"فورين بوليسي": نجاح محادثات السلام السورية مرهون بمشاركة المتمردين
بعد دعوة السعودية لجماعة "أحرار الشام" لحضور مباحثات الرياض
موقع "فورين بوليسي" يعتقد أن نجاح مفاوضات السلام في سوريا يجب أن يتم بمشاركة مجموعة مختلفة من المتمردين السوريين
يعتقد موقع "فورين بوليسي" الإخباري، أن نجاح محادثات السلام السورية يتوقف على تمكين مجموعات مختلفة من المتمردين السوريين، من الجماعات الإسلامية، الذين حاربوا مع تنظيم القاعدة بالانضمام للجولة المقبلة من المفاوضات، والتي يحتمل أن تلعب دوراً محورياً في تشكيل حكومة ائتلافية جديدة، بعد تصاعد حملة دعائية تقوم بها الجماعات المسلحة المختلفة، وخصوصاً "أحرار الشام"، التي يتم التسويق لها حاليا على أنها معارضة معتدلة أو فصيل مسلح موثوق.
وكانت المملكة العربية السعودية قد دعت في وقت سابق، جماعة "أحرار الشام"، مع أكثر من ٩٠ شخصا من ممثلي أحزاب المعارضة السورية الأخرى، إلى مباحثات الرياض التي ستعقد الأسبوع المقبل، لتوحيد رسالتهم قبل المحادثات السياسية الكبرى، التي من المقرر عقدها في 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية مطلعة في الأمم المتحدة.
وقال نجيب غادبيان، ممثل التحالف الوطني السوري في الولايات المتحدة، إن اجتماع الرياض يمثل أكبر تجمع لشخصيات تنتمي للمعارضات السورية المختلفة، منذ بدء الحرب.
ويأمل غادبيان في أن يؤدي الاجتماع لخلق موقف موحد لأحزاب المعارضة السورية في المشهد السياسي الحالي. وحدد لائحة للمرشحين تشمل 24 عضوا لتمثيل مجموعة أوسع نطاقا، كما تم تقديم الدعم لمشاركة أحرار الشام في الاجتماع.
وطالبت روسيا بإضافة "أحرار الشام" إلى قائمة المنظمات الإرهابية المستبعدة من محادثات السلام، خصوصا بعد أن قاتلت كتائبها جنباً إلى جنب مع الجيش الحر والفصائل الإسلامية الأخرى كـ"جبهة النصرة" ضد الجيش السوري.
وفي السياق ذاته، صنّف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة"، الفرع التابع لتنظيم القاعدة في سوريا، ضمن المنظمات والجماعات الإرهابية في العالم، فيما أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من العلاقات الوثيقة التي تربط "أحرار الشام" بالفصائل الإرهابية في سوريا، مثل "جبهة النصرة"، إلا أنها لم تصنفها كواحدة من الجماعات الارهابية.
في المقابل، نفى رئيس المكتب الخارجي لحركة "أحرار الشام"، لبيب النحاس وجود أي علاقات أو أيديولوجيات مشتركة تربط حركة أحرار بتنظيم القاعدة المتطرف.
ووقّعت المجموعات المسلحة تحالفا عسكريا، أطلق عليه اسم "جيش الفتح"، شمل مقاتلين من جبهة النصرة وغيرها من الفصائل الإسلامية المتطرفة، التي تسعى للإطاحة بالنظام السوري.
ويعتقد موقع "فورين بوليسي"، أنه من أكثر التحالفات العسكرية التي حققت نجاحاً بالمنطقة، في وقت سابق من هذا العام، حيث ضبط معاقل حيوية واستراتيجية في إدلب وحولها حلب، ما دفع إيران لتوجيه دعمها العسكري لنظام الأسد، ومهدت الطريق لتدخل روسيا في سوريا، لتفادي انهيار حكومة بشار الأسد.
كما أدى التوتر في العلاقات بين موسكو وأنقرة، بعد حادثة إسقاط المقاتلة الروسية "سوخوي 24" الثلاثاء الماضي، لتعقيد الأمور أكثر، إذ لجأت روسيا إلى استخدام الورقة الكردية كردٍّ على إسقاط أنقرة لطائرتها العسكرية. ومن المتوقع أن تتوجه روسيا إلى دعم المعارضة الكردية داخل تركيا وخارجها، وتركيز جهودها على ضرب أهداف على الحدود السورية التركية، حيث قتل الطيار الروسي، وهو ما يتعارض مع المصالح التركية، بحسب ما رجح محللون سياسيون للموقع ذاته.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTMuMTg5IA== جزيرة ام اند امز