الأمم المتحدة: القضاء على الإيدز في 2030"مستحيل"
رغم برامج المكافحة والتوعية الجارية منذ سنوات، حذرت الأمم المتحدة من عودة انتشار فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز".
رغم برامج المكافحة والتوعية الجارية منذ سنوات عديدة، حذرت الأمم المتحدة من عودة انتشار فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" وزيادة أعداد الإصابات الجديدة بأرقام مخيفة وصلت لمليوني حالة سنويًّا بين البالغين في عدة مناطق في العالم.
وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية، نقلًا عن تقرير الاتحاد الدولي لمكافحة الإيدز التابع للأمم المتحدة، أنه بعد أن نجح العالم في خفض أعداد الإصابات الجديدة بالفيروس بنسبة 40%، إلا أن غياب الوقاية أدى إلى انتشاره مجددًا، داعيًا المجتمع الدولي إلى تكثيف جهود الوقاية.
وأكد أنه سيكون مستحيلًا الإيفاء بخطة المنظمة الدولية في القضاء على المرض بحلول عام 2030 إذا لم يلتزم الجميع بالتعاون التام وخاصة الوقاية من الفيروس.
وأرجع التقرير هذا الوضع المقلق الحالي إلى انخفاض مساهمات المانحين في السنوات الأخيرة إلى أقل مستوياتها منذ عام 2010.
ومن جانبه، حذر المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز ميشيل سيديبي من أنه إذا كان هناك تجدد في الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية، فإن الوباء قد لا يمكن السيطرة عليه، ويحتاج العالم إلى إجراءات فورية لإغلاق فجوة الوقاية.
وكشف التقرير أن نحو 10 ملايين حالة إصابة جديدة بالإيدز وقعت خلال الـ5 سنوات الماضية، وأن نسب الزيادة بلغت 4% في الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا بين الأعوام 2010و2015، و57% في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطي، و2% في أمريكا اللاتينية.
وانخفضت حالات الإصابات الجديدة في كل من أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية وجنوب وشرق إفريقيا بشكل هامشي، حسبما ذكر التقرير، غير أنه بعد سنوات من التراجع المستمر شهدت منطقة الكاريبي ارتفاعًا بنسبة ٩% في الإصابات الجديدة في الفترة السابق ذكرها.
وأضاف التقرير أنه تم إحراز تقدم كبير في وقف الإصابات الجديدة بفيروس الإيدز بين الأطفال، حيث انخفضت بأكثر من 70% منذ عام 2001ومستمرة في الانخفاض.
وقال التقرير إنه وعلى مدى الـ35 عامًا الماضية منذ بداية الوباء مات 35 مليون شخص من الأمراض المرتبطة بالإيدز، وأصبح ما يقدر بنحو 78مليون شخص مصابين بالفيروس.
وفي يونيو الماضي، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان الالتزام بتسريع الجهود الرامية إلى القضاء على الوباء بحلول عام 2030.
وساهم انتشار الأدوية المضادة للفيروسات للأشخاص الذين يعانون فيروس نقص المناعة البشرية في خفض عدد الوفيات، ولكن الأرقام في منظمة الأمم المتحدة تظهر أن الأمر يحتاج إلى أكثر من ذلك بكثير للوقاية منه.
وبعد أن أشارت الأمم المتحدة إلى انخفاض أعداد المصابين قبل سنوات، انخفضت كذلك المساعدات المالية من 9.7 مليار دولار في عام 2013إلى 8 مليارات عام 2015، رغم أن الدول المتضررة قد زادت إنفاقها على مكافحة الفيروس، بحيث إنها تُسهم الآن بنسبة 57% من الإجمالي.
ويذهب معظم المال للعلاج وما نسبته 20% فقط على الوقاية، ويوصي التقرير أن تتركز الموارد فقط على الفئات المعرضة للخطر.
وفي شرق وجنوب إفريقيا، على سبيل المثال، فإن ثلاثة أرباع جميع حالات العدوى الجديدة بفيروس الإيدز هي بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين10-19 عامًا وهن من الفتيات، كما يقول التقرير، مشيرًا إلى أنهن لا يعرفن ما يكفي عن فيروس نقص المناعة البشرية ويقعن فريسة لكبار السن من الرجال في مجتمعاتهن ويتعرضن للعنف.
ومن ثم، كشف التقرير أنه في جميع أنحاء العالم فيوجد فقط 3 من كل 10 من المراهقات والشابات الذين تتراوح أعمارهن بين 15 و24 عامًا اللواتي لديهن معرفة شاملة، وصحيحة عن فيروس نقص المناعة البشرية.
من جهة أخرى، وفي أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، فإن 51% من الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية تحدث بين متعاطي المخدرات بالحقن، وكانت أكثر من 80% من الإصابات الجديدة بالفيروس في المنطقة في عام 2015 في روسيا.
aXA6IDMuMTI4LjIwMS4yMDcg
جزيرة ام اند امز