بلير: أتحمل مسؤولية أخطاء حرب العراق كاملة
لجنة تحقيق بريطانية: الأسس القانونية لقرار بريطانيا المشاركة في غزو العراق "غير مرضية" وبلير بالغ بحجج التحرك العسكري
قال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير إنه سيتحمل بالكامل مسؤولية الأخطاء التي ارتكبت أُثناء الإعداد لغزو العراق وذلك في إطار رده في وقت لاحق اليوم الأربعاء على نتيجة تحقيق طال انتظاره أعلنت اليوم.
وكان جون تشيلكوت رئيس لجنة التحقيق قال في وقت سابق اليوم إن بلير بالغ في الحجج التي ساقها للتحرك العسكري.
وقال بلير في رد أولي "التقرير يضع حدا لاتهامات سوء النية أو الكذب أو الخداع... سواء اتفق الناس أو اختلفوا مع قراري بالتحرك العسكري ضد صدام حسين فقد اتخذته بنية خالصة وبما اعتقدت أنه في صالح البلاد."
وأشار بلير إلى أن تقرير تشيلكوت وجه انتقادات حقيقية وملموسة للإعداد والتخطيط للحرب.
وفي وقت لاحق قال بلير في تصريح متلفز "أقبل ما خلص إليه التحقيق من انتقادات للطريقة التي اتخذت بها القرارات".
غير أنه استدرك مضيفا "لا أوافق على أن انتشار الإرهاب سببه غزو العراق، ولدينا حكومة منتخبة شرعيا في العراق والعالم أفضل بدون صدام حسين".
وقال بلير للصحفيين "اتضح أن تقييمات المخابرات وقت الذهاب للحرب كانت خاطئة. اتضح بعد ذلك أن العواقب أكثر عدائية وامتدادا ودموية مما نتخيل."
وأضاف "من أجل هذا كله أعبر عن أسفي وندمي واعتذاري أكثر مما تتخيلون."
ردا على تقرير بأن التحرك العسكري لم يكن الخيار الأخير أمام بريطانيا في العراق عام 2003 قال بلير إنه لم يكن بمقدوره تأخير غزو العراق في عام 2003.
وتابع "اتخذت هذا القرار لأنني كنت أعتقد أنه الشيء الصواب الواجب عمله استنادا إلى المعلومات التي كانت لدي والتهديدات التي استنتجتها."
ولم يذهب التقرير الذي طال انتظاره لحد القول بأن التحرك العسكري كان غير قانوني وهو موقف من المؤكد أن يُصيب الكثيرين من منتقدي بلير بخيبة أمل.
وقال رئيس لجنة التحقيق جون تشيلكوت في كلمة عرض فيها نتائج التحقيق "انتهينا إلى أن الظروف التي تقرر خلالها أن هناك أساسا قانونيا للتحرك العسكري لم تكن مرضية على الإطلاق."
وقال تقرير تشيلكوت إنه لم يكن هناك تهديد وشيك من صدام في مارس آذار عام 2003 وإنه كان يجب توقع الفوضى التي عمت العراق والمنطقة فيما بعد الغزو.
وقال التقرير إن بريطانيا انضمت لغزو العراق دون أن تستنفد الخيارات السلمية وإنها قللت من شأن عواقب الغزو وإن التخطيط له كان غير ملائم على الإطلاق.
وأعلنت النتيجة بعد 7 أعوام من التحقيقات التي بدأت بعد انسحاب آخر قوات قتالية بريطانية من العراق. ويتألف التقرير من 2.6 مليون كلمة ويتضمن تفاصيل عن الاتصالات التي جرت بين بلير والرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش الابن بشأن غزو العراق عام 2003.
وقال تشيلكوت "أصبح من الواضح الآن أن السياسة بشأن العراق وضعت على أساس معلومات مخابرات وتقييمات مغلوطة لم تفند رغم أنه كان يجب أن يحدث ذلك."
ورفض التقرير وجهة نظر بلير بأن المشاكل التي حدثت في العراق بعد الغزو لم يكن من الممكن توقعها مقدما.
وقال تشيلكوت إن "الأساس المحدد الذي اتخذ بموجبه السيد بلير هذا القرار ليس واضحا."
وأضاف أن تصريحات بلير أمام البرلمان في 2002 بشأن الخطر الذي تمثله أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة وملف المعلومات الذي طرح على الرأي العام قُدم "بيقين غير مبرر".
وما زال العراق في حالة فوضى حتى اليوم ويسيطر تنظيم "داعش" الإرهابي على مساحات كبيرة من الأراضي في البلاد. وقُتل 250 شخصا يوم السبت في أسوأ تفجير بسيارة ملغومة تشهده العاصمة العراقية بغداد منذ أن أطاحت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة بصدام حسين.
aXA6IDMuMTM1LjIxOS4xNTMg
جزيرة ام اند امز