ماريو بيرجوليو ذو الـ80 عاما.. يهزم الإرهاب في القاهرة
كاهن مصري اعتبر أن زيارة البابا تعني الانتصار على الإرهاب؛ حيث يستقبل العالم رسالة السلام التي يبعث بها بابا السلام من أرض السلام
يقول الروائي الأرجنتيني ريكاردو بيجليا إن الإرهاب "إعلام مسلح"، لذلك يعتقد طيف واسع من المراقبين وقيادات في الأزهر والكنيسة المصرية أن كل خطوة يخطوها اليوم مواطنه خورخي ماريو بيرجوليو بأعوامه التي تجاوزت الـ80 في القاهرة هي بمثابة هزيمة للإرهاب.
بابا الفاتيكان في "مصر السلام".. زيارة تاريخية تبعث 4 رسائل للعالم
وخورخي ماريو بيرجوليو هو الحبر الأعظم، الذي يعرفه العالم اليوم باسم البابا فرنسيس، أول بابا من العالم الجديد وأمريكا الجنوبية، والذي اختار اسم فرنسيس تأسيا بالقديس فرنسيس الأسيزي، المدافع عن الفقراء، والبساطة، والسلام.
وعلى ما يبدو يدرك البابا فرنسيس القيمة الرمزية لزيارته إلى القاهرة بعد نحو 3 أسابيع من تفجيرين إرهابيين استهدفا كنيستين في طنطا والإسكندرية، وخلفا عشرات القتلى والجرحى؛ إذ رفض بابا الفاتيكان استخدام سيارة مصفحة خلال زيارته إلى مصر.
وقال مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي (المتحدث باسم الفاتيكان) جريج بورك إن بابا الفاتيكان "سيستخدم سيارة مغلقة، ولكن غير مصفحة، وهذا وفقًا لرغبته"، معربا عن ثقته وثقة البابا فرنسيس في الخطة الأمنية التي أعدتها وزارة الداخلية المصرية لتأمين الزيارة.
وعقب التفجيرات الإرهابية التي استهدفت كنيستي مار جرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية شكك البعض في إتمام زيارة بابا الفاتيكان لمصر، إلا أن البابا فرنسيس أكد إصراره على إتمام الزيارة في موعدها ووفقا لجدولها المقرر، في تأكيد منه على شعار الزيارة أن مصر هي أرض السلام.
وفي رسالة بالفيديو بعث بها بابا الفاتيكان إلى المصريين وبثتها الكنيسة الكاثوليكية، أعرب البابا فرنسيس عن سعادته بزيارته المرتقبة إلى مصر، وقال: "يشرفني أن أزور الأرض التي زارتها العائلة المقدسة".
وللفاتيكان علاقات متميزة مع الدولة المصرية؛ إذ زار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الفاتيكان عام 2014، والتقى البابا فرنسيس، وفي العام الماضي زار الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب الفاتيكان والتقى البابا فرنسيس ودار حوار مثمر بين الجانبين حول الحوار بين الأديان.
كما أنهت تلك الزيارة القطيعة بين الأزهر والفاتيكان التي استمرت 7 سنوات بسبب تصريحات البابا السابق بنديكت السادس عشر المسيئة للإسلام.
ويقول القمص صليب متى ساويرس كاهن كنيسة مارجرجس بشبرا، عضو المجلس الملي العام، لـ"العين"، إن زيارة بابا الفاتيكان التاريخية لمصر تعني أننا انتصرنا على الإرهاب.. العمليات الإرهابية الجبانة التي استهدفت الكنائس في مصر وخصوصا العملية الأخيرة كانت تستهدف ضمن ما تستهدف إفساد تلك الزيارة لكن سعيهم خاب".
وأضاف القمص ساويرس أن العالم أجمع سوف تصله خلال الساعات المقبلة رسالة السلام التي يبعث بها بابا السلام من أرض السلام في ضيافة القيادة السياسية لمصر وقيادتها الدينية متمثلة في شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وبابا المحبة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية".
وتابع: "نحن بدورنا نرحب بهذه الزيارة المباركة التي تؤكد أولا دعم البابا لمصر في مواجهة الإرهاب المدعوم من دول خارجية، وثانيا أن مصر دولة محورية في المنطقة واستطاعت خلال سنوات حكم الرئيس السيسي أن تستعيد مكانتها الدولية".
وينتظر أن تشهد زيارة البابا فرانسيس، توقيعه اتفاقا مع البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، ينهي الخلاف بين الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية حول إعادة "سر المعمودية".
وحرص البابا تواضروس الثاني أن تكون أول زيارة خارجية له بعد تنصيبه بطريركا للفاتيكان؛ حيث التقى البابا فرنسيس واتفق الجانبان على اعتبار يوم 10 مايو من كل عام (تاريخ الزيارة) يوم المحبة الأخوية تحتفل به الكنيستان الكاثوليكية والأرثوذكسية.
ومن جانبه، قال المستشار محمد عبدالسلام، مستشار شيخ الأزهر، لـ"العين"، إن الزيارة تعد ضربة موجعة للجماعات الظلامية الإرهابية التي تتستر بالدين لتمرير أفكارها الخبيثة والمريضة.
وأضاف أن مصر يشرفها زيارة هذه الشخصية الكريمة في هذه اللحظة المفصلية ليترسخ في وعي الجميع أن الوحدة الوطنية في مصر ليست شعارا وإنما هي واقع نعيشه كل يوم.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMS43NSA= جزيرة ام اند امز