240 صورة فوتوغرافية فنية، تعكس بورتريهات شخصية ستكون ضيفة جميلة على إمارة الشارقة، حيث يقدم عشرات من المصوريين أعمالهم
240 صورة فوتوغرافية فنية، تعكس بورتريهات شخصية ستكون ضيفة جميلة على إمارة الشارقة، حيث يقدم عشرات من المصورين أعمالهم التي تعرفنا إلى شخصيات ووجوه وحيوات وحكايات تحتبئ خلفها.
في 30 يوليو تطلق "مؤسسة الشارقة للفنون" الدورة الرابعة من المعرض الفوتوغرافي "الشارقة، وجهة نظر 4"، والذي يقدم "البورتريه الشخصي" كثيمة لهذه الدورة.
المعرض الذي يفتتح في منطقة المريجة في تمام الساعة 6:30 يوم، حلقة جديدة من هذا المشروع الفني السنوي، ويشارك فيها 80 مصورا من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي، بعدما تقدم للمشاركة أكثر من 100 مصور ربت أعمالهم على 360 صورة، ليقدم المعرض المنتظر ما يزيد عن 200 عمل تم اختيارها من قبل لجنة التحكيم، مستعرضاً بذلك تشكيلة بانوراميا لصور "البورتريه الشخصي" للمشاركين.
"العين" تحدثت إلى الشيخة نوار القاسمي مدير التطوير في مؤسسة الشارقة للفنون عن هذا المشروع الفني، ولفتت القاسمي إلى أن "الشارقة وجهة نظر، هو أحد البرامج المجتمعية التي أطلقتها المؤسسة لتمنح الفرصة للمصورين من محترفين وهواة لتبادل خبراتهم المختلفة في مجال التصوير، وأيضاً ليكون "وجهة نظر" بمثابة البوابة التي يعبر من خلالها الجمهور إلى مختلف مجالات الفن وأنواعه".
هذا المعرض من وإلى الجمهور بحسب القاسمي، "أي أن ثيماته تستنبط من المجتمع وتقدم إليه ليعيد اكتشافها بعين جديدة، فقد كنا نهدف من وجهة نظر في دورتيه الأولى والثانية أن يستفيد المصورون من مواضيع البيئة المحيطة بهم ليعيدوا استكشافها، ويقدمونها بشكل مختلف وجديد، لأن عين المصور الناجح هي التي تلتقط المميز فيما يراه الأغلبية معتادا"، وتضيف القاسمي "أما في الدورة الثالثة فبدأنا نرى أنه من الضرورة أن تصبح الثيمة الخاصة بالمعرض أكثر اختلافاً وتحدياً فكانت ثيمة "الطبيعة الصامتة" التي كانت بمثابة تحديا لكثير من المشاركين الذين واجه بعضهم صعوبة في تحقيق المغزى من وراء الثيمة كونها غير مألوفة بالنسبة للمجتمع عموماً وتحتاج إلى بحث وتقنيات محددة لتنجح في تنفيذها".
ثيمة الدورة الرابعة مختلفة، إذ تقول القاسمي إن "ثيمة "البورتريه الشخصي" هذا العام لتكون اختبارا لمدى إمكانية تطور خبرات المصورين من محترفين وهواة حيث يمزج بين الهواية والاحتراف، فأحد أهم أهدافنا هو أن يستفيد المصور الهاوي من خبرة المصور المحترف، وأن يتعرض المصور المحترف لعدد من الأفكار الجديدة والمختلفة التي يطرحها المصورون الهواة ليساعدهم ذلك في تحفيز مخيلتهم. فـ"وجهة نظر" يعمل كمنصة تجمع المصورين من مختلف الجنسيات والأعمار ويتيح لهم الفرصة لبناء علاقات صداقة في مجال تخصصهم مما قد ينتج عنه في المستقبل مشاريع فنية مشتركة. كما يعد المعرض فرصة للتعرف إلى شرائح المصورين المختلفة بدءً من الهواة ووصلاً إلى المحترفين".
وبسؤال القاسمي عن دور المعرض في تقليل الهوة بين المجتمع ونظرته للفن كهدف رئيسي تجيب: "كما ذكرت المعرض أحد مبادرات مؤسسة الشارقة للفنون المجتمعية التي تهدف لإشراك المجتمع في الفن، وعن اختيار التصوير الفوتوغرافي ليكون صيغة أحد هذه المبادرات، فنحن نرى أن الاختيار كان نابعا من اختيار الجمهور بحد ذاته. يمكن للجميع أن يلاحظ كيف أصبح التصوير أحد أهم الأشياء التي يمارسها الجمهور بشكل يومي إما من خلال كاميرات التصوير الاحترافية التي يمتلكها نسبة كبيرة من المجتمع أو حتى باستخدام الهواتف الذكية بكاميراتها عالية الدقة، ونشر تلك الصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي. فأردنا أن نستغل هذا الاهتمام وتحويله إلى حدث منظم له قوانينه ومفاهيمه، أي أننا أردنا أن نحقق أكبر فائدة ممكنة بتحويل هذا الاهتمام إلى هواية ومن ثم إلى تخصص أو احتراف، ليعود بالنفع على المجتمع. فنحن نؤمن باستثمار المواهب وتطويرها حتى لا تتآكل دون فائدة حقيقية على صاحبها أو المجتمع. ولا يتوقف الأمر عند مبادراتنا المجتمعية فقط بل نهتم كذلك بصقل المواهب المختلفة من خلال برامجنا التعليمية المخصصة للأطفال والكبار وذوي الاحتياجات الخاصة، والتي تتضمن ورش عمل في مختلف مجالات الفن وجولات فنية في معارضنا.. بالإضافة إلى الجلسات الحوارية مع المتخصصين، والدورات التدريبية".
ويعد "البورتريه" أو فن الصورة الشخصية أحد أكثر الثيمات الفنية تعقيداً، لما يعكسه من دلالات نفسية وفنية، حيث تنقل صفات حقيقية للشخص الذي يتم تصويره، أو مشاعر المصور اتجاهه، ورؤيته الخاصة له، وما يزيد الأمر تعقيداً أن تصبح أنت المُصَوِر والمُصَوَر في آن واحد، لتقدم نفسك بنفسك في عمل يحمل زواياك المتعددة كما تراها أنت وتسمح للجمهور أن يستكشفها، وهو ما تطلبه ثيمة البورتريه الشخصي لـ "الشارقة، وجهة نظر 4" في هذا الإطار وعن كواليس أختبار الأعمال والتحكيم تقول القاسمي: "يتم تقييم الأعمال من قبل لجنة متخصصة، ويتم التقييم حسب عدة عناصر وهي التزام المصورين بشروط المسابقة من حيث جودة الصور ووضوحها والحجم المطلوب وبالطبع الثيمة المطلوبة، بالإضافة إلى أحد أهم العناصر بالنسبة لنا وهي الإبداع والابتكار وأن تمتلك الصور مفهوم مميز يشرح فكرتها.
"الشارقة وجهة نظر" تطور كثيراً على مدار أربع سنوات، فليس كم المشاركات فقط هو ما يهمنا ولكن نوعيتها كذلك. ومن السهل ملاحظة تطور نوعية الصور واهتمام المصورين بتقديم مفاهيم ذات قيمة فنية. وعلى الرغم من أن ثيمة المعرض لهذا العام وهي "البورتريه الشخصي" تعد من الثيمات الدقيقة نسبياً، إلا أن المشاركات جاءت على مستوى عالٍ من الاحترافية. ونوّه إلى ورش عمل للأطفال والكبار وذوي الاحتياجات الخاصة التي ستصاحب المعرض المتظر، بالإضافة إلى الجلسات الحوارية مع المتخصصين، والعديد من الفعاليات الأخرى التي ستكون متاحة عبر موقعنا الإلكتروني".
هذا وتستقطب مؤسسة الشارقة للفنون طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة والإمارات العربية المتحدة والمنطقة. فمنذ عام 2009 تشكّلت المؤسسة على تاريخ التعاون والتبادل الثقافي الذي تزامن مع بينالي الشارقة منذ انطلاقته عام 1993. وتسعى مؤسسة الشارقة للفنون من خلال العمل مع شركاء محليين ودوليين إلى خلق فرص للفنانين وتفعيل الإنتاج الفني، من خلال المبادرات والبرامج الأساسية للمؤسسة التي تشمل بينالي الشارقة، لقاء مارس، برنامج الفنان المقيم، برنامج الإنتاج، المعارض، البحوث، الإصدارات، بالإضافة إلى مجموعة المقتنيات المتنامية. كما تركّز البرامج العامة والتعليمية للمؤسسة، على ترسيخ الدّور الأساسي الذي تلعبه الفنون في حياة المجتمع، وذلك من خلال تعزيز التعليم العام والنهج التفاعلي للفن.