدار أسبوع كامل من الأحد الموافق 6/12/2015 إلى الخميس 10/12/2015 في الفترة الصباحية من الساعة 7:30 إلى 10:00، وفي فترة ما بعد الظهر من الساعة 12:30 إلى 13:30.
كما تضمن الإعلان نفسه دعوة للمشاركة في احتفال مسائي من كل يوم اقتحام في تمام الساعة السابعة لإنارة إحدى شموع الشمعدان الإسرائيلي قبالة باب المغاربة، وسيتضمن الحفل أيضا شروحات عن أهمية اقتحام الأقصى، فيما أعلن عن مسيرة ليلية مساء يوم الخميس تجوب البلدة القديمة وتصل لمحاذاة أبواب المسجد الأقصى، وتدعو إلى التسريع في بناء "الهيكل" المزعوم.
وأشار إلى أن منظمة "عائدون الى الجبل" أعلنت أنها ستنظم مسيرة شموع مساء يوم الخميس 6/12/2015 تنطلق من "جادة الجيش" قرب باب الخليل –أحد أبواب القدس القديمة-تتجه إلى داخل أزقّة القدس القديمة، تحت عنوان "فلنزيل الخبث عن الهيكل"، -وهو شعار مبطن يحمل معاني هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه.
وأكد أن كل هذه التطورات تأتي في ظل تصعيد الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى، وفي ظل قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر حظر الحركة الإسلامية الجناح الشمالي في الداخل و19 مؤسسة أهلية منها مؤسسات تعنى وتهتم بشؤون المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة.
مخطط تهويدي جديد
كما كشف الخبير المقدسي عن مشروع "بيت هليبا" وهو جزء من مخطط تهويدي كبير سيقام مقابل ساحة البراق وحولها، ويشمل بناء مجموعة من المشروعات التي تشمل بناء مبانٍ دينية يهودية بشكل كثيف كبيت التوراة والكنيس الأزرق إضافة إلى "بيت هليبا".
وأشار إلى أن الاحتلال يعمل من أجل أن تكون هذه المنطقة رقم واحد في العالم من حيث احتوائها على أكبر تجمع للمباني الدينية اليهودية، بمعنى آخر أن هذه المنطقة ستتحول إلى أكبر مركز ديني يهودي بمحاذاة المسجد الأقصى.
وقال: "السياسة الجديدة لسلطات الاحتلال في هذه المنطقة تقوم على تكثيف المباني الدينية في هذه المنطقة التي هي جزء من المسجد الأقصى ومن ملحقاته، ومن الآثار الإسلامية".