2022.. العام الأسوأ على الأسهم الأوروبية منذ 2008
استبعد محللون في بنوك استثمار عالمية حدوث أي انتعاشة بسوق الأسهم الأوروبية فيما تبقى من العام الجاري حتى وإن كانت من "بابا نويل".
وعلى ما يبدو أن عام 2022 أصبح الأسوأ في سجل جلسات التداول في سوق الأسهم الأوروبية منذ الأزمة المالية العالمية في 2008.
تراجع مؤشر "ستوكس 600" نحو 17%
وبحسب مسح أجرته وكالة بلومبرج، فقد خفض المتنبئون مستوياتهم المستهدفة الشهر الماضي، إلى 406 نقاط ما يشير إلى هبوط قدره 17% لمؤشر "ستوكس يوروب 600" العام الجاري، وهو أسوأ أداء منذ الأزمة المالية العالمية.
ويشير المستوى المتوقع إلى تحقيق مكسب يقل عن 2% من إغلاق الخميس الماضي الموافق 20 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بينما يتوقع الاستطلاع هبوطاً قدره 1.1% لمؤشر "يورو ستوكس 50" في نفس الفترة، وخفضت بنوك مثل "جولدمان ساكس"، و"بنك أوف أميركا" توقعاتها الأسابيع الماضية، مع تبدد الآمال بارتفاع في الأسهم بنهاية العام نتيجة قلق المستثمرين من تأثير صعود العائدات على الأرباح ومن الاضطرابات السياسية في المملكة المتحدة.
وانزلق مؤشر "ستوكس 600" الشهر الماضي إلى سوق هابطة بدافع من المخاوف من إشعال التضخم المتصاعد والتشديد القوي من قبل البنوك المركزية فتيل ركود عالمي.
وكتب الاستراتيجيون في "جولدمان ساكس"، الأسبوع الماضي: "الوصول لنقطة قاع حقيقية في السوق على المدى القريب يتطلب زخماً إيجابياً أكثر على مستوى مزيج النمو والتضخم والسياسة، أو الاستسلام من جانب المستثمرين لبيئة الهبوط سواء بالبيع أو الاحتفاظ بالأسهم المتراجعة"، وتُعتبر توقعاتهم بوصول المؤشر لمستوى 360 نقطة بنهاية العام هي الأكثر تشاؤماً بين من استطلعت "بلومبرج" آراءهم، وتنطوي على انخفاض قدره 10% من إغلاق يوم الخميس.
في مارس الماضي، توقع الاستراتيجيون، في المتوسط، أن يختتم "ستوكس 600" العام مستقراً تقريباً مقارنة بنهاية 2021، وبدلاً من ذلك، انخفض المؤشر القياسي بنحو 20% حتى الآن، متأثراً بارتفاع التضخم، وتشدد البنوك المركزية، وتداعيات الحرب في أوكرانيا، وأزمة الطاقة.
رياح اقتصادية عالمية معاكسة
إن آفاق السوق الأوروبية قاتمة في نهاية العام والعام المقبل على الأغلب، فالرياح المعاكسة الاقتصادية الكلية بعيدة كل البعد عن الهدوء، والتوترات الجيوسياسية تتزايد، وفي ظل استمرار التضخم القوي، أتصور أن دمار الطلب ستظهر دلائله في موسم الأرباح الجاري والمقبل.
ووصلت الأسهم الأوروبية الشهر الماضي لأدنى مستوى لها منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020، ثم شهدت ارتداداً على نحو ضئيل، سرعان ما بدأ فعلياً في فقدان الزخم، ويقول العديد من المشاركين في السوق إن المراكز الفنية قد تغذّي بعض المكاسب، لكن الأسس لا تزال قاتمة.
ولم تشفع حتى البداية الجيدة لموسم الأرباح، وتحفز ما يكفي من التفاؤل لرفع السوق ككل، ويحذّر استراتيجيو "بنك أوف أميركا" من أن توقعات الأرباح قد تسوء.
وبحسب البنك، قد ينهي مؤشر "ستوكس 600" العام عند 380 نقطة، أي قرب مستويات الشهر الماضي المتدنية: "حتى بعد موجة البيع الحادة العام الجاري، لم تعكس أسعار الأسهم بعد الخسارة المستمرة في زخم النمو وهو ما نتوقع أن نشهده خلال الشهور المقبلة".
ويتوقع بنك أوف أميركا أن تهبط الأرباح بنسبة 20% خلال العام المقبل بسبب الضغوط على هوامش الأرباح وتباطؤ النمو الاقتصادي، فالمرونة التي تظهرها نتائج الأعمال الأوروبية حالياً لن تكون مستدامة.
aXA6IDE4LjExNy4xNjguNzEg جزيرة ام اند امز