"كعك العيد".. عادة مصرية بدأها الفراعنة وأحياها الفاطميون
نقوش جدران مقابر طيبة ومنف تكشف امتداد صناعة الكعك للتقاليد الموروثة من المصريين القدماء.. تعرف على تاريخ "كعك العيد".
كشفت نقوش جدران مقابر طيبة ومنف ومقبرة الوزير "خمي رع"، ارتباط صناعة الكعك بالتقاليد الموروثة من المصريين القدماء، حيث تعددت أشكاله، حينها، فتجاوزت مائة شكل، أشهرها المستدير، واللولبي، والمخروطي، والمستطيل، وأوردت أسطورة إيزيس وأوزوريس أشكالا أخرى منها أوراق الشجر والزهور والحيوانات.
وقد تعددت مناسبات إعداد الكعك عند الفراعنة، واعتادت زوجات الملوك تقديمه للكهنة القائمين على حراسة الهرم خوفو بمناسبة تعامد الشمس على حجرة خوفو، أو كتميمة سحرية تبعث للميت حياة أخرى، بحسب أسطورة إيزيس وأوزوريس.
ويوضح أستاذ الأدب بجامعة الإمام بالرياض الدكتور إبراهيم عبد العليم أن نقوش "خمي رع" أظهرت طريقة إعداد الكعك عند القدماء، حيث يخلط عسل النحل بالسمن ويقلب على النار ثم يضاف على الدقيق ويقلب حتى يتحول إلى عجين يسهل تشكيلها ويحشى بالتمر المجفف، التين، النبق، الزبيب.
وأشار أستاذ الأدب بجامعة الإمام، إلى محاولات الطولونيين إبان القرن التاسع والعاشر الميلادي ربط إعداد الكعك بمناسبة عيد الفطر المبارك، وصنعوه في قوالب خاصة مكتوب عليها "كل واشكر"، لافتا أن الفاطميين لقبوا العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك بـ "حلق" ويعني الكعك.
وفي السياق ذاته، يذكر التاريخ أن وزير الدولة الإخشيدية أبو بكر المادراني أعد كعكا في أحد أعياد الفطر وحشاه بالدنانير الذهبية، وعرفت باسم "أنطونلة" آنذاك، وكانت تقدم إلى الفقراء.
وذهب الباحث في التراث الشعبي مسعود شومان إلى أن الفاطميين خلال فترة حكمهم لمصر "من 909 وحتى 1171 ميلادية" فطنوا إلى ولع المصريين بالاحتفال بالأعياد والمناسبات، وأرادوا استمالتهم وضمان ولائهم، فخصصوا نحو 20 ألف دينار لصنع كعك عيد الفطر، وأنشأوا دار الفطرة لإعداده في منتصف شهر رجب، وخص الخلفاء أنفسهم بتوزيعه للفقراء على أبواب القصر، وكان حجمه يماثل رغيف الخبز، حتى صار الكعك من عادات عيد الفطر الراسخة.
وأضاف شومان: "جاء صلاح الدين الأيوبي وفشل في القضاء على عادة كعك العيد، وبقيت وحافظ عليها المماليك، واعتبروها صدقة تقدم للفقراء والمتصوفين يتهادون به في الفطر، وظل الكعك قائما حتى الآن".
وتابع الباحث في التراث بقوله "تمسك المصريون بعادة الكعك وتنوعت المناسبات، فصاروا يعدون الكعك احتفالا بزواج العروس، استقبال الفطر، وتعدها السيدات عند زيارة المقابر وتوزع على الأطفال والمقرئين والفقراء".
aXA6IDE4LjExOS4xMDYuNjYg جزيرة ام اند امز