بالصور.. جزائريون ينتفضون لمواجهة الحكومة ومنع "جريمة بيئية"
غضب في الجزائر بعد قرار السلطات إقامة مصنع للإسمنت في منطقة تضم محمية طبيعية وتقترب من مدينة "تيمقاد" للآثار الرومانية
يتملك سكان محمية طبيعية شرقي الجزائر غضب عارم، بعد قرار السلطات منح ترخيص لإقامة مصنع إسمنت بالمنطقة، مما يجعلها مهددة بالتلوث البيئي وفقدان تنوعها النباتي والحيواني، لذلك بادروا بحملة واسعة لمنع إقامة المصنع وصل صداها إلى البرلمان.
لم يتفهم سكان واد الطاقة بمحافظة باتنة (350 كلم شرقي الجزائر العاصمة) قرار إقامة مصنع للإسمنت بمنطقتهم الشهيرة بمروجها الخضراء ومياهها العذبة واحتضانها لنوع نادر من شجر الأرز، والتي تقع غير بعيد أيضًا عن مدينة تيمقاد الأثرية التي ترجع للعهد الروماني وتصنف ضمن التراث السياحي العالمي.
ورغم خروج السكان بالآلاف منددين بهذا المشروع، إلا أن سلطات المحافظة أصرت على عدم التراجع عن قرارها، وهو ما أثار درجة عالية من الاحتقان بين الأهالي دفعتهم للاستنجاد بأعلى السلطات في الدولة لإيقاف ما يصفونها بـ"الجريمة البيئية".
وقال مصعب سعدوني، المكلف بالإعلام لدى أعيان منطقة واد الطاقة، إن السكان عازمون على منع إقامة هذا المصنع بكل الوسائل السلمية المتاحة لهم، حيث سينظمون تجمعات احتجاجية مباشرة بعد عيد الفطر للضغط على السلطات من أجل مراجعة قرارها.
وأوضح سعدوني لبوابة "العين" الإخبارية أن قضية المصنع تعود لسنة 2014، وجرى التكتم عليها من السلطات حتى لا يلقى المشروع معارضة من السكان الذين وضعوا اليوم أمام الأمر الواقع، مضيفًا أن "القشة التي قصمت ظهر البعير، كانت حين أبلغ المحافظ السكان في آخر زيارة له، في يونيو الماضي، أن القرار اتخذ ولا رجعة فيه".
وأمام هذا الإصرار، لم يعد لسكان المنطقة من أمل، إلا القيام بحملة إعلامية من أجل دفع الحكومة إلى اتخاذ قرار وقف مشروع مصنع الإسمنت، حيث ظهرت منشورات في مواقع التواصل الاجتماعي تطلب من الجزائريين مساندة حملة إيقاف مصنع الإسمنت بواد الطاقة والتوعية بأخطاره البيئية المدمرة".
وعلى مستوى البرلمان، قدمت النائب سميرة ضوايفية استجوابًا لوزير الصناعة عبد السلام بوشوارب، بفتح "تحقيق عاجل" فيما أسمته "منح تراخيص استثمار الموت".
وطالبت البرلمانية بتوضيح "الأسباب الحقيقية لمنع مثل هذه التراخيص القاتلة لكل مقومات الحياة والاقتصاد الوطني المهددة للأمن الاجتماعي بشكل غير مسبوق".
وقد تحول هذا الموضوع إلى القضية البيئية الأولى في الجزائر، نظرًا لاشتهار واد الطاقة بمئات البساتين التي تحتضن 12 ألف شجرة مثمر، بالإضافة إلى عشرات الهكتارات من حقول القمح والشعير، كما ترقد المنطقة على مخزون مياه يضم 42 منبع مياه جوفية يعتبر مقصد الآلاف من سكان باتنة لجودته وخصائصه الصحية.
aXA6IDE4LjE5MC4yNTMuNTYg جزيرة ام اند امز