أردوغان يوسع أطماعه في الاستيلاء على ذهب فنزويلا المضطربة
واشنطن تشك في أن جزءا من الذهب الفنزويلي الذي ينقل إلى تركيا يتم نقله لاحقا إلى إيران؛ ما يعد انتهاكا للعقوبات المفروضة على طهران.
على الرغم من التحذيرات المتزايدة لواشنطن، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أمله في تطوير تجارة الذهب مع فنزويلا.
وتعرضت أنقرة لضغوط أمريكية شديدة لوقف وارداتها من الذهب الفنزويلي، وفق ما كشفت بي بي سي البريطانية، السبت الماضي.
الولايات المتحدة تشك في أن جزءا من الذهب الفنزويلي الذي ينقل إلى تركيا يتم نقله لاحقا إلى إيران؛ ما يعد انتهاكا للعقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة على طهران.
وتعد تركيا حاليا أبرز الدول الناشطة في تجارة الذهب عالميا التي تحوم حولها شكوك الغرب.
وقال الرئيس التركي أثناء لقاء في جوروم قرب أنقرة وفق وكالة الصحافة الفرنسية "بعد زيارتنا لفنزويلا، زار نائب الرئيس (نيكولاس) مادورو بلادنا وأجرى عمليات تقييم هنا".
وقالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، قبل أسبوعين، إن المشرع الفنزويلي خوسيه جيرا أعلن خبرا صاعقا على "تويتر"، إذ قال إن طائرة روسية طراز "بوينج" 777 هبطت في العاصمة كاراكاس قبل يوم كانت هناك لتهريب 20 طنا من الذهب من خزائن المصرف المركزي.
وأضاف أردوغان "سنرفع جوروم إلى مستوى مختلف تماماً في ما يخصّ تجارة الذهب"، في إشارة مباشرة للمرة الأولى إلى مشروع زيادة تجارة الذهب مع كراكاس الذي تحدثت عنه وسائل إعلام منذ أسابيع.
ولم يسمِّ أردوغان المسؤول الفنزويلي الذي أشار إليه.
وأفادت معلومات صحافية أن فنزويلا صدّرت إلى تركيا في 2018 ما قيمته نحو 900 مليون يورو من الذهب.
وأكد مسؤول أمريكي كبير حينها أن واشنطن ترصد التبادل التجاري بين أنقرة وكراكاس، وخصوصا تصدير الذهب من فنزويلا إلى تركيا، لتحديد ما إذا كان الأتراك ينتهكون العقوبات الأمريكية التي فرضت على كراكاس.
وقال من أنقرة "نرصد طبيعة الأنشطة التجارية التركية الفنزويلية، وإذا تبين لنا أن هناك انتهاكا لعقوباتنا فسنتحرك بالتأكيد".
وتكشف سجلات رقابة الرحلات الجوية العالمية عن أن طائرات خاصة تركية وروسية سافرت إلى العاصمة الفنزويلية كراكاس خلال الأيام القليلة الماضية، وعلى الرغم من الشكوك تصر تركيا على أن تعاملاتها في الذهب الفنزويلي كلها قانونية ولا تشكل أي خروقات.
وكشفت الأجهزة الرقابية عن أن إحدى الطائرات تعود لشركة جينير التركية المختصة باستخراج الذهب، ولها علاقات وثيقة بالرئيس التركي أردوغان.
وكان النائب البرلماني الفنزويلي المعارض خوسية غويرا قد أعلن قبل أيام أن الطائرة الروسية التي هبطت في كراكاس قامت بنقل كمية من الذهب لا تقل عن 20 طنا إلى خارج البلاد.
وتتعرض الحكومة الفنزويلية لاتهامات من المعارضة بممارسة استخراج الذهب بشكل غير قانوني ومدمر للبيئة وقيادة عصابات منظمة للسيطرة على أنشطة تعدين الذهب الصغيرة وأحيانا تلجأ لاستخدام العنف الشديد.