بابا الفاتيكان في "مصر السلام".. زيارة تاريخية تبعث 4 رسائل للعالم
البابا فرانسيس بابا الفاتيكان يصل بعد ظهر الجمعة إلى مصر، ليبدأ زيارة تاريخية تستمر يومين تحت شعار "بابا السلام في مصر السلام"
يصل البابا فرانسيس بابا الفاتيكان بعد ظهر الجمعة إلى مصر، ليبدأ زيارة تاريخية تستمر يومين تحت شعار "بابا السلام في مصر السلام".
وتأتي الزيارة تلبية لدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية.
وتعد هذه الزيارة هي الثانية من نوعها في تاريخ العلاقات من مصر والفاتيكان في العصر الحديث، إذ كانت الزيارة الأولى عام 2000 وقام بها بابا الفاتيكان الراحل يوحنا بولس الثاني.
جدول الزيارة مزدحم للغاية، فالبابا فرانسيس سيصل القاهرة في الثانية ظهرا ليتوجه مباشرة إلى قصر "الاتحادية" الرئاسي حيث ستجرى له مراسم استقبال رسمية بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ثم يتوجه البابا إلى مشيخة الأزهر للقاء فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، قبل أن يشاركا معا في الجلسة الختامية لمؤتمر الأزهر العالمي للسلام.
وعقب انتهاء المؤتمر يحضر بابا الفاتيكان حفلا تقيمه الرئاسة المصرية تكريما له بحضور عدد من المسؤولين، فيما سيتوجه بعدها إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية للقاء البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، والاجتماع مع مجلس كنائس مصر، كما سيزور الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية لرئاسة قداس ترحما على أرواح ضحايا الحادث الإرهابي الذي وقع بها في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وغدا السبت، سيرأس البابا فرانسيس قداسا في استاد الدفاع الجوي يحضره 30 ألف شخص، كما سيجتمع بكهنة الكنيسة الكاثوليكية بمصر، ويحضر معهم مأدبة غداء، يعقبها قداس برئاسته، قبل أن يغادر القاهرة في الخامسة مساء، عائدا إلى روما.
واستعدت الدولة المصرية بكافة أجهزتها للزيارة التي تتم وسط تأمين أمني عالي المستوى، وانتشرت لافتات الترحيب بالبابا فرانسيس في شوارع القاهرة، تحمل صورته وشعار الزيارة.
وتبعث زيارة بابا الفاتيكان لمصر 4 رسائل للعالم: أولها التأكيد على أن مصر بلد آمن ودعم جهود الحكومة في محاربة الإرهاب، وثانيها دعم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعد الأحداث الإرهابية الأخيرة، وثالثها التأكيد على أهمية حوار الأديان عبر المشاركة في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، إلى جانب البعد الرعوي للزيارة وهو خاص بالكنائس الكاثوليكية بمصر.
من جانبه، أكد مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي (المتحدث باسم الفاتيكان) جريج بورك أن بابا الفاتيكان لا يريد استخدام سيارة مصفحة خلال زيارته إلى مصر، مضيفا، في بيان وزعته الكنيسة الكاثوليكية بمصر مساء الأربعاء، إن "البابا خلال زيارته لمصر سيستخدم سيارة مغلقة، ولكن غير مصفحة، وهذا وفقًا لرغبته"، معربا عن ثقته وثقة البابا فرانسيس في الخطة الأمنية التي أعدتها وزارة الداخلية المصرية لتأمين الزيارة.
وللفاتيكان علاقات متميزة مع الدولة المصرية؛ إذ زار الرئيس عبد الفتاح السيسي الفاتيكان عام 2014، والتقى البابا فرانسيس، وفي العام الماضي زار الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب الفاتيكان والتقى البابا فرانسيس ودار حوار مثمر بين الجانبين حول الحوار بين الأديان، كما أنهت تلك الزيارة القطيعة بين الأزهر والفاتيكان التي استمرت 7 سنوات بسبب تصريحات البابا السابق بنديكت السادس عشر المسيئة للإسلام.
وعقب التفجيرات الإرهابية التي استهدفت كنيستي مارجرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية شكك البعض في إتمام زيارة بابا الفاتيكان لمصر، إلا أن البابا فرانسيس أكد إصراره على إتمام الزيارة في موعدها ووفقا لجدولها المقرر، في تأكيد منه على شعار الزيارة أن مصر هي أرض السلام.
وفي رسالة بالفيديو بعث بها بابا الفاتيكان إلى المصريين وبثتها الكنيسة الكاثوليكية اليوم، أعرب البابا فرانسيس عن سعادته بزيارته المرتقبة إلى مصر، وقال "يشرفني أن أزور الأرض التي زارتها العائلة المقدسة".