"دايلي بيست": تعميم تهمة الإرهاب على المسلمين يخدم داعش
التنظيم قد يسعى لتجنيد ذوي الأصول الأوروبية وتجنب الشرق أوسطيين
اعتبرت صحيفة دايلي بيست الأمريكية أن الأكثر مدعاة للقلق من حادثة كاليفورنيا نفسها، هو إمكانية حدوثها مرة أخرى
اعتبرت صحيفة دايلي بيست الأمريكية أن الأكثر مدعاة للقلق من حادثة كاليفورنيا نفسها، هو إمكانية حدوثها مرة أخرى، وعدم التعرف على الجناة الحقيقين، مما يجعل إيقاف هذا النوع من الحوادث الإرهابية أمرًا مستحيلًا، ويهدد أمن البلاد واستقرارها.
ونشرت الصحيفة تقريرًا تحت عنوان "لماذا تحب داعش تنميط مرتكبي ومنفذي العمليات الإرهابية؟" وذلك في أعقاب هجوم سان برناردينو في أمريكا، والذي إن صحت المؤشرات الأولية فيه، سيكون أول هجوم لإطلاق النار في سان برناردينو في ولاية كاليفورنيا، والأعنف من نوعه الذي تتبناه داعش، على أرض الولايات المتحدة.
إلا أنه (وحتى الآن) لم تتوصل السلطات الأمنية لوجود أي شبهات جنائية سابقة للمشتبه بهم الرئيسيين في هجوم سان برناردين، وهم تاشفين مالك وسيد رضوان فاروق، بل أنه من المفترض أنهما لا يشكلان أي خطر على الأمن القومي الأمريكي.
و لفتت الديلي بيست أن التقارير الأولية التي صدرت في أعقاب هجوم سان برناردينو، أوضحت أن الهجوم تم بمشاركة أكثر من شخص في إطلاق الرصاص، فضلًا عن استخدام الدروع الواقية والأقنعة والأسلحة الهجومية والقنابل، وكلها مؤشرات مبكرة تدق ناقوس خطر الإرهاب والجماعات الجهادية المتطرفة، التي ستتوجه إلى أمريكا لارتكاب مجازرهم وعمليات القتل الجماعي المروعة.
وأضافت الصحيفة أن كل تلك المعلومات لم تدفع قوات الشرطة والسلطات الأمنية لتتوصل لنتيجة نهائية وجازمة حول الحادث، مؤكدين على ضرورة أن تأخذ التحقيقات مجراها وتوضح نتائجها بالأدلة الجنائية حقيقة الحادث ومن يقف ورائه.
في المقابل، كشفت السلطات الباكستانية في تحقيقاتها عن الاتصالات وعلاقات تربط تاشفين مالك بالمسجد الأحمر" في إسلام آباد" في باكستان، والذى شهد اشتباكات بين قوات الأمن الباكستانية وبعض الجماعات الإسلامية المتشددة، ويعرف عنه أنه يتبنى أفكار طالبان، كما اتضح فيما بعد أن تشافين مالك تعهدت بالولاء وقامت بمبايعة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على الإنترنت، وكانت تنوي بمشاركة زوجها إزالة البصمات الرقمية الخاصة بهم، لكي لا تلاحقهم السلطات الأمنية، بحسب ما أعلنت تحقيقات المكتب الفدرالي.
وتشير الصحيفة إلى أن الحوادث الإرهابية تعددت، ولكن الفاعلين دائمًا ما يشتركون بنفس الصفات، مما قد يروج للصورة الخاطئة عن الاسلام والمسلمين، ليبقى السؤال "هل من الصحيح بعد كل تلك المجازر الإرهابية أن تقوم السلطات الأمنية خاصة في الدول الأوربية وأمريكا، توجيه أصابع الاتهام لجميع "المسلمين الأمريكيين" والتعامل مهم كجناة لمجرد تحدثهم بالعربية مثلاً؟ أو الوقوف في وجه الحجاب والنقاب واللحى ومحاربتهم، كنوع من الإجراءات الأمنية؟".
وتقول الصحيفة، إنه لو كان الحال كذلك، فستؤدي القوانين الجديدة لإحداث انقسامات سياسية في المجتمعات والشخصيات، أكثر من أي وقت مضى، وهذا تمامًا ما تريد الجماعات الجهادية المتطرفة الوصول إليه، ناهيك عن التداعيات والآثار المترتبة على العلاقات الأمريكية بالجاليات العربية والمسلمة على المستوى البعيد، وأثار تلك القضايا الساخنة استقطاب واهتمام وسائل الإعلام الأمريكية في الوقت الحالي.
وتشير صحيفة الدايلي بيست إلى أن ظاهرة التنميط العرقي والديني للمشتبه فيهم (بمعنى اعتبار دين أو عرق بعينه بوصفه مصدرًا للإرهاب)، لن يمنع الإرهاب ولن يكون بذلك الناس بمأمن من آثاره، بل أنه سيجعل من السهل فقدان المزيد من الأرواح البريئة، في حال اعتمدت السلطات الأمنية مثل تلك التدابير والإجراءات.
وتشير الصحيفة إلى أن الدين الإسلامي لا يقتصر على عرق معين مثل المسيحية، بل هو دين عالمي يجمع أشخاص من جميع الأعراق، وألوان البشرة، ولذلك إذا قامت قوات الشرطة ورجال الأمن باستهداف الناس من الشرق الأوسط، كأحد المشتبه بتنفيذهم المجازر الإرهابية، لتجنب التعامل معهم، سيقدم الجهاديون ببساطة على تجنيد المسلمين ذوي البشرة البيضاء من مناطق القوقاز، الصين روسيا أو الهند، مثل الشقيقان جوهر وتامرلان تسارنايف المسؤولان عن تفجيرات بوسطن في عام ٢٠١٣.
ويوضح التقرير "من خلال التعميم والإعلان عن أشكال المشتبه بهم في جرائم الإرهاب ممن تبحث عنهم السلطات الأمنية ورجال الشرطة، فإنها تعطي بذلك الفرصة في معرفة الشكل أو الملامح التي يجب عليهم تجنبها، حتى ينفذوا عملياتهم بدون أن تثار الشكوك حولهم".
ويسلط التقرير الضوء على أن بعض التدابير التي تتخذها بعض الدول الأوربية، مثل إغلاق الحدود وإيقاف الهجرة لن توقف الإرهاب؛ إذ ستقوم هذه الجماعات الجهادية بتجنيد المواطنين المسلمين في الدول الأوربية أو في الدول التي لا يحتاج أصحابها الحصول على تأشيرات دخول، وهم يمثلون شرائح كبيرة، قد تشكل تهديدًا أكبر بكثير من اللاجئين في أوروبا، وهو ما تؤكده معطيات الهجمات المدمرة التي وقعت باريس في الشهر الماضي.
aXA6IDMuMTUuNi4xNDAg جزيرة ام اند امز