مثنى وثلاث ورباع.. 5 حكايات من دفتر تعدد الزوجات في لبنان
لعل الآية الثالثة من سورة النساء هي الوحيدة التي يحفظها أكثر الرجال منقوصة غير مكتملة؛ لتبرير تعدد زيجاته وزوجاته.. ماذا يحدث؟
(وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم، ذلك أدنى ألا تعولوا)..
إنها الآية الثالثة من سورة النساء في القرآن الكريم، ولعلها الآية الوحيدة التي يحفظها أكثر الرجال منقوصة غير مكتملة؛ لتبرير تعدد زيجاته وزوجاته.
ويكون الجزء المفضل لدى كثير من الرجال هو (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع)، ليؤكدوا أمام منتقديهم أن الإسلام منح الرجل حق الزواج بأربع نساء، لكن السواد الأعظم منهم يغض النظر عن بقية الآية التي تتحدث عن ضرورة العدل بين الزوجات.
وبينما قالت دراسة عربية إن تعدد الزوجات يشكل خطرًا على قلب الرجل، وإن الرجال الذين لهم عدة زوجات يكونون أكثر عرضة للإصابة بتصلب الشرايين التاجية بـ 4.6 مرة، مقارنة بالمتزوجين من امرأة واحدة، إلا أن دراسة أمريكية حديثة أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا في ديفيز قالوا، إن تعدد الزوجات يمكن أن يؤدي إلى المزيد من الصحة والثروة لكل من الزوجات وأطفالهن.
في لبنان، حيث قالت إذاعة هولندية إن نسبة العنوسة بين الفتيات بلغت 85% منذ عامين، يكون من المحير الحديث عن تعدد الزوجات، لكن 5 حكايات من أشخاص خضن تجربة تعدد الزوجات في لبنان قد تكشف بعض جوانب الحقيقة التي تعيشها المرأة هناك.
"د. ن." متزوج من أربع نساء، أنجب منهن 12 ولدًا، وهو بالكاد يبلغ الأربعين من العمر، لكن ملامحه تشير إلى أنه أكبر سنًّا من ذلك بكثير، ربما بسبب المسؤولية الملقاة على عاتقه.
تزوج "د" وهو في الخامسة والعشرين من العمر بعد أن أعجب بابنة الجيران، وأنجب منها ولدين، وكي يتمكن من تحسين وضعه المادي حيث الفرصة تنتظره خارج لبنان، اضطر للزواج من سيدة تعيش في الولايات المتحدة الأميركية، وهي مطلقة تحمل الجنسية الأميركية، وأنجب منها ثلاثة أولاد، إلا أن الهدف الذي قصد لأجله أمريكا لم يحققه بالكامل فقد تحسن وضعه المادي، لكنه لم يستدع زوجته إلى هناك، والتي بقيت بعيدة عنه لأكثر من خمس سنوات.
وخلال هذه الفترة أعجب بإحداهن خلال عمله، وتزوج بها، وربما لأن إمكانياته المادية باتت أفضل من ذي قبل، أنجب منها ثلاثة أولاد.
زوجته الأولى بالطبع كانت في حالة هستيريا من تصرفاته، لكن هذا لم يمنعها من إقامة علاقة جيدة مع زوجاته، وهذا ما كان يثير حفيظته أحيانًا.
ويبدو أن "د" أراد أن يطبق الشرع بحذافيره لناحية إمكانية جمعه لأربع زوجات في وقت واحد، فتزوج للمرة الرابعة من أرملة لديها ثلاثة أولاد، وأنجب منها ولدين آخرين.
ولكن المشكلة أن كل زوجة كانت تقطن بمنزل مستقل، علما بأن العاملات بينهن كن يتكفلن بالمصاريف الثانوية لمتطلباتهن.
"د" يعتبر زواجه بمثابة حلم مر به، فهو يكاد لا يصدق أنه أصبح أبًّا لاثنى عشر ولدًا، وزوجًا لأربع نساء، وبالرغم من ذلك تراه يقصد بيروت كل سنة بحثًا عن حسناوات، حتى أصبح المحيطون به يطلقون عليه لقب "نسونجي"، لكنه بات الآن في مأزق؛ لأنه لا يمكنه إضافة إمرأة أخرى الى رصيده إلا في حال طلاقه من إحداهن.
ويقول "د" الآن إن السفر هو مفره الوحيد بعيدًا عن المشاكل التي تلاحقه بسبب نسائه، وما يقلقه هو أنهن على علاقة جيدة فيما بينهن، فإذا أصيبت أي منهن بمكروه تأتي إحداهن لتهتم بها أو لتساعدها في أمور المنزل.
شاب عل مشارف الثمانين
ويبدو أن "ح. ف."، البالغ من العمر 78 عامًا، ما زال على ثقة تامة بأن الشباب شباب القلب، ويمكنه الزواج بابنة العشرين، وهذا ما حدث معه مؤخرًا، فقد تمكن وبفعل ثروته أن يتزوج من فتاة بعمر الورد كما يقال، وأنجب منها ولدًا فعمل جاهدًا كي يبدو أصغر سنًّا، من خلال صبغ شعره وارتداء ملابس شبابية.
"ح" أكثر من زيجاته، لكنه قبل أن يتزوج من أي امرأة أخرى يعمد الى ترك سابقتها حتى لا يعكر مزاجه ويجلب المشاكل لنفسه، أربع نسوة مررن في حياته، وكان حريصًا على عدم الإنجاب، إلا من المرأة المناسبة، لكن ملاحقته للفتيات أدت إلى إصابة زوجته بأمراض عصبية، أدت فيما بعد إلى وفاتها بسبب جلطة دماغية.
ويبدو أنه كان حزينًا جدًّا لفراقها، فسارع إلى التقدم للزواج من سيدة في الأربعين من عمرها كي تهتم بأولاده. وبالفعل اقتصر دورها في حياته على تربية أولاده، لا أكثر ولا أقل، إلا أن الحياة معه لم تدم كثيرًا، حيث أصيبت هذه السيدة بمرض عضال، وسرعان ما قرر منحها الطلاق كي يبعد عن الهموم والمشاكل والمآسي.
أما حياته مع زوجته الثالثة فلم تكن أفضل بكثير؛ لأنه مارس معها الدور الذي اعتاده مع السابقات، فعذبها وتجاهل وجودها وكأنها شخص غريب في المنزل، أما الفرق بينها وبين من سبقها من زوجات أنها صبرت بعكس ما توقع، فراح يفتعل معها المشاكل كي يدفعها لطلب الطلاق، لكنها لم تعر الموضوع أهمية، ففاتحها بالموضوع وكان له ما أراد.
وبينما ظن البعض أنه تاب، انطلق "ح" وتزوج مؤخرًا من فتاة تبلغ من العمر 22 عامًا وأنجب منها طفلًا.
المرأة تجدد الشباب
أما "أ. ص." البالغ من العمر 75عامًا، وأصبح أولاده أجدادًا، فنجح بالزواج مرة ثانية بعد أن توفيت زوجته، ولم يكتف بالزوجة الجديدة، ولم يأبه بأية انتقادات وتزوج من فتاة تبلغ من العمر 35 عامًا، فأهمل زوجته الثانية وانشغل بالثالثة، إلا أن تعدد زيجاته أثقلت كاهله خاصة أن أولاده من الزوجة الاولى راحوا يثيرون المشاكل معه بسبب إقدامه على الزواج مرتين بعد وفاة والدتهم، الأمر الذي يؤدي إلى تفتت نصيبهم من الميراث، لكنه وعدهم بالإنصاف بين أولاده الذين يبلغ عددهم 13.
رجل و3 نساء
"أ. غ." جعل زوجاته الثلاث يخضعن للأمر الواقع بفعل تهديداته لهن، فعلى كل واحدة منهن ألا تتدخل في حياته الشخصية، وإلا سيكون الطلاق مصيرها، فهو الرجل في المنزل، وبالتالي لن يجبر أي منهن على البقاء معه.
وبالرغم من ذلك، خضعن لأمره، وكانت كل منهن ترى أنه يعدل بعض الشيء بينهن في كل جوانب حياته، حتى في الزيارات الرسمية، يحرص في كل مرة على اصطحاب واحدة منهن كي يعدل بينهن.
ويخرج هذا الرجل بنتيجة يقدمها كنصيحة للرجال ألا وهي بأن يتزوج الرجل امرأة واحدة، وإذا اضطره الأمر فليبق دون زواج؛ لأنه، بحسب رأيه، لا ينتج عن الزواج سوى وجع الرأس.
السكرتيرة والأستاذ
رواية أخرى لأحد مدراء المدارس الذي أعجب بسكرتيرته الجميلة، فراح يتودد لها، رغم أنه متزوج ولديه أربعة أولاد، أما السكرتيرة فلم تجابهه بالرفض، بل على العكس رحبت بالفكرة، خاصة أنها بلغت الثلاثين من العمر، وكل ما تريده في هذه الدنيا هو إنجاب ولد يحملها على كبرها ويهتم بها.
وافقت هذه الفتاة على الزواج من الأستاذ والعيش مع زوجته الأولى، وكي يتخلص من البلبلة داخل منزله، راح يهتم بزوجته الأولى كي لا تشعر بالغيرة تجاه ضرتها، فعندما كانوا يخرجون في السيارة كان يحرص على أن تجلس زوجته الأولى في المقعد الأمامي.
وعندما كان يشعر بالانزعاج من جراء بعض المشاكل كان يغادر المنزل هاربًا، كي لا يضطر لإنصاف إحداهما على حساب أخرى.
aXA6IDMuMTQyLjE1Ni41OCA= جزيرة ام اند امز