منتدى دبي للأعمال يؤتي ثماره.. فرص استثمارية واعدة بين الصين والإمارات
أكد مسؤولون مشاركون في منتدى دبي للأعمال-الصين الذي استضفاته بكين مؤخرا أن هذا الحدث العالمي جاء انعقاده تجسيدا لعمق العلاقات بين البلدين.
ولتسليط الضوء عالمياً على الآفاق الواعدة التي تزخر بها الإمارة في ظل أجندة دبي الاقتصادية (D33).
وأوضحوا أن إمارة دبي تعد نموذجا عالميا في تحفيز الاستثمار الأجنبي، وتوفر فرصا استثنائية نوعية تتماشى مع أجندتها الاقتصادية الجديدة D33 مما يجعلها فرصة للمئات من الشركات الصينية خاصة متعددة الجنسيات والمليارية والناشئة ذات النمو السريع بتطلعها بالأسواق الواعدة بالفرص والمشاريع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
- حصاد سوقي دبي وأبوظبي منذ بداية 2024.. 11.9 مليار درهم قيمة 506 صفقات
- خطاب رئيس الفيدرالي الأمريكي في جاكسون هول.. نبرة مختلفة وتوقعات خطيرة
وقال عبدالله الهاشمي، المدير التنفيذي للعمليات والمجمعات والمناطق الحرة في "دي بي ورلد-دول مجلس التعاون الخليجي"، إن جمهورية الصين الشعبية تعد أكبر شريك تجاري مع دولة الإمارات، مؤكداً أن منتدى دبي للأعمال-الصين يُعد منصة مهمة لتعزيز التعاون.
وأكد الإمكانات الكبيرة لمزيد من النمو والدور الذي تلعبه "دي بي ورلد" و"جافزا" في دعم تدفق التجارة بين البلدين، إذ حققت المنطقة الحرة لجبل علي تجارة بقيمة 21.5 مليار دولار بين دولة الإمارات والصين خلال عام 2023، وهو ما يمثل 27% من إجمالي تجارة دولة الإمارات غير النفطية مع الصين.
وأشار إلى أن البنية التحتية عالمية المستوى في جبل علي وبيئة الأعمال في "جافزا" تمثلان إمكانات كبيرة للتجار والمصنعين الصينيين.
وأشار إلى أن مبادرة الحزام والطريق كان لها تأثير كبير على حركة التجارة، وأن دبي تعد مركزا رئيسيا للصين، حيث تعمل كبوابة تجارية، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي لربط آسيا وأفريقيا وأوروبا.
وقال إن "دي بي ورلد" تعمل في الصين منذ ما يقارب العقدين، تمتلك 4 موانئ و9 محطات لوجستية رئيسية، وإن الشركات الصينية يمكنها الاستفادة من الشبكة العالمية لـ"دي بي ورلد" لتعزيز سلاسل التوريد الخاصة بها.
وذكر أن هناك فرصاً واعدة للتعاون في عدة قطاعات، بما في ذلك قطاع السيارات الكهربائية، مؤكدا أن الصين قوة صاعدة في صناعة السيارات، ومن المتوقع أن يتضاعف عدد السيارات الكهربائية الصينية التي يتم مناولتها في ميناء جبل علي في عام 2024 مقارنة بالعام السابق، ليتجاوز 200 ألف سيارة.
واعتبر أن قطاع الطاقة المتجددة هو قطاع تستثمر فيه الصين بشكل كبير، ودولة الإمارات، كونها مركزاً تجارياً عالمياً، يمكنها توزيع هذه المنتجات إلى دول مجلس التعاون الخليجي وأفريقيا ومناطق أخرى.
وشدد على أن "جافزا" التي تضم أكثر من 400 شركة صينية توفر بيئة جاذبة للشركات الصينية لإنشاء مقرات إقليمية ومصانع تصنيع ذات قيمة مضافة أو خطوط تجميع ومراكز توزيع مع الاستفادة من موقع دولة الإمارات الاستراتيجي، الذي يربطها بالأسواق العالمية الرئيسية.
وقال إن "دي بي ورلد" من دبي تقدم وصولا فعّالا إلى أكثر من 300 مدينة عالمية، بما في ذلك أكثر من 90 خدمة شحن أسبوعية تربط جميع الموانئ الصينية الرئيسية.
من جانبه، قال جيم يي رئيس شركة غولدنبورت المتخصصة في تجارة السيارات في الصين "إن منتدى دبي للأعمال-الصين يلعب دورا مهما في توفير الفرص الاستثمارية بين البلدين، ونعمل جاهدين لجعل شركاتنا التكنولوجية بأن تصنع منتجات تحمل اسم صنع في دبي".
وأضاف أن لديهم في إمارة دبي بعض الأنشطة التي تتعلق بالسيارات الرياضية والكهربائية الصديقة للبيئة. مؤكدا أن دبي باتت تعتبر وجهة للعلامات التجارية الصينية الراغبة بالانطلاق إلى العالم.
أما محمد الرئيسي، الرئيس التنفيذي للسفريات والبواخر، فقال إن هذا الحدث يعتبر هدفا مهما جدا بالنسبة لهم كشركة سياحية مشاركة في المنتدى باعتبار الصين الشريك التجاري الأول لدولة الإمارات، لافتا إلى أن الشركة استقبلت نحو 620,000 سائح صيني في دبي خلال عام 2023، فيما يسعون إلى اجتذاب المزيد من السياح الصينيين ومضاعفتهم، تماشيا مع أجندة دبي الاقتصادية الجديدة التي تطمح إلى أن تكون إمارة دبي من ضمن أكثر ثلاث مدن استقبالا للسياح.
وأضاف أن مشاركتهم تعكـس اســتراتيجيتهم الخاصة بالتوســع التزاما بدعــم نمو إمارة دبي كوجهة ســياحية عالمية مفضلة بفضل قدراتها وإمكانياتها اللامحدودة معربا عن تطلعه إلى أن يكونوا جــزءاً من هذا النجاح العظيم من خلال التبادل التجاري مع الشركات الصينية والتفاوض معها بشــكل إيجابي فــي قطاع الاستثمار السياحي.
وقالت ماجي فنغ، نائب الرئيس الأول في مجموعة سي بي للعقارات، إن تنظيم مثل هذا الحدث يمثل دلالة على علاقات قوية جدا، وأعتقد أن لدينا خططا جيدة لمساعدة الشركات في تنفيذ عملياتها ومشاريعها من الإمارات بالصين.
وأضافت "أننا نتطلع إلى العديد من فرص التعاون المثمر وجذب المزيد من الاستثمارات الإماراتية إلى الصين لزيادة حجم التجارة بين البلدين، لا سيما في ظل وجود مجموعة المشاريع الكبرى وهو ما يوفر الكثير من الفرص الاستثمارية أمام الشركات ورجال الأعمال الإماراتيين".
وشهد المنتدى 18 جلسة حوارية أجمع المتحدثون فيها على تمتع اقتصاد دبي بمقومات قل نظيرها، متناولين باقة من المحاور والقطاعات ذات البعدين الاستراتيجي والمستدام شملت الخدمات اللوجستية والذكاء الاصطناعي والتجارة الإلكترونية والطاقة الخضراء والمناطق الحرة والرعاية الصحية.
وعلى هامش المنتدى أبرمت غرف دبي مذكرة تفاهم مع المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية مع بكين، بهدف تعزيز الربط المباشر بين مجتمعات الأعمال على الجانبين الإماراتي والصيني، في سبيل تحقيق الأهداف المنشودة لدى دبي وبكين، فيما يتعلق بتأسيس الاستثمارات المتبادلة وتوسيع دائرتها.
ومن جانب آخر قام وفد من غرفة دبي بزيارات ميدانية لشركات صينية لدعم منظومة الأعمال وخلق فرص للمستثمرين والتوسع عالميا، إضافة إلى زيارة لشركة Li Auto Inc الرائدة في سوق المركبات التي تعمل بالطاقة الجديدة في الصين، حيث تقوم الشركة بتصميم وتطوير وتصنيع وبيع المركبات الكهربائية الذكية المتميزة.
كما قام الوفد بزيارة لشركة "ميتوان" وهي منصة تسوق صينية للمنتجات الاستهلاكية المحلية وخدمات التجزئة بما في ذلك الترفيه وتناول الطعام والتوصيل والسفر وغيرها من الخدمات.