"كعك العيد" في مصر.. من الحشو بالدنانير إلى استنزاف الدولارات
من "ياميش رمضان" إلى "كعك العيد".. عادات لم ينفك المصريون عن الارتباط بها منذ القدم؛ حيث لم تتغير أشكال الاحتفالات برغم ارتفاع الأسعار
من "ياميش رمضان" إلى "كعك العيد".. عادات لم ينفك المصريون عن الارتباط بها منذ القدم؛ حيث لم تتغير أشكال وأساليب الاحتفالات على الرغم من ارتفاع الأسعار والتغيرات المعيشية التي طرأت على المجتمع المصري.
وإلى "ارتفاع سعر الدولار في مصر" يمكن عزو ارتفاع جميع أسعار السلع، حتى "كعك العيد" المرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتاريخ والفلكلور المصري، غير أن القمح أو "الدقيق" وهو المكون الرئيسي في صناعة الكعك، تستورد مصر منه كميات هائلة كل عام مع فروق ارتفاع العملات الأجنبية في مقابل الجنيه المصري.
وقصة كعك العيد في مصر تختلف عن معظم الحلويات الشرقية التي نُقلت إلى مصر عبر تجار الشام منذ القدم، ثم تطبعت بالنكهات المصرية التي أعطتها مذاقًا خاصًّا مثل الكنافة والقطائف وغيرها، إلا أن كعك العيد بالأخص يعود إلى آلاف السنوات حيث ارتبط بالمصريين القدماء، وبحسب "محمد عفيفي رئيس قسم التاريخ بجامعة القاهرة ورئيس المجلس الأعلى للثقافة "فإن كعك العيد موروث فرعوني تحدى كل تقلبات التاريخ حتى وصل إلى عصرنا هذا.
وقال "عفيفي" لبوابة العين إن النقوش الذي يشتهر بها "كعك العيد" المنزلي أو المصنع في لمحال أو حتى المستورد منه، إنما هي نقوش فرعونية أصيلة وموثقة في كتب التاريخ، مع اختلاف أشكالها منذ العصور الأولى وحتى الآن.
محمد مندور، عضو المجلس الأعلى للثقافة والمستشار السابق لوزير الثقافة، قال إن الفراعنة هم أول من عرفوا كعك العيد حيث تنوعت أشكاله ونقوشه على المعابد، وفي عهد الدولة الفاطمية خصص الخليفة العزيز الفاطمي ديونا خاصا لصناعة الكعك والحلويات عرف بديوان "الفطرة" حيث كان مختصا بصناعة الحلويات منذ شهر رجب وحتى منتصف رمضان لتوزيعه على العامة.
وأضاف "مندور" لـ “العين" أن أبرز الوقائع التاريخية حول الكعك ما بادر به "أبو بكر محمد بن علي المادراني" وزير الدولة الإخشيدية بصناعة كعكا في عيد الفطر وحشوه بالدنانير الذهبية، فيما عرف بعد ذلك بـ “كعكة أطونلة".
ومن "الكعك" المحشو بالدنانير قديما الى "الكعك" الذي يستنزف الدولارات حديثا، حيث شكا المواطنون في مصر مع بداية العشر الأواخر من رمضان من ارتفاع أسعار الكعك مقارنة بالأعوام الماضية، وهو ما فسرته الغرف التجارية في مصر بارتفاع طفيف في مكونات الكعك كالزيت والسمن والسكر، حيث أكد يحيى كاسب عضو الغرف التجارية المصرية في تصريحات محلية أن الارتفاع الملحوظ كان في سعر "السكر" بزيادة 50 قرشا للكيلو.
وتراوحت أسعار "كعك العيد" في محال الحلويات بمصر ما بين 45 الى 75 جنيها للكيلو، على حسب مكوناته وإضافاته، بارتفاع قيمته من 5 الى 10 جنيهات عن العام الماضي.
الزيادة في الأسعار لم ينكرها "محمد رأفت أبو رزيقة" رئيس شعبة الحلوى بالغرف التجارية المصرية، حيث قال لبوابة العين إن الزيادة في الأسعار طبيعية لارتفاع جميع السلع في مصر، فالسكر والسمن والدقيق شهد ارتفاعات طفيفة لكنها فاقت تراجع أسعار البيض، لتستقر أسعار حلوى العيد في حالة الارتفاع، مع الأخذ في الاعتبار ارتفاع أجر العمالة والغاز وهي أشياء تؤثر على الأسعار تأثيرا مباشرا.
"الكعك المنزلي" كان ولا زال حلا لربات البيوت اللاتي اعتدن على صناعته بكميات كبيرة، بعيدا عن أزمة ارتفاع الأسعار في المحال والمعارض المخصصة لبيعه، وربما كانت الظروف مواتية هذا العام لكثرة المعروض من كميات "بيض الدواجن" مع تراجع سعر كرتونة البيض 4 جنيهات، فيما وصفه "عبد العزيز السيد" رئيس شعبة الدواجن بالغرف التجارية في القاهرة بالشيء غير المتوقع لزيادة الطلب على "البيض" خلال الفترة الحالية.
aXA6IDE4LjE4OC42My43MSA=
جزيرة ام اند امز