النفط يحمي بورصات الخليج من "نزيف بريطانيا"
أسواق المال الخليجية تنجح في التماسك والصعود على مدار أكثر من جلسة عقب انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي بفضل تماسك سعر النفط
نجحت أسواق المال بدول مجلس التعاون الخليجي في تجاوز تداعيات الانفصال البريطاني عن الاتحاد الأوروبي، بصورة فاقت توقعات أكثر المؤسسات المالية تفاؤلاً بشأن قدرة البورصات الخليجية على التماسك في مواجهة الصدمات السريعة لما بعد الانفصال.
وبعد مرور قرابة أسبوعين على تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي، كشفت مؤشرات أسواق الخليج عن صعود الأسواق بصورة تدريجية بعد الخسائر التي ضربت أغلبها في الجلسات التالية للانفصال البريطاني.
وبحسب محللين فإن النفط لعب دورًا رئيسيًا في حماية المستثمرين بأسواق المال الخليجية من تداعيات هذا الحدث العالمي الذي هز أسواق العالم، حيث إن تماسك أسعار البترول خلق المزيد من الثقة للمستثمرين بفرص صعود البورصات بالخليج.
وكانت التراجع قد غلب على أداء أسواق الخليج في جلسة الأحد الموافقة 26 يوليو/ حزيران بعد الاستفتاء البريطاني، حيث تراجعت بورصة السعودية بنسبة 1.1 %، في حين وصلت خسائر سوق دبي المالي إلى 3.25%، وسوق أبوظبي إلى 1.85%.
فيما خسرت بورصة الكويت من رصيدها 1.11%، واقتصرت خسائر البورصة القطرية على 1.24%، وتراجعت بورصة البحرين بنسبة 0.7%.
من جانبه، قال إيهاب رشاد العضو المنتدب لشركة مباشر إنترناشيونال لتداول الأوراق المالية إن أسواق الخليج حققت أداءً جيدًا في أعقاب تصويت البريطانيين على الانفصال من الاتحاد الأوروبي، وهو قرار اعتبرته المؤسسات المالية الدولية بمثابة أزمة جديدة ستضرب الأسواق العالمية والناشئة.
وأوضح أنه في الوقت الذي هبطت أسواق ناشئة بقوة في المنطقة مثل مصر بحوالي 5%، نجحت بورصات الخليج في التماسك في أول جلسة تداول بعد الانفصال البريطاني وتقليص خسائرها ثم عاودت الصعود مرةً أخرى، وهي إشارة إلى النظرة المتفاءلة للمستثمرين اتجاه السوق.
وتكشف بيانات التداول عن تحركات إيجابية لأسواق الخليج على مدار عدة جلسات، إذ إن مؤشر السوق السعودي نجح في الارتفاع منذ 27 يونيو/ حزيران حتى 29 يونيو/ حزيران من مستوى 6465 نقطة إلى 6500.4 نقطة، حتى استقرت عند مستوى 6449.98 نقطة، بمعدل صعود 0.78%.
كما ارتفعت سوق دبي المال منذ جلسة 27 يوليو/ حزيران وحتى ختام تداولات يوم الاثنين الماضي، من مستوى 3258.2 نقطة إلى 3371.2 نقطة بمعدل ارتفاع 3.46%.
فيما صعدت سوق أبوظبي خلال نفس الفترة من 4481 نقطة إلى 4575.84 نقطة بمعدل صعود 2.1%، وكذلك بورصة البحرين التي ارتفعت من مستوى 1111.14 نقطة إلى مستوى 1152.5 نقطة بمعدل نمو 3.72%
وارتفعت بورصة قطر من مستوى 9842.85 نقطة إلى 9924.47 نقطة بمعدل نمو 0.8.%، وكذلك صعدت سوق الكويت بنسبة 0.78% من مستوى 5347.92 نقطة إلى 5389.6 نقطة.
من جانبه، قال الدكتور إبراهيم النمر رئيس قسم التحليل الفني ببنك الاستثمار النعيم إن هناك مخاوف كبيرة لدى جميع المستثمرين من النتائج المالية المرتقبة من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خاصة بعد تراجع سعر الجنيه الاسترليني بشدة، وهو ما انعكس في انخفاض أغلب بورصات العالم لأكثر من جلسة تداول.
وأضاف أن أسواق الخليج تعد من الأسواق ذات الارتباط المباشر بالاقتصاد البريطاني نظرًا لكون وجود استثمارات خليجية في بريطانيا في مجال العقارات والأسهم، فضلاً عن وجود عقارات مملوكة لبريطانيين في الخليج وتحديدًا في دبي، وكذلك الاستثمارات الاجنبية في بورصتي دبي وأبوظبي.
وأوضح النمر أن العامل الأهم الذي دعم بورصات الخليج هو استقرار سعر النفط الذي يؤثر بشكل رئيسي في المؤشرات السوقية لأسواق المال الخليجية.
وقد تحرك النفط في منطقة مستقرة منذ 24 يونيو/ حزيران تزامناً مع يوم الاستفتاء البريطاني عند 48.41 دولار لبرميل برنت، وصعد إلى 49.72 دولار حتى5 يوليو/أيلول.
ويعد النفط أحد المؤشرات الرئيسية التي يبني عليها المتعاملون بأسواق الخليج خططهم الاستثمارية نظرًا للتأثير الكبير للشركات البترولية والبتروكيماوية في هذه البورصات، فضلاً عن ارتباط اقتصاديات الخليج بشكل مباشر بحركة أسعار النفط.
aXA6IDMuMTQ1LjY4LjE2NyA= جزيرة ام اند امز