خبير يكشف لـ"العين" مغزى تسريب تفاهمات عباس وهرتسوغ
خبير فلسطيني في الشؤون والإسرائيلية يكشف لـ"العين" مغزى التفاهمات التي توافق عليها عباس وهرتسوغ.
كشف خبير فلسطيني في الشؤون الإسرائيلية عن أبرز الأسباب، التي دعت وسائل الإعلام الإسرائيلية، لتسريب تفاصيل التفاهمات التي توافق عليها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وزعيم المعارضة الإسرائيلي ورئيس حزب العمل يتسحاق هرتسوغ، قبل منافسة الأخير على رئاسة الحكومة الإسرائيلية منذ عامين.
وكانت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي قد كشفت، في ساعة متأخرة من ليل الأحد، عن تفاهمات جرت بين عباس وهرتسوغ، تقضي بانسحاب إسرائيل من الضفة الغربية وأحياء من القدس، إلى جانب جملة من المواضيع الأخرى محل الصراع بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
وقال الدكتور سامي أبو جلهوم، الخبير في الشؤون الإسرائيلية في حديث خاص لبوابة "العين" الإخبارية، إن مغزى الإعلان عن هذه التفاهمات موجهة للشارعين الإسرائيلي والفلسطيني على حد سواء، من أجل التحريض العلني ضد الساسة فيهما.
وأشار إلى أن من يقف وراء هذه التسريبات هو حزب الليكود الحاكم، والذي يسعى لإظهار منافسه العمل في موقف المفرط في القدس، إلى جانب إظهار رئيسه هرتسوغ المنبوذ في حزبه على استعداد للتنازل للعرب عن أجزاء من القدس التي طالما رفضت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة مجرد الحديث عن أي حق للفلسطينيين بها.
وأضاف "أبو جلهوم" أن المغزى من نشرها أيضًا النيل من الرئيس عباس في الشارع الفلسطيني، وتعميق الانقسام الفلسطيني من خلال إظهار عباس كزعيم متنازل عن حقوق الفلسطينيين.
وأكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن هذه التفاهمات لن تتم مطلقًا كونه هرتسوغ بعيد عن الحكم في إسرائيل، كما أنه ليس صاحب قرار فيها، مؤكدًا أن تسريب هذه التفاهمات سيعمل على التشكيك في مواقفه، وبالتالي خسارته لأي انتخابات مقبلة قد يخوضها ضد الليكود.
وأوضح أن حزب العمل، الذي كان يرأسه باراك، وهو في حكم إسرائيل، لم يستطع التوصل لتسوية بشأن القدس، مجددًا تأكيده على أن هذه التفاهمات حتى وإن تمت لن تكون أفضل حالًا من اتفاق جنيف وتفاهمات عبد ربه- يوسي بيلين.
وحذر "أبو جلهوم" من التعاطي مع الأنباء عن هذه التفاهمات، موضحًا أنها تأتي في إطار سياسة إسرائيل أيضًا للتغطية على جرائمها في المسجد الأقصى واقتحاماته المتكررة، ومصادرة الأراضي ومواصلة الاستيطان.
ونصت التفاهمات على انسحاب إسرائيل من الضفة الغربية وأحياء من القدس الشرقية دون تحديدها، مع تبادل أراض بنسبة 4%، كما نصت على أن تكون المبادرة العربية للسلام هي القاعدة للاتفاقيات في المنطقة مع الدول العربية، حيث تنص المبادرة العربية على اقامة دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينين، وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان السورية المحتلة والأراضي التي مازالت محتلة في جنوب لبنان، مقابل اعتراف الدول العربية بإسرائيل وتطبيع العلاقات معها.
وبحسب التفاهمات، فإن قوات دولية سوف تتولى مسؤولية السيادة على حائط البراق في المسجد الأقصى، في حين تم الاتفاق على أن يكون قرار 194 الصادر عن الأمم المتحدة والمبادرة العربية قاعدة لحل القضية، والتي بموجبهما سيتم تعويض اللاجئين وعودة محدودة لبعض منهم، بموافقة الطرفين.
كما نصت التفاهمات بين الرئيس الفلسطيني وهرتسوغ على وجود إسرائيلي في منطقة غور الأردن، وتتم مكافحة الإرهاب عبر تعاون مشترك بين الأردن وفلسطين وإسرائيل، وفق تسريبات القناة العاشرة.