عجائب الأولمبياد.. 3 ثوان بلا نهاية أسقطت فريق الأحلام
شهد نهائي منافسات كرة السلة رجال في أولمبياد ميونخ 1972، الذي جمع بين منتخبي الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي أحداثا مثيرة للجدل.
وكان منتخب الولايات المتحدة الأمريكية الملقب بفريق الأحلام هو المسيطر الأول على الميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية خلال تلك الفترة، حيث توج بها 7 مرات ولم يخسر أي مباراة.
ظهور كرة السلة في الألعاب الأولمبية
كانت كرة السلة ظهرت للمرة الأولى في الألعاب الأولمبية في نسخة 1936 في برلين، وظهر المنتخب الأمريكي في 7 دورات من وقتها قبل دورة 1972، فاز خلال بـ56 مباراة من 56.
وفي أولمبياد "ميونخ 1972" فاز منتخب الأحلام بـ7 مباريات جديدة من أصل 7 خاضها حتى المباراة النهائية وقتها ليرفع عدد انتصاراته إلى 63 من 63 مباراة قبل مواجهة الاتحاد السوفياتي.
نهائي مثير للجدل في أولمبياد ميونخ
كانت تلك الفترة من أوقات الذروة في الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفياتي، لذا كان النهائي المرتقب محاطا بالعديد من الصبغات السياسية، التي أشعلت أجواءه ومجرياته.
وكان المنتخب الأمريكي منع قبل البطولة من إشراك أبرز نجومه، لأن القوانين الأولمبية وقتها كانت تمنع مشاركة اللاعبين المحترفين، مما جعله يشارك بفريق جديد، وهو أمر كان معتادا في الدورات السابقة ورغم ذلك لم يمنعه من الهيمنة.
بينما كان الاتحاد السوفييتي يشارك بفريق مخضرم لاعبوه أغلبهم من أفضل المجندين بالجيش والذي كانوا يصلون لدرجة الاحتراف لكنهم غير محترفين بشكل رسمي، كما انهم كانوا يلعبون معا لفترة طويلة مما منحهم خبرات كبيرة.
كانت هناك شائعات وقتها بأن الحزب الشيوعي قام برشوة المسؤولين بالأولمبياد لأنهم أرادوا أن يفوز الاتحاد السوفييتي بـ50 ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية حينها احتفالا بالذكرى الـ50 لتأسيس الاتحاد.
3 ثوان لا تنتهي
كانت المباراة المثيرة وصلت إلى لحظاتها الأخيرة والمنتخب الأمريكي متأخر بنتيجة 48-49، قبل أن تحتسب له رميتان حرتان، ويتم بعدها اتخاذ قرار مثير للجدل مع الثواني الثلاث الأخيرة.
سجل المنتخب الأمريكي رميتين حرتين قبل النهاية بـ3 ثوان، وبدأ السوفيات في تناقل الكرة حتى قرب منتصف الملعب، قبل أن تنطلق صافرة طاولة الحكام، معلنة عن طلب وقت مستقطع لصالحهم.
أثار القرار وقتها الكثير من الجدل، حيث إن الوقت المستقطع كان يجب أن يُمنح قبل الرمية الثانية، بحيث يتم استئناف المباراة مباشرة، لكن الطاقم الفني السوفياتي تعمد التأخير للحصول على فرصة أطول لتعديل النتيجة، رغم ادعائهم أنهم اختاروا الحصول عليه بين الرميتين.
وانهالت الاعتراضات الأمريكية على احتساب الوقت، لكن حكام الطاولة ادعوا أن الوقت تم طلبه بالفعل قبل تنفيذ الرمية لكنهم لم يتمكنوا من تنبيه الحكم سريعا، مستندين لانطلاق الصافرة حينها بين الرميتين، لكن اللاعب الأمريكي كان سدد رميته سريعا وسجلها.
قرر الحكم إعادة ساعة المباراة 3 ثوان، بحيث يتم بدء اللعب منها، وقام السوفيات بإعادة ترتيب أوراقهم بل وعمل تبديلات، وهو أمر لم يكن مسموحا به قبل الوقت المستقطع، وعملوا على توصيل الكرة بسرعة إلى قرب سلة الأمريكان.
ومع فشل تمريرة السوفيات انطلقت صافرة اعتقد كل من في الملعب أنها صافرة النهاية، ليبدأ لاعبو أمريكا في الاحتفال، إلا أن المفاجأة كانت صادمة.
قرر الحكم إعادة الـ3 ثوان مرة أخرى، وهو ما دفع لاعبي أمريكا للتفكير في الانسحاب، قبل أن يخضعوا للقرار، ليطلب الحكم إخلاء الملعب من جديد لخوض الـ3 ثوان.
تم استئناف اللعب وإرسال تمريرة طويلة باتجاه 3 لاعبين أحدهم ألكسندر بيلفو لاعب الاتحاد السوفياتي، الذي التقطها وسيطر عليها قبل أن يضعها في السلة معلنا تقدم السوفيات المثير.
وأطلق الحكم صافرته بعدها معلنا أول هزيمة لمنتخب الأحلام الأمريكي في تاريخ الأولمبياد، ومانحا الاتحاد السوفياتي ذهبية تاريخية في كلة السلة.