الكرة الذهبية ضحية صراعات "ميسي ورونالدو" التسويقية
السؤال الذي سيظل عالقًا في أذهان الجماهير والمتابعين، ما هي معايير صاحب الكرة الذهبية، وهل هناك أمور أخرى تحكمها بعيدًا عن الجدارة ؟
"رونالدو لا يستحق الترشح للفوز بالكرة الذهبية" .."نيمار هو الأحق بالجائزة" .. "ميسي في طريقه للتتويج" .."أين سواريز يا فيفا" .. "كريستيانو لا يزال الأفضل" .. "هذه الكلمات كانت الأكثر تداولاً بين لاعبي ومدربي وجماهير كرة القدم خلال الأيام الماضية، بعدما تم الإعلان عن القائمة النهائية المرشحة للفوز بالكرة الذهبية والتي انحصرت بين الثلاثي، الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار دا سيلفا نجمي برشلونة الإسباني، والبرتغالي كريستيانو رونالدو هداف ريال مدريد الإسباني، لكن السؤال الذي سيظل عالقًا في أذهان الجماهير والمتابعين، ما هي معايير صاحب الكرة الذهبية، وهل هناك أمور أخرى تحكمها بعيدًا عن الجدارة ؟
لا شك أن سلسلة فضائح الاتحاد الدولي" فيفا" الأخيرة، أثارت المزيد من الشكوك حول كيفية اختيار صاحب الجائزة، والتي سيعلن عنها في حفل خاص يقام بالعاصمة السويسرية "زيوريخ" يوم 11 يناير من عام 2016 المقبل، وسيرصد موقع " العين" هذه القضية في النقاط التالية.
** ميسي وإنييستا 2010 .. بداية التشكيك في الجائزة
على الرغم من تتويجهما مع منتخب " المتادور" بكأس العالم 2010 فضلاً عن لقبي الدوري الإسباني وكأس السوبر الإسباني مع برشلونة بالإضافة إلى تقديم مستويات مبهرة، لم يستطع أندرياس إنييستا وتشافي هيرنانديز التتويج بالجائزة الذهبية، حيث خسرا الرهان أمام الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم الفريق الكتالوني، وتكرر الأمر مع الفرنسي فرانك ريبيري الذي فعل كل ما يمكن فعله في موسم 2013 مع بايرن ميونيخ الألماني، وحقق سداسية تاريخية وقدم مستويات مبهرة، لكن بعد فترة من تمديد التصويت على الفائز، اتجهت الجائزة بشكل غريب لرونالدو، بحجة إنجازاته الفردية وأرقامه القياسية مع ريال مدريد، وسط شبهات بالمجاملة، وخاصة بعد خلاف اللاعب مع سيب بلاتر رئيس الفيفا وقتها في ظل اتهامات تشير إلى أنه صالحه بالجائزة.
** المصالح ولغة المال والشركات الراعية تتحكم في الجائزة !
بعد سلسلة الترشحيات الغريبة طوال المواسم الماضية سواء في جائزة الكرة الذهبية أو أي جائزة خاصة بالفيفا، أصبح من المعرف أن لغة المال والشركات الإعلانية تلعب دورًا محوريًّا في اختيار المتوج بالذهب، حيث كشفت صحيفة " صن " البريطانية في تحقيقاتها الأخيرة الخاصة بفضائح الفيفا، أن هناك شركات راعية تدفع أموال باهظة للتأثير على فرص فوز عميلها بالجائزة، وهو ما يعود بالنفع على الشركة مرة أخرى من خلال الحملات الدعائية لمنتجاتها، ويمكن أن يكون لجائزة أفضل لاعب في مونديال البرازيل (2014) الأخير التي حصل عليها ميسي أبرز دليل على عدم مصداقية هذه الجوائز التي تعتمد في المقام الأول على أمور تسويقية.
وعند النظر لنجمي الكرة العالمية، ميسي ورنالدو نجد أنهما متعاقدين مع كبرى الشركات الرياضية في العالم، فضلاً عن شركات ضخمة في مجالات أخرى كالأزياء والعطور والسيارات، وهي التي تدخل في صراعات تسويقية مع الفيفا لكي يكون عميلها في المقدمة، وذلك بحسب تصريحات سابقة لميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الموقوف حاليًّا بشكل مؤقت، والذي أعلن في أكثر من مناسبة أن المصداقية دائمًا تغيب عن تلك الجائزة، كحال الأسطورة البرازيلية الحية بيليه الذي شكك في مصداقية الجائزة، وأشار في تصريحات سابقة إلى أن لغة الأموال تلعب دورًا كبيرًا، كما نشرت صحيفة " تايمز" الأمريكية تقريرًا يفيد بوجود فساد كبيرة في ملف جوائز الفيفا، وفي المقدمة الكرة الذهبية، وذلك خلال سلسلة الاتهامات الموجهة للمنظومة التي تتحكم في الساحرة المستديرة.
** إعداد قائمة المرشحين ومعايير الاختيار
يقوم "الفيفا" بتخصيص فريق كامل من أعضاء لجنة كرة القدم، برفقة خبراء وصحفيين معتمدين من قبل مجلة "فرانس فوتبول" لإعداد قائمة اللاعبين، ثم تبدأ مرحلة التصويت التي يشارك فيها مدربو وحاملو شارة قيادة المنتخبات الوطنية والصحفيين المتخصصين من جميع أنحاء العالم والمعتمدين من "فرانس فوتبول"، ومعايير الاختيار تعتمد بشكل كبير على اللعب النظيف وتصرفات اللاعب داخل والملعب وخارجه، وأهمية النادي والمنتخب الذي يلعب له المرشح وإنجازاتهما، وأداء اللاعب وأرقامه على مدار العام.
aXA6IDE4LjIyNi45My4xMzgg
جزيرة ام اند امز