معارك جنوب السودان.. 272 قتيلًا واجتماع لمجلس الأمن
الأمم المتحدة تحدثت، الأحد، عن استخدام مدافع هاون وقاذفات قنابل و"أسلحة هجومية ثقيلة".
تصاعدت حدة المعارك في جوبا، الأحد، بين القوات النظامية السودانية الجنوبية والمتمردين السابقين، وامتدت لتشمل أحياء عدة من العاصمة ومحيط المطار، بعد يومين من اندلاع هذه المواجهات التي أوقعت حتى الآن 272 قتيلًا بينهم 33 مدنيًا.
يأتي ذلك في الوقت الذي يجري فيه مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات مغلقة، الأحد ابتداء من الساعة 16,30 بالتوقيت المحلي (20,30 ت غ)، بشأن الأزمة، وفق ما أعلن دبلوماسيون.
ووجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون نداء جديدا حث فيه قادة جنوب السودان على وقف المعارك التي وصفها بأنها "غير مقبولة".
وقال بان كي مون، في بيان له، إنه "يطلب بالحاح" من الرئيس سلفا كير ونائبه ومنافسه رياك مشار "القيام بكل ما بوسعهما للحد من الأعمال العدائية على الفور وإعطاء أوامر لقواتهما بالعودة الى قواعدها".
وتحدثت الأمم المتحدة، الأحد، عن استخدام مدافع هاون وقاذفات قنابل و"أسلحة هجومية ثقيلة".
ورصدت أيضًا مروحية قتالية فوق جوبا، ودفعت هذه التطورات الأمنية سكان العاصمة إلى البقاء في منازلهم أو الهروب الى خارج المدينة، بحسب ما أفاد شهود.
وأعلنت السفارة الأمريكية أن "الوضع شهد تدهورًا كبيرًا في جوبا"، ودعت الأمريكيين إلى ملازمة منازلهم.
وأضافت، على صفحتها على "فيسبوك"، أن "معارك كثيفة تدور بين القوات الحكومية والمعارضة، خصوصا في ضواحي المطار ومواقع بعثة الأمم المتحدة في حي جبل وفي مختلف مناطق جوبا".
ولم تقدم أية معلومات بعد حول عدد الضحايا المحتملين الأحد.
ويتواجه في هذه المعارك الجنود التابعون للرئيس سلفا كير والجنود التابعون لزعيم المتمردين السابق ونائب الرئيس الحالي رياك مشار.
وكانت المواجهات بدات الخميس إثر اشتباك بين الطرفين أوقع 5 قتلى، ثم استؤنفت مساء الجمعة وأسفرت عن "أكثر من 272 قتيلًا" كما قال مسؤول حكومي.
وسمع إطلاق النار من أسلحة رشاشة ومدفعية ثقيلة في عدد من أنحاء العاصمة، واستمر نحو نصف ساعة، وما لبث أن توقف بعد نداء مشترك وجهه الرئيس ونائبه.
وفي إطار الاتفاق على تقاسم السلطة العام الماضي، عاد مشار مع كتيبة قوية من الرجال المسلحين، في أبريل/ نيسان إلى جوبا؛ حيث أعيد تعيينه نائبًا للرئيس وشكل مع كير حكومة وحدة وطنية.
وتتولى الأمم المتحدة إدارة مخيم يقيم فيه نحو 28 ألفًا من النازحين جراء الحرب الأهلية المستمرة منذ ديسمبر/ كانون الأول 2013 بين الطرفين.
ويتمركز جنود من الجانبين قرب مخيم الأمم المتحدة الذي لجأ اليه سكان من المنطقة.
وتوجه مدنيون أيضًا مع الأطفال وما تمكنوا من حمله إلى قاعدة أخرى للأمم المتحدة قريبة من المطار.
وامتدت المواجهات، الأحد، إلى مناطق أخرى من العاصمة بينها حي غوديلي وحي تونغبينغ قرب مطار جوبا الدولي.
وعلقت شركة الطيران الكينية رحلاتها إلى جوبا بسبب "الوضع الأمني المضطرب" بحسب بيان للشركة.
وألقى المتحدث باسم مشار مسؤولية المواجهات الأخيرة على الجنود الحكوميين. وقال جيمس غاتيت داك إن "قواتنا تعرضت لهجوم في قاعدة جبل" وصدته. وأضاف أن مروحيات قتالية ودبابات قد استخدمت لقصف قاعدة مشار.
وكانت وزارة الخارجية البريطانية نصحت رعاياها السبت بـ"عدم السفر الى جنوب السودان" كما دعت الموجودين هناك إلى المغادرة.
وألقت المواجهات بظلالها القاتمة السبت على ذكرى الاستقلال الذي انتزع من السودان بعد حرب طويلة.
وخلافًا للسنوات السابقة، لم ينظم أي احتفال بذكرى الاستقلال، بسبب نقص الاموال، كما أعلن رسميًا.
وكان يوم الذكرى هادئًا، لكن التوتر استمر حادًا في العاصمة.
ومنذ ديسمبر/ كانون الأول 2013، اسفرت المعارك بين القوات الموالية لكير وتلك الموالية لمشار، عن عشرات آلاف القتلى في صراع تزيد من تعقيداته المعارك بين الاثنيات والصراعات على المستوى المحلي.
وقد نجمت عنها أزمة إنسانية أرغمت نحو 3 ملايين شخص على الهرب من منازلهم، ونحو 5 ملايين، أي أكثر من ثلث السكان، على الاعتماد على مساعدة إنسانية عاجلة.
aXA6IDE4LjExNy4xODguMTA1IA== جزيرة ام اند امز