أسعار الذهب في السعودية 2025.. ارتفاع تاريخي وسط تقلبات الأسواق العالمية
تصدر الذهب المشهد الاقتصادي في السعودية خلال عام 2025، ليصبح محور اهتمام المواطنين والمستثمرين على حد سواء.
ومع تزايد وتيرة التذبذبات العالمية، ظل الذهب الخيار المفضل في المملكة كوعاء ادخاري موثوق، يعكس الثقة المستمرة في قيمته التاريخية كأصل آمن يحمي الثروات ويحقق تطلعات المستثمرين.
في هذا التقرير، نستعرض أحدث المستجدات حول سعر الذهب في السعودية لعام 2025 وفقًا لمصادر إعلامية سعودية.
أسعار الذهب في السعودية عام 2025
استهلت أسعار الذهب في السعودية عام 2025 بموجة صعود قوية، مدفوعةً بالمخاوف العالمية من تزايد معدلات التضخم واتجاهات الفائدة في الأسواق الكبرى. وقد عززت هذه الضغوط الاقتصادية من جاذبية المعدن الأصفر كأداة مثالية للتحوط، مما دفع الطلب المحلي نحو مستويات مرتفعة.

وبحلول شهر مارس/آذار من نفس العام، سجلت الأسعار قفزة ملموسة مقارنة بنهاية 2024، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 250 ريالاً، في حين وصل سعر عيار 21 إلى 220 ريالاً، ليحافظ الأخير على مكانته كخيار أول وأكثر رواجاً بين المستهلكين في المملكة.
بدأ الذهب النصف الثاني من العام بنبرة صاعدة تدريجية؛ ففي منتصف مايو/أيار 2025، استقر سعر جرام الذهب عيار 21 عند مستويات 351 ريالاً، بينما سجل عيار 24 نحو 401 ريال. وكانت هذه الفترة مدفوعة بترقب الأسواق لقرارات الفيدرالي الأمريكي، ولامست الأونصة حينها مستوى 3328 دولارًا.
مع حلول شهر أغسطس/آب، بدأ الذهب رحلة الارتفاع الحقيقي، حيث سجل عيار 21 نحو 410 ريالات (سعر الشراء)، ليعقب ذلك قفزة كبرى في شهر أكتوبر/تشرين الأول، وهي الفترة التي وُصفت بـ«الحمى الذهبية»؛ إذ تجاوز الذهب عالميًا حاجز الـ4000 دولار للأونصة لأول مرة، مما دفع سعر جرام عيار 24 في المملكة لتجاوز 550 ريالاً.

وشهد شهر ديسمبر/كانون الأول، وتحديدًا تعاملات الأيام الأخيرة (28 و29 ديسمبر/كانون الأول)، تسجيل المستويات الأعلى على الإطلاق في السوق السعودي، حيث وصل سعر عيار 24 إلى ذروته عند 558 ريالاً، فيما سجل عيار 21 أعلى مستوياته التاريخية بين 478 و496 ريالاً.
أسباب ارتفاع أسعار الذهب في السعودية 2025
تتأثر أسعار الذهب في السعودية لعام 2025 بمجموعة من المتغيرات الاقتصادية والسياسية العالمية، ومن أهمها:
- يُعتبر الذهب «الملاذ الآمن» والمخزن المفضل للقيمة؛ لذا مع تصاعد موجات التضخم في القوى الاقتصادية الكبرى مثل الولايات المتحدة وأوروبا، يزداد إقبال المستثمرين على شراء الذهب لحماية مدخراتهم من تآكل القوة الشرائية، مما يرفع سعره محليًا.
- هناك علاقة عكسية وثيقة بين الذهب والدولار. وبما أن الريال السعودي مرتبط بالدولار، فإن أي انخفاض في قيمة العملة الأمريكية يجعل الذهب أقل تكلفة لحاملي العملات الأخرى، مما يحفز الطلب العالمي ويرفع الأسعار في السوق السعودي.
- تتأثر أسواق المعادن الثمينة بشكل مباشر بالنزاعات السياسية والحروب. ففي أوقات عدم الاستقرار الإقليمي أو الدولي، يتجه المستثمرون نحو الأصول الملموسة والآمنة، وهو ما يؤدي إلى قفزات ملحوظة في أسعار الذهب داخل المملكة تماشيًا مع البورصات العالمية.