سباق الديمقراطيين لرئاسيات 2028.. بورصة غير مسبوقة وتمويل مبكر

يسير السباق الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة عام 2028، بوتيرة غير مسبوقة، مع تزايد عدد الشخصيات الراغبة في الترشح.
وفي ظل غياب مرشح ديمقراطي واضح حتى الآن، يتجه هذا السباق ليكون الأكثر انفتاحًا منذ عقود، وربما الأطول في تاريخ الانتخابات الأمريكية الحديثة.
بحسب ما نقلته شبكة "أكسيوس"، فقد بدأت العديد من الشخصيات الديمقراطية الاستعداد لخوض المعركة، حتى قبل أن تبدأ انتخابات التجديد النصفي المقبلة.
وتشير التحركات إلى أن المشهد مقبل على سباق محتدم ومبكر، حيث بدأ بعض المرشحين المحتملين بجمع التبرعات بملايين الدولارات، وتشكيل فرق حملات انتخابية عالية المستوى، وصياغة خطابات سياسية تحاكي جمهور الناخبين، فضلًا عن الترويج الإعلامي عبر جلسات تصوير احترافية، ونشاط واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
تحركات ميدانية وزيارات أولية
زار ما لا يقل عن 12 ديمقراطيًا – أو يخططون للزيارة – ولايات الانتخابات التمهيدية المبكرة مثل أيوا، نيوهامبشير، وكارولاينا الجنوبية هذا العام.
وتشمل هذه القائمة عددًا من حكام الولايات مثل آندي بشير (كنتاكي)، وغافين نيوسوم (كاليفورنيا)، وتيم والز (مينيسوتا)، ويس مور (ماريلاند)، وجاي بي بريتزكر (إلينوي).
كما يبرز بين الزوار عدد من أعضاء مجلس الشيوخ مثل مارك كيلي (أريزونا)، وآمي كلوبوشار (مينيسوتا)، وروبن جاليغو (أريزونا)، والسيناتور المخضرم برني ساندرز (فيرمونت).
إلى جانب هؤلاء، يظهر اهتمام واضح من شخصيات بارزة أخرى مثل النائب رو خانا (كاليفورنيا)، ووزير النقل السابق بيت بوتيجيج، وعمدة شيكاغو السابق رام إيمانويل.
وفي الوقت ذاته، هناك آخرون لم يزوروا الولايات التمهيدية حتى الآن، لكنهم يعملون على تعزيز حضورهم الوطني من خلال الإعلام والمنصات الرقمية، أبرزهم: جوش شابيرو (حاكم بنسلفانيا)، وغريتشين ويتمير (ميشيغان)، وجاريد بوليس (كولورادو)، وفيل مورفي (نيوجيرسي)، إلى جانب كوري بوكر، وكريس مورفي، وإليسا سلوتكن، ورافاييل وورنوك، وألكساندريا أوكاسيو-كورتيز.
المال عنصر حاسم
ومع تزايد تكلفة الحملات الرئاسية، أصبح التمويل المبكر عنصرًا حاسمًا في تحديد فرص الترشح. وتُظهر البيانات حتى نهاية يونيو/حزيران أن العديد من المرشحين المحتملين راكموا مبالغ ضخمة يمكن تحويلها قانونيًا إلى حسابات حملاتهم الرئاسية مستقبلاً.
ويأتي السيناتور بيرني ساندرز في الصدارة من حيث السيولة النقدية المتاحة، حيث يحتفظ بـ20.1 مليون دولار في حسابه، رغم إعلانه المسبق عن عدم رغبته في خوض السباق مرة أخرى، خاصة أنه سيكون في السابعة والثمانين من عمره عام 2028.
أما السيناتور كوري بوكر، الذي يخوض انتخابات التجديد في 2026، فلديه 19.6 مليون دولار، وهو رقم كبير بالنسبة لولاية آمنة سياسيًا كولاية نيوجيرسي.
ويحتفظ النائب رو خانا بـ14.2 مليون دولار، في حين يملك كريس مورفي 10.2 مليون دولار، وتبلغ أموال أوكاسيو-كورتيز 9.8 مليون دولار، بينما يملك مارك كيلي 7.9 مليون دولار، ورافاييل وورنوك 4.2 مليون دولار، وآمي كلوبوشار 1.8 مليون دولار فقط.
أما المرشحون الأحدث مثل روبن جاليغو وإليسا سلوتكن، فلا تزال أرصدتهم دون المليون دولار، ما يعكس تحديًا إضافيًا في حال قرروا دخول السباق.
مؤشرات على نوايا ترشح مستقبلية
ويجمع بعض الحكام، مثل مور وشابيرو، الأموال استعدادًا لإعادة انتخابهم العام المقبل، إلا أن حجم ما تم جمعه حتى الآن غير معروف. فيما يبرز حاكم إلينوي، الملياردير جي بي بريتزكر، كلاعب محتمل يمكنه تمويل حملته ذاتيًا.
أما غافين نيوسوم وآندي بشير وغريتشين ويتمير، فجميعهم غير مؤهلين لولاية جديدة، وقد أسسوا منظمات خارجية لجمع التبرعات لا تخضع لقواعد الإفصاح المالي الصارمة، ما يمنحهم مرونة أكبر في التحضير خلف الكواليس.
الدروس من الجمهوريين
وتشير تجارب الجمهوريين، مثل دونالد ترامب ورون ديسانتيس في سباق 2024، إلى أهمية لجان العمل السياسي أو "السوبر باك" (Super PAC) في تمويل الحملات الرئاسية، حيث حول الأول أكثر من 50 مليون دولار، والثاني أكثر من 80 مليون دولار إلى لجان داعمة.
واستخدم الديمقراطيون بدورهم هذا النهج في انتخابات 2020، وإن بأرقام أكثر تواضعًا؛ فمثلًا، السيناتورة إليزابيث وارن حولت أكثر من 10 ملايين دولار من حملتها السابقة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjA4IA== جزيرة ام اند امز