استشهاد فلسطيني وإصابة 4 مستوطنين في عملية دهس وطعن بالقدس
عقب 3 عمليات إطلاق نار استهدفت الاحتلال والمستوطنين بالضفة وغزة
إصابة 3 أشخاص بجروح طفيفة، في هجوم بسكين بمدينة القدس المحتلة، والشرطة الإسرائيلية تقتل الشاب الفلسطيني منفذ الهجوم.
استشهد شاب فلسطيني، مساء الأحد، إثر إصابته برصاص قوات الاحتلال بعد تنفيذه عملية فدائية أدت لإصابة ثلاثة مستوطنين بجروح، بعد ساعات من 3 عمليات إطلاق نار استهدفت قوات إسرائيلية ومستوطنين في الضفة وقطاع غزة، بينما استمر النزيف الفلسطيني على شكل إصابات في أرجاء متفرقة من الأراضي المحتلة.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة؛ إن شابا فلسطينيا (عُلم لاحقا أنه يدعى عامر سكافي)، نفذ عملية دهس في حي روميما غربي القدس، حيث صدم بسيارته مجموعة من المستوطنين، ثم ترجل وطعن اثنين منهم بسكين كان يحمله، قبل أن يطلق رجال الأمن الإسرائيلي النار تجاهه ويردوه قتيلا.
ولاحقا ذكرت شرطة الاحتلال في بيان لها، أن شابًّا فلسطينياً (21 عاماً) من بلدة بيت حنينا شمال القدس المحتلة، نفّذ عملية دهس أصابت مستوطناً من خلال مركبته الخاصة، ثم ترجّل منها وأشهر سكّينه وطعن أحد المتطوّعين مع شرطة الاحتلال.
وأضافت أن عدداً من المستوطنين أُصيبوا بحالة هلع نتيجة العملية المزدوجة التي نفّذها الشاب، كما أحيل المصابون للعلاج في مستشفى "شعاريه تصيدك" بالمدينة المحتلة.
3 عمليات إطلاق نار
وجاء حادث الدهس والطعن بعد أقل من ساعتين على تعرض سيارة مستوطنين لإطلاق نار فلسطيني قرب رام الله وسط الضفة المحتلة، وإطلاق النار على معسكر للاحتلال شمال القدس المحتلة.
وقال موقع "0404" العبري، إن سيارة للمستوطنين تعرضت لإطلاق نار محيط سجن عوفر برام الله وسط الضفة، وأصيب هيكلها بـ 9 رصاصات دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.
وهرعت إلى المكان قوات كبيرة من جيش الاحتلال وشرطته، التي أعلنت العثور على أغلفة 9 أعيرة نارية استهدفت السيارة، بينما جرت مطاردة للمنفذين الذين لاذوا بالفرار.
وفي تطور لاحق، أطلق شبان الانتفاضة النار على معسكر الرام قرب مدخل بلدة الرام شمال مدينة القدس المحتلة، أعقب ذلك انتشار مكثف لقوات الاحتلال وإغلاق الشارع الرئيس؛ ما تسبب بأزمة مرورية خانقة للسيارات الفلسطينية، وسبق ذلك، استهداف جرافة عسكرية للاحتلال بإطلاق النار شرقي قطاع غزة، في ثاني حدث يسجل منذ السبت.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن إطلاق النار استهدف جرافة كانت تقوم بأعمال ترميم للسياج الحدودي دون وقوع إصابات، فيما رصد قصف صهيوني عشوائي استهدف الحقول الزراعية في المنطقة، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات في الحالتين.
وكانت قوات الاحتلال أعلنت تعرض دورية لإطلاق نار مماثل مساء السبت، قبالة مدينة غزة.
إصابتان فلسطينيتان
وأصيب فتى (17 عاما) بالرصاص الحي خلال مواجهات مع قوات الاحتلال اندلعت مساء الأحد، في بلدة سلواد شمال شرق مدينة رام الله، كما أصيب عدد آخر بالاختناق نتيجة استنشاقهم الغاز المسيل للدموع.
وقال مصدر طبي في البلدة، إن الفتى أصيب برصاصتين في البطن والقدم، ونقل لتلقي العلاج في مجمع فلسطين الطبي برام الله، ووصفت المصادر الطبية حالته بالمتوسطة.
كما أصيب شاب فلسطيني بعيار ناري في البطن، إثر تعرضه لإطلاق نار من قوات الاحتلال شرقي مخيم البريج وسط قطاع غزة، وفق ما أفاد لـ "بوابة العين" الناطق باسم وزارة الصحة بغزة، أشرف القدرة.
اعتقالات
واستمرت قوات الاحتلال في حملات الاعتقالات ضد الشبان الفلسطينيين، وسجلت في ساعات مساء الأحد، اعتقال 13 فلسطينيا، وفق هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية.
وقالت الهيئة في بيان لها: إن الاعتقالات طالت قاصرين في مدينة دوار في محافظة الخليل، و5 مواطنين على الأقل من عدة أحياء في القدس، بينهم قاصران، واعتقل اثنان من جنين، واثنان من بيت لحم، واثنان من رام الله.
إدانة لاقتحام الأقصى
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية عمليات الاقتحام المتواصلة للمسجد الأقصى المبارك، التي تشرف عليها وتدعمها وتمولها الحكومة الإسرائيلية وأذرعها المختلفة.
كما أدانت الوزارة بشكل خاص الدعوات التي أطلقتها المنظمات اليهودية المتطرفة لاقتحامات حاشدة لباحات الحرم القدسي الشريف، بذريعة الاحتفال بما يسمى "عيد الأنوار" (الخانوكا)، الذي يمتد من الأحد حتى الخميس القادم، وعلى رأس هذه المنظمات العنصرية 'هيئة منظمات المعبد'، و'طلاب من أجل الهيكل'، و'نساء من أجل المعبد' وغيرها، وهي منظمات يقودها حاخامات متطرفون أبرزهم "يسرائيل اريئيل"، الذي طالب في السابق بمحاكمة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان.
وتأتي هذه الاقتحامات -حسب الوزارة- في سياق سعي الحكومة الإسرائيلية لترجمة سياستها وبرامجها الهادفة إلى تكريس التقسيم الزماني للمسجد الأقصى المبارك، ريثما يتم تقسيمه مكانيًّا، في ظل التضييق على المصلين، ونصب الحواجز الحديدية والمتاريس قرب بوابات المسجد الرئيسية، كجزء لا يتجزأ من عمليات تهويد القدس ومقدساتها، وضرب مقومات الوجود الوطني والإنساني الفلسطيني في القدس، في محاولة إسرائيلية مكشوفة لتدمير حل الدولتين، وإنهاء فرص قيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة.
المفتي يدعو لشد الرحال
وفي ذات السياق؛ حذر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين، من دعوات منظمات الهيكل اليهودية المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، والقيام بجولات داخل ساحاته، والتي تستمر حتى الخميس المقبل، تزامنا مع الاحتفالات ببعض الأعياد اليهودية.
أضاف في بيان صحفي تلقت "بوابة العين الإخبارية" نسخة منه، أن هذه الاقتحامات في هذا الوقت بالذات تكذب ادعاءات سلطات الاحتلال بحفاظها على أوضاع المقدسات.
انتقد مفتي القدس حماية السلطات الإسرائيلية للمتطرفين اليهود، ورعايتها لانتهاكاتهم لحرمة المسجد الأقصى، في الوقت الذي تفرض فيه قيودا صارمة على دخول المصلين المسلمين لأداء صلواتهم الدينية في مسجدهم وقبلتهم الأولى.
وأدان المفتي قرار بلدية الاحتلال بناء منشئات يهودية في ساحة البراق في القدس، ما يشكل اعتداء صارخا على المقدسات الإسلامية، بهدف تغيير معالمها العربية والإسلامية، وفرض سياسة الأمر الواقع الاحتلالية عليها.
ودعا "حسين" إلى شد الرحال للمسجد الأقصى لإعماره والصلاة فيه؛ إفشالا لدعوات المنظمات اليهودية المتطرفة لاقتحامه وانتهاك حرمته؛ معتبرا ذلك تصعيدا خطيرا منهم يهدد أمن الأقصى وقداسته، مناشدا العالم أجمع بحكوماته ومنظماته وهيئاته العمل على لجم الاعتداءات الإسرائيلية، وإنقاذ الأقصى مما يتعرض له من مخاطر.