نائب فلسطيني لـ"العين": 60% من غزة أطلال ولا أموال لإعمارها
55% بطالة.. 60% مصانع معطلة.. 2 مليون يواجهون المجهول
عملية إعادة إعمار المنازل المدمرة بقطاع غزة لم تتجاوز 40% بعد عامين من الحرب الإسرائيلية.
أكد النائب المستقل في المجلس التشريعي الفلسطيني، جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار الإسرائيلي، أن عملية إعادة إعمار المنازل المدمرة بقطاع غزة لم تتجاوز 40% بعد عامين من الحرب الإسرائيلية عليها، محذرًا من تدهور الأوضاع في القطاع مع استمرار الحصار للعام العاشر على التوالي، ودعا إلى إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة لمواجهة كل هذه التحديات.
وأوضح "الخضري"، في مقابلة مع "بوابة العين"، أن الجمود في ملف إعادة إعمار غزة يتوقف على نقطتين، هما توفير التمويل الدولي، وتوفير مواد البناء، مبينًا أنه في النقطتين توجد مشاكل.
وقال: "حتى الآن ما تم توفيره من الأموال الموعودة لا يصل 40%، وهذا يؤخر الإعمار"، مؤكدًا أنه بسبب ذلك لم يتجاوز البناء 40% من المنازل المدمرة، ما يعني أن 60% من المنازل والمنشآت المدمرة لا تزال على حالها.
ووفق الفريق المكلف من حكومة التوافق الفلسطينية، فقد دمرت 171 ألف وحدة سكنية أو تضررت في الحرب، التي استمرت 51 يومًا صيف 2014، فيما بلغ "مجمل ما تم دفعه حتى الآن من تعهدات المانحين تجاه عملية الإعمار 1.409 مليون دولار بنسبة 40% من مجمل التعهدات، يتبقى منها 3.507 مليون دولار".
واعتبر "الخضري" أن مستوى ما تم إنجازه من الإعمار "أمر غير مرضٍ إطلاقًا"، لافتًا إلى أن مواد البناء تواجه قيودًا كبيرة في وصولها لغزة؛ بسبب إجراءات الاحتلال وتقييد دخول مئات السلع والأصناف بحجج أمنية واهية.
وطالب بضرورة تنشيط الإعمار، معتبرًا أن رفع الحصار الإسرائيلي المطبق على قطاع غزة، سيكون العامل الحاسم في تحقيق الإعمار.
وشدد المسؤول الفلسطيني على أن إسرائيل هي قوة احتلال وتمارس عقابًا جماعيًا بحق مليوني فلسطيني من خلال حصار القطاع وإغلاق معابره وفرض طوق بحري، فضلًا عن عملها بطريقة قوائم الممنوعات التي تشمل مئات المواد المهمة الخاصة بالإنشاءات والصناعات المختلفة بحجة الاستخدام المزدوج لها.
وفرضت إسرائيل الحصار على قطاع غزة عقب فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية 2006، وشددته عقب انفرادها بالسيطرة عليه إثر اقتتالها مع قوات السلطة منتصف يونيو/ حزيران عام 2007.
واعتبر "الخضري" أن هدف إسرائيل من تشديد الحصار وإغلاق المعابر وتقييد السلع منع أي تنمية حقيقية لغزة، وتدمير أي أسس حقيقية للحياة الطبيعية للفلسطينيين في هذه المنطقة المهمة.
واستعرض واقع المعاناة في قطاع غزة بعد 10 سنوات من الحصار، لافتًا إلى أن عدد سكان القطاع زاد نصف مليون نسمة فزاد من مليون ونصف مليون إلى مليوني نسمة، وقال: "هؤلاء كان يجب أن يكون لهم خدمات أساسية من مدارس ومستشفيات ومصانع ونوادي وبنى تحتية كاملة".
وأضاف "لكن للأسف في تلك السنوات، دمرت مرافق عامة كثيرة خلال 3 حروب، شهد خلالها القطاع تراجعًا في الصحة والتعليم والبيئة والزراعة والصناعة والاقتصاد، وبات أكثر من 1.2 مليون يتلقون مساعدات إغاثية، والفقر والبطالة وصلت نسبتهما لأرقام غير مسبوقة 55%، وباتت 80% من مصانع غزة معطلة، والتجارة تضررت، ومختلف أجه الحياة والنشاط أصابها خلل واضح".
وانتقد "الخضري" المجتمع الدولي وتعامله مع غزة، معتبرًا أن ما يقوم به المجتمع الدولي لمواجهة الإجراءات والسياسات العدوانية الإسرائيلية عبارة عن وصف لحالة غزة فقط وإطلاق تحذيرات دون الارتقاء لمستوى التحدي الحقيقي الذي يواجه الفلسطيني.
يذكر أن الأمم المتحدة حذرت مرارًا من خطورة الأوضاع في قطاع غزة ومستويات الفقر فيها مع استمرار الحصار الذي صنف وفق القانون الدولي كجريمة حرب.
وقال المسؤول الفلسطيني: "مطلوب من المجتمع الدولي ممارسة دوره الحقيقي من خلال الضغط على الاحتلال وليس تركه دون ضغوط رغم كل ممارساته المنتهكة للقوانين والمواثيق الدولي التي يجب على المجتمع الدولي أي يحميها..".
واتهم المجتمع الدولي بانتهاج سياسة الكيل بمكيالين، قائلًا: "للأسف هذا يؤكد أننا نعيش سياسة الكيل بمكيالين في القضية الفلسطينية، غزة تحت حصار خانق، والضفة تحت استيطان مدمر، والقدس تحت تهويد واسع، ولا حراك من أحد لوقف كل هذا".
وشدد على أن المطلوب لمواجهة مخططات الاحتلال وسياساته تحقيق الوحدة الوطنية بين الفرقاء الفلسطينيين فورًا، ومغادرة مربع الانقسام مرة واحدة، ليتمكن الفلسطينيون من التصدي لجرائم الاحتلال الهادفة لإنهاء الوجود الفلسطيني.
واعتبر أن تحقيق الوحدة ممكن إذا ما خلصت نوايا جميع الأطراف، مشددًا على أن الظروف الصعبة تفرض تحقيق الوحدة، وفق الاتفاقات الموقعة بين فتح وحماس، في أكثر من عاصمة.
وقال: "يجب على الكل الفلسطيني أن يلتقي على برنامج قواسم مشتركة يقوم على مجابهة سياسات الاحتلال التدميرية، وبناء الذات الفلسطينية، مضيفًا "يجب أن ينتهي الانقسام؛ لأن الكل الفلسطيني يعاني من ويلات الاحتلال وظلمه وعدوانه، غزة محاصرة والضفة الاستيطان مستعر وكذلك القدس، هناك مسح حقيقي للوجود الفلسطيني والأقصى يتعرض للتهويد".
aXA6IDE4LjIyNy40OS43MyA= جزيرة ام اند امز