سوريا الجريحة ترقص في انطلاق مهرجانات الصيف اللبنانية من "صور"
لجنة المهرجانات اختارت أن تكون البداية مع العرض الذي قدمته فرقة "انانا للرقص المسرحي" التي تضم في صفوفها نحو 100 راقص وراقصة.
في وقت يعمل فيه لبنان على مواجهة خطر التهديد بشن تفجيرات انتحارية وهجمات للمتشددين على حدوده الشرقية مع سوريا، يصر على استمرار مظاهر الحياة الطبيعة وإقامة المهرجانات الصيفية المفعمة بالنشاط والحيوية.
وحذرت الحكومة اللبنانية، أواخر الشهر الماضي، من احتمال تزايد خطر الإرهاب بعد أن استهدفت ثماني هجمات انتحارية بلدة مسيحية على الحدود مع سوريا في أحدث امتداد للصراع السوري إلى لبنان.
وفي جنوب لبنان وعلى مدرجات الملعب الروماني وبمحاذاة قوس النصر ومئات الأعمدة والنواويس الرومانية التي يعود تاريخها إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام، انطلق مهرجان "صور" الذي يعود بعد توقف خمس سنوات.
جاء افتتاح المهرجان، يوم الخميس -والذي حضره وزير الثقافة، روني عريجي، نائبًا عن رئيس الحكومة تمام سلام وعدد من السفراء الأجانب- مبشرًا بموسم صيفي حافل يشمل عدة مدن لبنانية.
ففي جوار هياكل الرومان وأعمدة التاريخ والآثار البحرية ترتفع قلعة حلب لتشهد على صورة حب تهزم الحرب في العرض السوري المسرحي الراقص "الملكة خاتون".
ويمتزج تاريخ حلب السلطاني القديم بالقصائد التي تغنت بالمدينة السورية ومن بينها قصيدة حديثة للشاعر السوري نزار قباني معلنًا أنه "لا يعرف العشق إلا من يرى حلب وكل دروب الحب تصل إلى حلب".
وينتهي عرض "الملكة خاتون" إلى المصير نفسه؛ حيث تقام الأفراح احتفالًا بعرس الملكة وتزدهر حلب بعودة ابنتها خاتون ويعم الفرح أرجاء المدينة.
واختارت لجنة المهرجانات أن تكون البداية مع العرض الذي قدمته فرقة "انانا للرقص المسرحي" التي تأسست عام 1998 وتضم في صفوفها نحو 100 راقص وراقصة من المحترفين.
ومنطقة حلب التي تحولت إلى مسرح كبير للصراع في سوريا والمنقسمة منذ سنوات إلى قطاعات تسيطر عليها الحكومة والمعارضة عادت إلى حيويتها خلال ساعات العرض في محاكاة بين مدينتين تاريخيتين عريقتين.
وعرضت على شاشتين ضخمتين صور تحكي عن قلعة حلب التاريخية وأماكنها الدينية والتراثية بغية ربط الجمهور مع حاضر الأحداث والأماكن التي كان يجري الحديث عنها في سياق العرض المسرحي الذي دام قرابة الساعتين تخللهما إبداعات للراقصين والراقصات تمثلت بالأداء المميز في المولوية الحلبية وغيرها.
واعتبرت رندى بري، رئيسة مهرجان صور، أن تنظيم هذه المهرجانات هي "فعل إيمان بلبنان" وتشكل أكبر تحدٍ للظروف القائمة.
وقالت -في مقابلة قبيل بدء العرض-: "كانت رسالة ضخمة وخاصة أن مدينة صور من أهم المواقع الأثرية في العالم.. هي مدينة الحرف ومدينة العلماء ومدينة العلم ومدينة التاريخ...".
وأوضحت أن برنامج مهرجان صور له بعد تاريخي وله بعد عربي؛ حيث توجد أنشطة عربية ولبنانية وأجنبية.
وقال جهاد مفلح، مخرج ومؤسس فرقة "انانا"، إنه أراد إيصال رسالة مفادها العزيمة ومواجهة القتل بثقافة الحياة بمقاطع شعرية تمجد حلب الشهباء التي لا تؤخذ بالسيف ولا تحكم بالدم.
وقال إن "مشاركتنا في مهرجانات صور لها رسالة كبيرة في وقت العالم حاول سرقة تاريخنا واستقرارنا، اليوم نقول لكل العالم نحن موجودون".
وأضاف "الراقصون أتوا قبل ثلاثة أيام من طرطوس والسويداء والشام وحمص ليعززوا إرادة منظمي مهرجان صور الذين لم يخشوا الأوضاع الأمنية وأن المشاركة تحد للعالم الذي يخاف من أي تجمع في الأماكن الدينية وحتى المباراة الرياضية".
وسيكون الجمهور اللبناني على موعد، مساء الجمعة، مع افتتاح مهرجان بيت الدين الدولي في قصر الأمير بشير الشهابي في منطقة الشوف بجبل لبنان مع مسرحية غنائية راقصة من عاصمة الأفلام السينمائية الهندية بوليوود.
ويلي ذلك مهرجانات تشمل معظم المدن اللبنانية، في مقدمتها مهرجانات بعلبك الدولية العريقة، ومهرجانات جبيل الدولية، ومهرجانات أعياد بيروت، إضافة إلى مهرجانات جونية والبترون.
aXA6IDE4LjExNi40My4xMDkg جزيرة ام اند امز