"شروق" تكشف تفاصيل "مشروع مليحة" للسياحة البيئية والأثرية
يفتتح المشروع في الثالث من فبراير 2016
مشروع مليحة من أهم المشاريع الأثرية في الإمارات حيث تم إنشاؤه في محيط مواقع أثرية يعود تاريخ بعضها إلى مئات الآلاف من الأعوام.
يعتبر مشروع مليحة أحد أهم المشاريع السياحية الأثرية في دولة الإمارات حيث تم إنشاؤه في محيط مواقع أثرية متنوعة تم اكتشافها هناك ويعود تاريخها إلى عصور قديمة متعددة ومنها ما يزيد عمرها عن مئات الآلاف من الأعوام.
تفاصيل المشروع ومراحله، كشفت عنه "هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير - شروق" في مؤتمر صحفي عقد اليوم الأحد في فندق "شيراتون شاطىء" الشارقة.. وحضر المؤتمر الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس الهيئة عن تفاصيل إنجاز المرحلة الأولى من مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية الذي تقوم الهيئة بتطويره بالتعاون مع هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة وإدارة الآثار في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة والذي سيشكل محطة جذب سياحي جديدة على مستوى الدولة والمنطقة.
حضر المؤتمر الصحفي إلى جانب الشيخة بدور القاسمي كل من المهندس خالد بن بطي المهيري مدير دائرة التخطيط والمساحة ومروان بن جاسم السركال المدير التنفيذي لـ شروق والدكتور صباح جاسم مدير إدارة الآثار في دائرة الثقافة والإعلام، إلى جانب كل من طارق سعيد علاي مدير مركز الشارقة الإعلامي وإبراهيم عبد الرحمن الجروان مساعد مدير مركز الشارقة لعلوم الفضاء الفلك وأحمد بن نهيلة مدير فرع دائرة التخطيط والمساحة في المنطقة الوسطى.
وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي خلال المؤتمر إن مليحة تعتبر ذاكرة الشارقة الحية وتراثها التاريخي الذي نعتز به في الشارقة وفي الإمارات العربية المتحدة، والذي نعتبره جزءا لا يتجزؤ من مستقبلنا ومستقبل الأجيال الصاعدة وإحدى الركائز الأساسية في حضارة دولتنا وثقافتها، ويأتي إطلاق هذا المركز في سياق الاستفادة من الإرث التاريخي لإمارة الشارقة والترويج له كي يصبح عامل جذب يعزز القطاع السياحي بالإمارة، كما يعكس حرص قيادتنا وجهودها في الحفاظ على الموروث الثقافي والتاريخي للإمارة.
وأضافت أن التراث التاريخي لمليحة كما هو بالنسبة لأي موقع أثري في العالم.. يعتمد في بقائه ليس على الترميم والعناية الهندسية فقط بل أيضا على اهتمام الناس وشغفهم لاكتشاف كنوز دولتهم والتعرف على شموخ وعظمة تاريخهم.
واستعرض مروان بن جاسم السركال تفاصيل المرحلة الأولى من مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية والذي سيتم افتتاحه رسميا من قبل الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة يوم الأربعاء 3 فبراير 2016، مؤكدا أن تطوير المشروع يأتي ضمن اهتمامات سموه على تطوير المنطقتين الوسطى والشرقية وأيضا في إطار التزام شروق بتنفيذ مشاريع تطويرية وسياحية نوعية ومتميزة وتعزيز البنية التحتية والتسهيلات المتاحة أمام المستثمرين بهدف تنمية الإمارة اجتماعيا وثقافيا وبيئيا واقتصاديا والمساهمة في تحقيق رؤية الشارقة السياحية 2021 التي أطلقتها دائرة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة.
وقال السركال إن منطقة مليحة تحظى باهتمام كبير من قبل صاحب السمو حاكم الشارقة الذي أمر منذ سنوات بحماية المنطقة وما تتضمنه من مواقع أثرية والعمل على اكتشاف المزيد منها وترميمها.
وكشف السركال أن المرحلة الأولى ستتضمن افتتاح "مركز مليحة للآثار" الذي تم إنشاؤه ضمن مبنى صمم بطريقة مميزة يتيح للزوار التجول داخله والاطلاع على مكوناته بطريقة سهلة وممتعة وتفاعلية كما تم تصميم المبنى للاستفادة منه من الداخل والخارج.
وسيتضمن المركز من الداخل اكتشافات أثرية للعرض وعروض تثقيفية عن الحقائق التاريخية للمنطقة ومقهى وردهات للجلوس إلى جانب شاشات تفاعلية تعرض أفلاما وثائقية عن تاريخ مليحة ولافتات إرشادية بتفاصيل المنطقة ومتجر خاص بالعلامة التجارية أنا أحب الشارقة إضافة إلى مرافق خدمية ومكاتب إدارية.
وحول المرافق والمكونات الإضافية للمشروع بيّن المدير التنفيذي لـ"شروق" أن المشروع سيضم مجموعة من المواقع الأثرية وهي ضريح أم النار ووادي الكهوف وقلعة مليحة والمقابر التاريخية للجمال والخيول وبيت المزرعة بجانب موقع المقابر الأثرية وبيت المزرعة ذو المطبخ وقصر مليحة في فترة ما قبل الإسلام وغرف الدفن.
وأعلن سعادة مروان السركال أن "شروق" ستبدأ قريبا بالتعاون مع الشركاء والجهات المعنية بالعمل على المرحلة الثانية من مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية والتي ستتضمن إنشاء منتزه مليحة الصحرواي على مساحة 450 كيلو متر مربع وهو عبارة عن محمية للحياة البرية المحلية في منطقة مليحة وسيتم إطلاق مجموعة من الحيوانات البرية هناك مثل الطهر العربي والمها العربي وغزلان الصحراء وغزلان الجبال بالتعاون مع هيئة البيئة والمحميات الطبيعة بالشارقة كما ستتضمن المرحلة الثانية إنشاء مجمع التخييم الليلي الذي سيجهز بالكامل لتلبية متطلبات محبي التخييم إضافة إلى "استراحة مليحة" وهي عبارة عن نزل فندقي للمبيت والإفطار وسيكون هذا المرفق عبارة عن مباني قديمة تعمل شروق على تجديدها وتطويرها وتجهيزها للمبيت والإفطار ضمن المشروع وستدار من قبل مشغل فندقي متخصص في هذا المجال.
وأعلن السركال أنه سيتم أيضا ضمن المرحلة الثانية إنشاء مرصد فلكي بالتعاون مع مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك وذلك لإتاحة الفرصة لهواة الرصد الفلكي للاستماع بمشهد النجوم والسماء من قلب مليحة.
ولفت المدير التنفيذي لـ"شروق" أن الهيئة خصصت في المرحلة الثانية ثلاثة مناطق ضمن المشروع لإقامة فنادق ومنتجعات فخمة تخدم المنطقة والسياح وأن تلك المناطق سيتم عرضها أمام المستثمرين الراغبين بالاستفادة من الإمكانيات والفرص الواعدة لمشروع مليحة والمنطقة الوسطى عموما.. منوها إلى أن حجم الاستثمارات المتوقع استقطابها إلى منطقة مليحة خلال السنوات القادمة تقدر بنحو 250 مليون درهم.
من جانبه قدم الدكتور صباح جاسم في كلمة له خلال المؤتمر نبذة عن منطقة مليحة وأهميتها التاريخية.. مؤكدا أن المواقع الأثرية لسهل المدام ومنطقة مليحة والجبال المجاورة لها ذات أهمية تاريخية عالمية وتفتح نافذة على حضارة يرجع تاريخها إلى مئات الآلاف من الأعوام كانت خلالها مهدا للحياة الريفية وجزءا أساسيا من طرق التجارة، وهو ما منحها تواصلا دائما مع باقي الحضارات التي نشأت في حوض البحر المتوسط وجنوب آسيا وجنوب الجزيرة العربية وشمالها بالإضافة إلى وادي الرافدين ومناطق شرق الجزيرة العربية.
عرض الدكتور صباح جاسم أهم النماذج الأثرية التي تم اكتشافها في المشروع.. مؤكدا أن عملية التنقيب مستمرة والمشاريع السياحية في المشروع مستمرة أيضا... منوها إلى أنه تم اكتشاف مكتشف جديد في مليحة سيكون له صدى كبير وعميق في عالم البحوث الأثرية كونه سيلقي الضوء على تاريخ الجزيرة العربية وسيتم الإعلان عن هذا المكتشف في الافتتاح الرسمي للمشروع يوم الأربعاء المقبل.
من جانبه أعرب المهندس خالد بن بطي المهيري عن شكره لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق" على جهودها الكبيرة التي تبذلها لتطوير الشارقة وجعلها إحدى أهم الوجهات السياحية في المنطقة.. لافتا إلى دور الدائرة في وضع المخططات التي من شأنها الارتقاء بمدينة الشارقة والمناطق التابعة لها، حيث تم وضع أول تخطيط للمدينة في عام 1969 واحتوى على مجموعة من البنود والخطط التي من ضمنها الحفاظ على البيئة وتطوير السياحة البيئية وكان آخر مخطط للمدينة في عام 2006 وشمل المحافظة على جميع مكتسبات الشارقة التي تضم 9 قطاعات كل منها معني بشؤون معينة.
و أكدت هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة في بيان صحفي أن افتتاح "مركز مليحة للآثار" سيعزز خطط تنويع المنتج السياحي في الإمارة وسيقدم للزوار وجهة سياحية جديدة وفريدة من نوعها، الأمر الذي سيسهم في رفد القطاع السياحي بالمزيد من المقومات التي تواكب تطلعات ومتطلبات السياح والزوار القادمين إلى الشارقة من داخل وخارج الدولة، كما سيرسخ المشروع مكانة الإمارة المتقدمة في مجال السياحة البيئية وسياحة المواقع الأثرية.
aXA6IDMuMTQuMTMyLjE3OCA= جزيرة ام اند امز