تحليل.. ماذا ينقص منتخب المغرب قبل كأس العالم 2022؟
تراود منتخب المغرب طموحات ضخمة وأحلام كبيرة في تقديم مستويات غير مسبوقة في نهائيات كأس العالم 2022، المقرر إقامتها بين 20 نوفمبر/ تشرين الثاني و18 ديسمبر/ كانون الأول 2022.
ويدخل أسود الأطلس هذا العرس العالمي بعدما ظهروا بمستوى جيد خلال رحلة تصفيات كأس العالم الخاصة بقارة أفريقيا، وتأهلوا عن جدارة واستحقاق، وهو ما يجعل التفاؤل يسود بين مشجعيه في ظل امتلاكه الكثير من النجوم.
ويتطلع المنتخب المغربي إلى تحقيق نتائج إيجابية، في أول كأس العالم تقام في دولة عربية وفي فصل الشتاء، تتجاوز سقف مشاركات الأسود في النسخ الخمس السابقة، على أمل تجاوز دور المجموعات وعتبة الدور ربع النهائي، الذي بلغته من قبل بعض المنتخبات الأفريقية.
ويتطلع أسود الأطلس في سادس مشاركة لهم في المونديال، إلى لعب أدوار طلائعية وبلوغ محطات مهمة من جولات البطولة، وبالتالي تأكيد المستوى الذي أظهرته العناصر الوطنية خلال مختلف المباريات الإعدادية.
حسم منتخب المغرب الغائب
يمتلك منتخب المغرب تشكيلة مدججة بالعناصر ذوي الجودة العالية في الوقت الراهن، أمثال أشرف حكيمي وحكيم زياش ونصير مزراوي وياسين بونو، إلا أنها غير قادرة حتى الآن على تقديم أداء مُوازٍ لتلك الجودة، وخير دليل كأس أمم أفريقيا الأخيرة، التي لم يتجاوز فيها الأسود عتبة ربع النهائي بعد الخسارة من مصر.
وأبرز العيوب الواضحة في الكتيبة المغربية افتقار الفريق لرأس حربة مميز حاسم، قادر على استغلال أنصاف الفرص وتحويلها إلى الشباك.
ورغم استدعاء وليد الركراكي لمهاجم الاتحاد السعودي عبدالرزاق حمدالله فإنه لا يمكننا حتى الآن الحكم على مدى جودته وانسجامه مع عناصر أسود الأطلس.
واعتمد المدرب السابق لأسود الأطلس، البوسني وحيد خليلوزيتش، على يوسف النصيري في السنوات الأخيرة في مركز المهاجم الصريح، إلا أنه فشل في القيام بدوره على أكمل وجه، وقد حاول الركراكي في المباريات السابقة وضع مهاجم إشبيلية الإسباني على دكة البدلاء ومحاولة اللعب بأسماء أخرى أمثال وليد شديرة.
عدم ترابط الخطوط
يعاني منتخب المغرب من عيب واضح في خط الوسط، ألا وهو افتقار تشكيلة وليد الركراكي للاعب قادر على الربط بين الخطوط، فالأسود رغم امتلاكهم للاعبين مميزين على الأطراف فإن عمق خط الوسط يكاد يكون فقيراً من هذه الناحية، وبالتالي يجد الفريق صعوبة كبيرة في اختراق المنتخبات التي تمتلك دفاعاً متماسكاً.
المنتخب المغربي يمتلك سليم أملاح وعز الدين أوناحي، وهما لاعبان جيدان في الضغط بشكل رائع على مفاتيح لعب المنافسين، كما أنهما بارعان في إزعاج حاملي الكرة في منتصف الملعب، لكنهما على الصعيد الهجومي كثيراً ما يتركان شرخاً واضحاً جداً بين خطي الوسط والهجوم، بفقدانهما الكرة بسرعة، وكذلك بسبب بطء اتخاذهما للقرارات سواء على مستوى التمرير أو المراوغة والتسديد.
مساحات شاسعة
يعتمد جزء مهم من البناء الهجومي لمنتخب المغرب على التقدم المتكرر للظهيرين (نصير مزراوي وأشرف حكيمي) والتي تلعب في بعض المباريات دور الأجنحة الهجومية أكثر من الأظهرة الدفاعية، خاصة عندما يستحوذ الفريق على الكرة ويلعب أمام منتخبات متراجعة دفاعياً.
الأمر له منافع هجومية جمة على أسود الأطلس، فالكتيبة المغربية تتمكن من توسيع رقعة اللعب أكثر، وبالتالي تحصل على بعض المساحات الإضافية، كما أن الأجنحة تدخل للعمق من أجل تقديم الزيادة العددية ومحاولة استغلال العرضيات القادمة من الرواقين، لكن للأمر آثارا جانبية، خاصة في الشق الدفاعي.
صحيح أن جزءا من عمل أوناحي هو التغطية على الصعود المتكرر لحكيمي، وأن أمرابط كثيرا ما يُساعد مزراوي في مهامه الدفاعية، لكن المنتخب المغربي يعاني كثيراً أمام المنتخبات التي تملك لاعبين سريعين في الرواقين، خاصة أثناء المرتدات السريعة حينما تتواجد المساحات في ظهر اللاعبين، وهو أمر شاهدناه ضد مصر في كأس أمم أفريقيا.
المنتخب المغربي ينبغي عليه أن يكون حذراً لأن المساحات التي يتركها الظهيران خلفهما تُعتبر شاسعة، ويمكن لبلجيكا وكرواتيا اللتان تمتلكان عناصر سريعة الاستفادة منها، وربما في هذه الحالة قد نرى وليد الركراكي يعتمد على خطة 3-4-3 بتواجد داري وسايس وأكرد في خط الدفاع.
aXA6IDE4LjIxNy4yNTIuMTk0IA== جزيرة ام اند امز