كيف ترتسم ملامح أزمة 2008 بالأفق الأمريكي؟.. السر لدى الفائدة
بلغت فرص حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة درجة مؤكدة عند 100، وهذا ما ينذر بسيناريو أزمة 2008، مع تسارع وتيرة رفع الفائدة.
ربما تكون الفائدة المرتفعة بماثبة فرص رائجة نحو جني المكاسب وتحقيق مستويات عالية من الربحية مثلما يحدث اليوم مع البنوك.. لكن تلك المؤشرات قد تعيد إلى الأذهان الأزمة المالية العالمية في 2008، بل وتعيد رسم ملامحها في الأفق الأمريكي حاليًا.
ربحية البنوك.. وأزمة إسكان بالأفق الأمريكي
في ظل ارتفاع أسعار الفائدة ومخاوف التضخم، أعلنت أكبر البنوك الأمريكية عن أرباح قوية نسبيًا خلال الربع الثالث، ومع ذلك وجد المستثمرون في تلك التقارير أدلة تنذر بالسوء حول مستقبل سوق الإسكان، مما يؤكد مخاوف حدوث أزمة قادمة.
وكان بنك "جيه بي مورجان" قد ذكر أن إيرادات الإقراض العقاري تراجعت بنسبة 34% في الربع الثالث مقارنة مع العام الماضي، كما سجلت إيرادات "ويلز فارجو" انخفاضًا بنسبة 52% خلال نفس الفترة. ويرجع هذا الانخفاض في المقام الأول إلى ارتفاع أسعار الفائدة مما أدى إلى تباطؤ الطلب على الرهون العقارية.
على جانب آخر، أظهرت نتائج كل من "سيتي جروب" و"مورجان ستانلي" أن نمو قروض الرهن العقاري كان معتدلاً.
ومنذ مارس/آذار 2022، يواصل الاحتياطي الفيدرالي تشديد سياسته النقدية، ويسرع وتيرة رفع الفائدة، عندما اضطر في النهاية إلى الاعتراف بأن تسارع التضخم لم يعد مؤقتًا، حتى أنه ألمح إلى أن الفائدة قد تصل إلى 4.6% في عام 2023.
ونظرًا لأن البنك المركزي يكافح التضخم عن طريق زيادة الفائدة لإبطاء الاقتصاد، سيكون هناك العديد من القطاعات التي ستتأثر، وسوق الإسكان هو أحدها لأن معدلات الرهن العقاري ستجعل المستهلكين يترددون في دخول السوق.
وقال رئيس الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" في سبتمبر: "على المدى الطويل، ما نحتاجه هو أن يتماشى العرض والطلب بشكل أفضل بحيث ترتفع أسعار المساكن إلى مستوى معقول، ويمكن للناس شراء المنازل مرة أخرى .. ربما يتعين علينا إجراء تصحيح للعودة إلى ذلك المكان".
رهن عقاري "أكثر تكلفة".. وركود اقتصادي في 2023
فعليًا، أكبر مشكلة في رفع الفائدة هي أن كل شيء يصبح أكثر تكلفة بالنسبة للمستهلك العادي، هذا أمر محبط لأن التضخم مسؤول بالفعل عن ارتفاع الأسعار، ويتعين على الناس التعامل مع الزيادات الإضافية فيما يتعلق بأسعار الفائدة، كما أفادت وكالة بلومبرج للأنباء.
وتجعل الفائدة المرتفعة مدفوعات الرهن العقاري أكثر تكلفة، ففي سبتمبر 2022، كان متوسط معدل الرهن العقاري لأجل 30 عامًا حوالي 6.29% يعني إضافة 600 دولار إضافي إلى التكلفة الشهرية لأصحاب المنازل، بالإضافة إلى التكاليف المتزايدة لكل شيء آخر.
وبحسب الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين، فانخفضت مبيعات المنازل القائمة بنسبة 19.9% في أغسطس على أساس سنوي، كما تراجعت بنسبة 0.4%عن يوليو.
وفقًا لمؤشرات "جوجل"، ارتفعت نتائج البحث عن "انهيار سوق العقارات" في الولايات المتحدة بنسبة 284% خلال سبتمبر، ويبدو أن هناك العديد من الأشخاص القلقين بشأن احتمال حدوث انهيار ويراقبون كيف يتفاعل الاقتصاد مع ارتفاع الفائدة.
وكان الهدف الأساسي من رفع الفائدة هو استعادة توازن العرض والطلب، ومع ذلك قد تحدث أزمة حقيقية إذا انخفض كل من العرض والطلب في وقت واحد، إذ يعتقد الاقتصاديون لدى "فاني ماي" أن سوق العقارات سيدفع الاقتصاد الأمريكي إلى الركود في عام 2023.
aXA6IDMuMTQuMTQzLjE0OSA= جزيرة ام اند امز