خبراء اقتصاد وتعليم عن نتيجة استفتاء بريطانيا: يوم حزين للديمقراطية
مخاوف خبراء الاقتصاد والتعليم في بريطانيا تزايدت بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ووصفوا تلك النتيجة بأنها يوم حزين للديمقراطية.
تزايدت مخاوف خبراء الاقتصاد والتعليم في بريطانيا، بعد انتهاء الاستفتاء التاريخي بنتيجة 52% تأييدًا لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، النتيجة التي اعتبرها فريق حملة المغادرة انتصارًا لبريطانيا والشعب والحملة، بينما وصفها بعض الخبراء بيوم حزين للديمقراطية.
ورصدت صحيفة "إندبندنت" البريطانية آراء متخصصين في الاقتصاد والتعليم، من جامعة شرق إنجلترا، للحديث عن الآثار المترتبة على نتيجة الاستفتاء.
ورغم أن الأكاديميين من اتجاهات فكرية وتخصصات مختلفة، إلا أنهم يشتركون في شعور بالإحباط وخيبة الأمل من مغادرة بريطانيا لمنطقة اليورو.
وقالت الدكتورة مارينا برنتوليس وهي عضو بارز ومتحدث باسم جماعة البقاء الراديكالية، إن حملة المغادرة "موجة كره للأجانب" من خلال التركيز على الهجرة، والفشل في معالجة قضايا التقشف وقرارات التعليم العالي.
ورأت أن الخروج يؤدي إلى انخفاض أعداد الطلاب الأوروبيين في الجامعات البريطانية، والتقليل من قيمة التعاون البحثي، مما يؤثر على مكانة بريطانيا في أوروبا، ويقلل من فرص افتتاح مركز أبحاث بعد نتيجة التصويت.
وانتقدت خبيرة الاتصالات السياسية سالي بروتون سلوك الإعلام الذي قاد الاستفتاء إلى هذه النتيجة، قائلة إن "وسائل الإعلام فشلت فشلًا ذريعًا لتزويد الناخبين بالمعلومات، بل اعتمدت على الكذب والتضليل، كما لم يلتزم مقدمو البرامج بقواعد التحقق والاستعانة بالخبراء، وركزوا على منح فريقي الحملتين وقتًا إضافيًّا وترك المجال للتنبؤ".
وأكدت بروتون تأثير النتيجة على قرارات البلاد المجاورة للمملكة المتحدة، وأن الفوز بناء على حملة شعبية معادية للنخبة والمهاجرين، سيؤدي لظهور حركات مماثلة عبر القارة، ووصفت يوم الجمعة باليوم الحزين على بريطانيا وأوروبا والديمقراطية".
من جانبه، قال خبير النظرية السياسية والاجتماعية إلان فينلايسون إن "هناك شيئًا غير طبيعي في دوافع التصويت، والدليل في التحول في نسب المشاركة إلى 72.2% مقارنة بالسنوات الماضية في الانتخابات العامة، وكانت أعلى نسب مشاركة خلال 15 عاما بلغت 66.6%".
وحذر فينلايسون من تأثيرات موقف يوم الخميس الماضية على المشهد السياسي، وخاصة أن الأمر يظهر غامضًا، وأبدى قلقه من التأثيرات على مستوى التعليم، وحجم الديون والرسوم التي تطبق من قبل الاتحاد، مما يؤثر سلبًا على الاقتصاد البريطاني.
أما الدكتورة المحاضرة أليكساندرا إينيس فقالت إنه من المبكر تقييم نتيجة الاستفتاء على الهجرة، وقالت إنه "يجب الانتظار للمفاوضات خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ولا نقوم بتقييم الموقف، إلا بعد خروج المعدلات والمناقشات بين أعضاء مجلس الاتحاد الأوروبي حول الهجرة وحملات الاستفتاء".
وتوقعت إينيس، هبوط معدلات الهجرة من أوروبا، بعيدًا عن المفاوضات بين الاتحاد وبريطانيا، ولكن مع انخفاض حجم الوظائف بالسوق، كنتيجة لهبوط مستويات الجنيه الإسترليني، لذا يطالب البعض الأوروبيين بالبقاء في المملكة المتحدة.
ويرى خبير الاقتصاد فايبو إريكو أن هناك مخاطر كبيرة على مستوى التعليم، نظرًا لتعرض الاقتصاد لأزمات حادة من البحث عن سبل للتمويل، وأعلن إريكو أن الاستفتاء يهدد التعليم من تقليل الأسواق الأكاديمية ومستويات التعليم والبحث، وفقدان تنوع وكثافة الطلاب، مما يؤثر على التنوع والتبادل الثقافي، لارتباطه بالخبرات التعليمية المختلفة، وبنتيجة الأمس تصبح هناك تداعيات أخطر من ذلك.