مجلس الأمن الدولي طالب الدول المجاورة لجنوب السودان المساعدة في وقف القتال الدائر في هذا البلد وكما أجلت واشنطن موظفي سفارتها
طلب مجلس الأمن الدولي يوم الأحد من الدول المجاورة لجنوب السودان المساعدة في وقف القتال الدائر في هذا البلد، وكذلك أيضا زيادة مساهمتها في قوات حفظ السلام الدولية.
وفي بيان صدر بإجماع أعضائه الـ15 طلب مجلس الأمن أيضا من الرئيس سلفا كير وخصمه نائب الرئيس رياك مشار "القيام بكل ما بوسعهما للسيطرة على قواتهما وإنهاء المعارك بصورة عاجلة".
كما طالبهما بأن "يلتزما بكل صدق بالتنفيذ الكامل والفوري لاتفاق السلام، بما في ذلك وقف إطلاق النار بشكل دائم وإعادة انتشار القوات العسكرية من جوبا".
وحذر البيان طرفي النزاع من أن استهداف المدنيين وموظفي الأمم المتحدة ومنشآتها يمكن أن يشكل جرائم حرب، داعيا إلى محاسبة المرتكبين، ومهددًا بفرض عقوبات.
كما طلب المجلس من دول المنطقة، دون أن يحددها، ومن مجلس الأمن والسلم في الاتحاد الإفريقي، ومن الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا "إيجاد" التباحث بحزم مع قادة جنوب السودان من أجل معالجة هذه الأزمة.
وقال المجلس إنه يعتزم تعزيز بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان كي تتمكن من درء العنف والتصدي له بشكل أفضل، مطالبًا دول المنطقة بـ"الاستعداد للمساهمة بجنود إضافيين" في قوات الأمم المتحدة عند الحاجة.
على صعيد متصل طالبت الولايات المتحدة الأمريكية يوم الأحد بوقف فوري للمعارك الدائرة في جنوب السودان وأمرت الموظفين غير الأساسيين في سفارتها في جوبا بمغادرة هذا البلد.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي في بيان إن واشنطن "تدين بشدة المعارك الجديدة التي جرت في جوبا بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير وقوات نائب الرئيس رياك مشار، بما في ذلك الهجمات المحتملة على مدنيين والتي تبلغنا بوقوعها".
وأضاف أن وزارة الخارجية الأمريكية "أمرت اليوم بسحب الموظفين غير الأساسيين من السفارة الأميركية في جوبا".
وفى وقت سابق من يوم الأحد تصاعدت حدة المعارك في جوبا بين القوات النظامية السودانية الجنوبية والمتمردين السابقين، وامتدت لتشمل أحياء عدة من العاصمة ومحيط المطار، بعد يومين من اندلاع هذه المواجهات التي أوقعت حتى الآن 272 قتيلًا بينهم 33 مدنيًّا.
وعلى إثر ذلك أجرى مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات مغلقة لبحث الأزمة والتنبيه على جميع الأطراف وقف القتال.
ووجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون نداء جديدا، حث فيه قادة جنوب السودان على وقف المعارك التي وصفها بأنها "غير مقبولة".
وقال بان كي مون، في بيان له، الأحد إنه "يطلب بإلحاح" من الرئيس سلفا كير ونائبه ومنافسه رياك مشار "القيام بكل ما بوسعهما للحد من الأعمال العدائية على الفور وإعطاء أوامر لقواتهما بالعودة الى قواعدها".
وتحدثت الأمم المتحدة، الأحد، عن استخدام مدافع هاون وقاذفات قنابل و"أسلحة هجومية ثقيلة".
ورصدت أيضًا مروحية قتالية فوق جوبا، ودفعت هذه التطورات الأمنية سكان العاصمة إلى البقاء في منازلهم أو الهروب الى خارج المدينة، حسب ما أفاد شهود.
وكانت السفارة الأمريكية قد أعلنت أن "الوضع شهد تدهورًا كبيرًا في جوبا"، ودعت الأمريكيين إلى ملازمة منازلهم.
وأضافت، في وقت سابق الأحد، أن "معارك كثيفة تدور بين القوات الحكومية والمعارضة، خصوصا في ضواحي المطار ومواقع بعثة الأمم المتحدة في حي جبل، وفي مختلف مناطق جوبا".
ويتواجه في هذه المعارك الجنود التابعون للرئيس سلفا كير والجنود التابعون لزعيم المتمردين السابق ونائب الرئيس الحالي رياك مشار.
وكانت المواجهات بدأت الخميس إثر اشتباك بين الطرفين أوقع 5 قتلى، ثم استؤنفت مساء الجمعة وأسفرت عن أكثر من 272 قتيلًا، كما قال مسؤول حكومي.
وفي إطار الاتفاق على تقاسم السلطة العام الماضي، عاد مشار مع كتيبة قوية من الرجال المسلحين، في إبريل/نيسان إلى جوبا؛ حيث أعيد تعيينه نائبًا للرئيس وشكل مع كير حكومة وحدة وطنية.
وتتولى الأمم المتحدة إدارة مخيم يقيم فيه نحو 28 ألفًا من النازحين جراء الحرب الأهلية المستمرة منذ ديسمبر/كانون الأول 2013 بين الطرفين.
ويتمركز جنود من الجانبين قرب مخيم الأمم المتحدة الذي لجأ إليه سكان من المنطقة.
وتوجه مدنيون أيضًا مع الأطفال وما تمكنوا من حمله إلى قاعدة أخرى للأمم المتحدة قريبة من المطار.
وامتدت المواجهات، الأحد، إلى مناطق أخرى من العاصمة بينها حي غوديلي وحي تونغبينغ قرب مطار جوبا الدولي.
وعلقت شركة الطيران الكينية رحلاتها إلى جوبا بسبب "الوضع الأمني المضطرب" بحسب بيان للشركة.
وكانت وزارة الخارجية البريطانية نصحت رعاياها السبت بـ"عدم السفر الى جنوب السودان" كما دعت الموجودين هناك إلى المغادرة.
وألقت المواجهات بظلالها القاتمة السبت على ذكرى الاستقلال الذي انتزع من السودان بعد حرب طويلة.
ومنذ ديسمبر/كانون الأول 2013، أسفرت المعارك بين القوات الموالية لكير وتلك الموالية لمشار، عن عشرات آلاف القتلى في صراع تزيد من تعقيداته المعارك بين الاثنيات والصراعات على المستوى المحلي.
وقد نجمت عنها أزمة إنسانية أرغمت نحو 3 ملايين شخص على الهرب من منازلهم، ونحو 5 ملايين، أي أكثر من ثلث السكان، على الاعتماد على مساعدة إنسانية عاجلة.
aXA6IDUyLjE0Ljg4LjEzNyA=
جزيرة ام اند امز