"حي النقار".. علامة بارزة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بالضفة الغربية
المواجهات مع شبابه تؤرّق القوات الإسرائيلية
يحافظ شباب وسكان حي النقار غرب قليقلية على صمودهم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وسط توقعات بامتداد الانتفاضة لمدن مجاورة
شكّل حي النقار غرب قليقلية، شمالي الضفة الغربية، علامة بارزة في مواجهة الاحتلال، بمحافظة شبابه على استمرار المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ اندلاع انتفاضة القدس، بوتيرة ترتفع تدريجياً يوماً بعد يوم، ما جعل البعض يصفه بأنه "يؤرق الاحتلال".
ويعد الحي الواقع شمال غرب مدينة قليقلية، النقطة الأكثر سخونة في مواجهة الاحتلال منذ اندلاع الانتفاضة بداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بحسب توثيق مركز القدس لدراسات الشؤون الاسرائيلية.
وقال المركز، إن حي النقار كان في الشهر الماضي من أنشط نقاط الاشتباك بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال المتمركزة على مداخل مدينة قليقيلة، المحاصرة بجدار الفصل العنصري، والمخنوقة بمخططات الاستيطان.
وقال الكاتب الصحفي مصطفى صبري في وصفه لأحداث حي النقار، إن "ما يجري في الحي من مواجهة يومية تدلل على مدى الاصرار الشعبي على التصدي للاحتلال الاسرائيلي ولإجراءاته القمعية".
ويسكن الحي قرابة 3 آلاف شخص، يعمل جزء منهم في الزراعة والأعمال الحرة، وأصيب المئات من أبنائه خلال المواجهات المستمرة، كما اعتقلت قوات الاحتلال العشرات من شبانه.
وقال صبري لـ"بوابة العين"، إن "قوات الاحتلال تتعمد منذ سنوات إيذاء المزارعين والمواطنين داخل منازلهم، وزادت من اعتداءاتها في الشهرين الأخيرين عليهم، فأقدمت على حرق عدد من المنازل، وحاصرت مسجد الحي ومدرسته في محاولة لوقف المواجهات، لكن دون جدوى".
وأضاف أنه "لجأ الاحتلال لتكثيف نيرانه المستخدمة ضد الفلسطينيين للتصدي لمواجهات الحي، إلا أنه فشل في ذلك، فاستقدم وسائل قمعية مثل رش منازل الحي بالمياه العادمة والكيماوية، ليجبر السكان على التدخل لوقف المواجهات، لكن هدفه لم يتحقق أيضاً".
ويكتسب الحي الذي بات اسمه يتردد في الأخبار أهميته من موقع مدينة "قليقلية المتداخل جغرافيا مع المناطق الفلسطينية داخل إسرائيل، وهو "ما يؤرق الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول وقف تمدد المواجهات في حي النقار"، بحسب الباحث السياسي إسلام أبو عون.
وأضاف أبو عون "تحاول قوات الاحتلال تخفيف الاحتكاك مع الفلسطينيين في المناطق الشمالية من الضفة الغربية، وحصر المواجهات في مناطق الجنوب فقط، لكن هذه السياسة فشلت بعد مرور أكثر من شهرين من المواجهات".
وأشار إلى أن قوات الاحتلال صعّدت من إجراءاتها ضد المنطقة الشمالية من الضفة وخصوصاً قليقلية في الآونة الأخيرة، محاولة كبح جماح المواجهات المستمرة.
وتوقع أبو عون أن ينجح شبان الحي في الحفاظ على وتيرة مواجهات مرتفعة مع الاحتلال الإسرائيلي، حتى مع استخدامه قبضة نارية كثيفة، "لأنه لم يعد أمامهم شيء يخسرونه بعد الاعتداءات غير المسبوقة من قوات الاحتلال والمستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية"، على حد قوله.
وأشار إلى اتساع سياسة الاستيطان اليهودي على حساب أراضي الفلسطينيين، خصوصاً في المنطقة الشمالية من الضفة، وتوقع صبري "ألا تخفت حدة المواجهات في الحي حتى يلمس الفلسطينيون في المدينة تغييراً واضحاً على الأرض".
ورجّح أبو عون انتقال المواجهات إلى أحياء أخرى غير قليقلية، منها مدن الشمال والوسط، معتبرا أن الأمر يتوقف على ممارسات الاحتلال ومستوطنيه خلال الأيام المقبلة.
لكن صبري توقع ألا يتساهل الاحتلال مع حالة "حي النقار" المتصاعدة، "لأنه يخشى من تأثير تلك الحالة النضالية على مناطق أخرى من الضفة، وتصبح نموذجاً يحتذى به من شباب الضفة".
aXA6IDE4LjIyNC41NS42MyA= جزيرة ام اند امز