عمر طاهر يروي «سيرة شخصية للغناء»

وسط جمهوره من القراء.. احتفل الكاتب الجماهيري عمر طاهر بإطلاق كتابه الجديد «إذاعة الأغاني ـ سيرة شخصية للغناء»

 
"بينما تجري الحياة.. ثمة أغنية ما تدور في الخلفية. بينما تدور أغنية ما.. ثمة حياة تدور في الخلفية".. يقدم الكاتب الساخر والسيناريست المصري عمر طاهر لكتابه الجديد «إذاعة الأغاني ـ سيرة شخصية للغناء» الذي صدر حديثا عن دار الكرْمة للنشر والتوزيع بالقاهرة، بهذه الافتتاحية المثيرة والمعبّرة في آنٍ عن مضمون كتابه الذي يكاد لا يفارق دائرة كثير من كتبه السابقة التي يدور أغلبها حول نوستالجيا الزمن الجميل، واستدعاء ثقافة الثمانينيات والتسعينيات في مصر.

عمر طاهر من الكتاب الذين يحظون بجماهيرية عالية خصوصا وسط الشباب، ودائما ما يفخر بأنه ينتمي إلى جيل الإذاعة والتليفزيون، جيل تشكلت ثقافته البصرية والسمعية من خلال المواد التي كانت تبث على الوسيلتين الإعلاميتين الأشهر في ذلك الوقت، لاقت كتبه الثلاثة الأولى «شكلها باظت ـ ألبوم اجتماعي ساخر»، و«كابتن مصر ـ ألبوم ساخر للمراهقين»، و«ابن عبد الحميد الترزي ـ ألبوم سينمائي ساخر»، نجاحا كبيرا وطبعت طبعات متعددة، اعتمد فيها كلها على كتابة النوستالجيا والعودة بالذاكرة إلى مفردات ثقافة الميديا والسينما والأغاني في الثمانينيات والتسعينيات، من خلال برامج التليفزيون والإذاعة، والمواد الإعلانية الرائجة في تلك الفترة، فضلا عن أساليب الغناء والمغنين والألحان والإيقاعات المميزة في تلك الفترة. 

الكتاب مغامرة أدبية ممتعة يبوح عمر طاهر في فصوله الواحد والعشرين بمواقف مهمة في حياته، "بينما تصاحبنا أغاني أم كلثوم وعمرو دياب ومحمد فؤاد وأحمد عدوية ومحمد محيي ومحمد منير والشاب خالد وأحمد فكرون والمطرب الهندي شيكو موراتكس.

 أغانٍ وضعت بصمتها على هذه اللحظات للأبد". 

يقول ناشر الكتاب في تقديمه له "قد يكون هذا أجمل وأعمق كتاب لعمر طاهر حتى الآن، به كل ما يتميز به أسلوبه من سلاسة وذكاء وحسّ ساخر، وزاد عليه هذه المرة فهم وإحساس عميق بالنفس البشرية وتعاطف إنساني مع ما نمر به من مواقف في حياتنا".

بين الذاتي والموضوعي، الخاص والعام، يمزج عمر طاهر بين وقائع من السيرة الذاتية والحياة الشخصية وبين أغانٍ علقت بالذاكرة والوجدان، أصوات ومطربين تعلقت بهم مشاعر جيل، ارتبطت أغانيهم بذكريات؛ مسرات وأحزان، إيقاعات اختلطت بروائح عبقت النفس وملأت الذاكرة، يقول عمر طاهر في كتابه: «اختلط صوت الشاب خالد برائحة ذكية..

 كنت أعرف أنني أقترب من مصدر الصوت. مررت بباب بيت مفتوح، كان هو الذي يبث الصوت والرائحة، عبرته لكنني لم أستطع مقاومة أن أعود لألقي نظرة عبر الباب المفتوح. الممر الصغير الموجود في مدخل البيت هو مطبخ صغير. تتسلل إليه الشمس عبر نافذة ملونة. تبدو الأرضية مصنوعة من حجارة المدينة القديمة.

أمام الموقد المسطح الصغير كانت هي تقف، وقد صنعت من شعرها الطويل ديل حصان يتدلى من أسفل منديل ملون قد لفّت به رأسها وهي تطبخ شيئًا ما.. صبية نحيلة تهز رأسها في ضوء الشمس الملون الذي اتخذ بفعل البخار المتصاعد شكل أشعة متفرقة أنارت الجانب الأيسر لوجهها. كانت تحرك يدها داخل الإناء حركة دائرية وهي تهز رأسها يمينًا ويسارًا مع إيقاع الجمل الذي يسيطر على الأغنية».

وكان  عمر طاهر قد احتفل مع جمهوره بإطلاق كتابه الجديد السبت وذلك في مكتبة ديوان الزمالك بالقاهرة، بحضور عدد كبير من الكتاب والفنانين والمثقفين المصريين، ويوقع عمر طاهر كتابه في نهاية الحفل وسط قرائه ومحبيه.

عمر طاهر واحد من أشهر الكتاب الجماهيريين في مصر. هو كاتب ساخر، وصحفي، وشاعر، ومترجم، ومقدم برامج تليفزيونية، ومؤلف وكاتب سيناريو أفلام سينمائية. ولد في سوهاج عام 1975 وحصل على بكالوريوس التجارة وإدارة الأعمال من جامعة حلوان عام 1998، صدر له 17 كتابًا ما بين الشعر والأدب الساخر. يكتب حاليًّا في جريدتي الأهرام والأخبار وموقع التحرير الإخباري.