الناشرون المصريون: معرض الشارقة الأفضل تنظيمًا في العالم العربي
يختتم معرض "الشارقة الدولي للكتاب" الرابع والثلاثون فاعلياته اليوم، بعد أن قدم على مدى عشرة أيام أكثر من أربعمئة فاعلية متنوعة.
يختتم معرض "الشارقة الدولي للكتاب" الرابع والثلاثون فاعلياته اليوم، بعد أن قدم على مدى عشرة أيام أكثر من أربعمئة فاعلية متنوعة، ومشاركة غير مسبوقة من الناشرين العرب والأجانب الذين تقاطروا من جميع أنحاء العالم على الإمارة الأنيقة للمشاركة في العرس الكبير، عرس الكتاب العربي، والاحتفاء بقيمته.
حدث سنوي بارز صار من أهم المعارض العالمية بلا جدال.. الأجواء التحضيرية والتنظيم العالي الذي أشاد به الجميع، حضورًا وضيوفًا، أخرج بلا شك دورة مميزة ومختلفة، فكل شيء يجري على قدم وساق، الحدث كبير والضيوف كثر من جميع أنحاء العالم، والفاعليات تغطي مساحة عريضة وواسعة من الموضوعات والقضايا التي تمس الكتاب والنشر والأدب.
دور النشر المصرية، ومنذ انطلاق الدورة الأولى للمعرض قبل 34 عاما، شديدة الحرص على المشاركة في المعرض، والمساهمة في فاعلياته وعرض أحدث وأهم إصداراتها من الكتب في مختلف المجالات، وتبادل الخبرات وتوسيع دائرة التعاون بين هذه الدور ونظيراتها في الإمارات والدول العربية، إذ يحتل معرض "الشارقة الدولي للكتاب" مكانة خاصة في نفوس أصحاب دور النشر المصرية، ويأتي على رأس المعارض العربية التي يحرصون على المشاركة فيها والوجود من خلالها.
منذ بدء الافتتاح في الرابع من نوفمبر وحالة من التفاؤل والاستبشار ظهرت بوضوح في كلمات بعض ممثلي دور النشر المصرية المشاركة في الدورة الحالية لهذا العام، فمنذ استهل معرض "الشارقة الدولي للكتاب" دورته الأولى، بدا حرص أكبر عدد من دور النشر المصرية على المشاركة والحضور، إذ "يعتبر معرض الشارقة للكتاب من أهم المعارض في المنطقة العربية، بل تعدى وطننا العربي، وأصبح من المعارض ذات السمعة والشهرة الدولية ضمن خريطة المعارض العربية والدولية، كما يعد من أكبر المعارض احترافية في الشكل والمضمون"، هكذا أكد أحمد رشاد، نائب رئيس مجلس إدارة "الدار المصرية اللبنانية" و"الدار العربية للكتاب".
كما أكد معظم الناشرين المصريين أن اهتمام المعرض بترسيخ آليات النشر الحديثة والتعامل باحترافية ومهنية عالية في هذا المجال، أحد العوامل الجاذبة للمشاركة في المعرض، وتميزه في ذاته عن غيره من المعارض الأخرى. ويقول نائب رئيس المصرية اللبنانية أحمد رشاد إن "معرض الشارقة للكتاب منذ بداياته أحدث نقلة نوعية كبيرة في الشكل"، راصدًا بعين الخبير أبرز مظاهر هذا التميز الشكلي التي لخّصها في "الإعداد والتنظيم الجيد للأجنحة من خلال شركات متخصصة في الديكور، وإعلام وإعلان كبيرين في كل الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية، والزيادة المطردة سنويًّا في عدد زوار المعرض، وتزينهم الطوابير الطويلة المنتظمة لطلاب المدارس، وأخيرا خدمات وإمكانات كبيرة مقدّمة للعارضين والزائرين؛ مما يسهّل وجودهم اليومي من العاشرة صباحًا حتى العاشرة مساء، فضلا عن البشاشة ورحابة الصدر لدى فريق محترف في خدمة العارضين والزائرين".
شريف بكر، صاحب ومدير "دار العربي للنشر والتوزيع"، قال في تصريحات خاصة لـ"بوابة العين" إن مشاركته في معرض الشارقة تأتي دائما من منطلق القيمة والأهمية التي يمثلها له المعرض، على المستوى الشخصي، ومن المكانة التي بات المعرض يحتلها ضمن أجندة المعارض العربية والدولية المخصصة للكتاب. بكر أكد أن دورة العام الحالي مختلفة في وجوه كثيرة عن الدورات السابقة، تنظيميا أو على مستوى دور النشر المشاركة. "التنظيم مبهر يليق بأرقى معارض العالم، الجديد هو تلك اللمسات المبهرة التي تخللتها أيام المعرض، من المدهش أن تفاجأ وأنت في الجناح المخصص لعرض إصداراتك بأن تجد فرقًا للموسيقى تتجول في أروقة المعرض وبين الأجنحة تبعث روحًا من المرح والتفاؤل... هذا أمر جميل"، هذا بعض ما رصده صاحب "دار العربي" هذا العام.
دار نشر "سما"، تأتي مشاركتها الثانية هذا العام في معرض الشارقة الدولي للكتاب مختلفة، إذ تعرض الدار لأحدث إصداراتها من الكتب والدراسات خصوصا في مجال الإسلام السياسي التي غلبت على عناوينها، مديرها المهندس علي عبد المنعم أوضح أن الدار تعرض ما يقرب من 165 عنوانًا في جناحها في المعرض، متفقًا مع أقرانه من الناشرين المصريين على روعة التنظيم وانضباطه، إذ يقول: "التنظيم بصفة عامة هو الأفضل على مستوى الوطن العربي"، لكنه في الوقت ذاته ورغم التنظيم الممتاز فإنه لاحظ أن الإقبال لم يكن بحجم الدورة السابقة، "العام الماضي بالنسبة إلينا كان أفضل من حيث الإقبال".
أما محمد هاشم، صاحب دار "ميريت"، فأبدى هذا بوضوح عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، إذ كتب يقول "إلى الشارقة الهادئة ومعرضها العريق الذي لم يُمنع لنا فيه كتاب رغم الوشايات الرخيصة، بأحدث إصداراتنا لعام 2015 في انتظار أصدقائنا في سراي 2 جناح 19D".
من أبرز الأمور التي شهدها المعرض بالنسبة إلى الناشرين المصريين، توقيع دار المعارف المصرية، ويمثلها رئيس مجلس إدارتها سعيد عبده، عقد اتفاق مع إحدى المؤسسات الصينية المتخصصة في النشر والتسويق الإلكتروني لرقمنة كل إصدارات دار المعارف المصرية، أعرق دور النشر المصرية والعربية، وهو مشروع ضخم احتفى به اتحاد الناشرين المصريين وحرص على إبرازه والتنويه عنه. وقال سعيد عبده إن دار المعارف بموجب هذا الاتفاق ستتمكن من تحويل كل إنتاجها (يصل إلى نحو 20 ألف عنوان) إلى كتب إلكترونية تُعرض وتُباع على موقع "ذاتس بوك" العالمي.
رئيس مؤسسة دار المعارف قال في تصريحات خاصة لـ"العين" إن مشاركته هذا العام في معرض الشارقة تمثل أهمية خاصة لدار المعارف التي تحظى بكامل الاحترام والتوقير في الدوائر الثقافية الإماراتية، خصوصا الشارقة، مضيفا أنه على هامش المعرض قد عقد عدة لقاءات مع مسؤولين بارزين في دوائر الثقافة والإعلام بالشارقة لمناقشة بعض المبادرات وتفعيل أخرى لتنشيط حركة التبادل الثقافي في مجال النشر بين الجانبين، وأعلن أيضا عن اتفاقات أخرى سيتم بموجبها تدشين مشروع ضخم لحصر تراث دار المعارف وإعادة إحيائه من جديد.
وعبّر عبده عن امتنانه بالترحيب والاستقبال الحافل الذي قوبل به هو وممثلو دور النشر المصرية بقوله "وجودنا في الشارقة وعلى أرض الإمارات يعني لنا الكثير، في كل دورة لمعرض الشارقة تكون النجاحات كبيرة والاتفاقات مثمرة والتطورات التي يشهدها مجال النشر في إطار لقاءات المعارض وعلى هامش الفاعليات سريعة ومتلاحقة".
كان من الأحداث اللافتة في المعرض، وفي إطار المشاركة المصرية الأبرز في المعارض العربية، إعلان فوز دار "البلسم المصرية للنشر والتوزيع" بجائزة كتاب العام لليافعين، للفئة العمرية من 13 إلى 18 عاما، عن كتاب "الخروج من الفقاعة" لمؤلفه الدكتور إبراهيم شلبي. وقد تسلمت السيدة بلسم صلاح الدين، صاحبة ومديرة الدار، وعضو اتحاد الناشرين المصريين، الجائزة من الشيخ سلطان القاسمي، حاكم الشارقة.
أيضا، وعلى هامش المعرض، وقبل افتتاحه بأيام قلائل، عُقد مؤتمر ضخم للناشرين العرب، وقام الشيخ سلطان القاسمي بتكريم المهندس إبراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة دار الشروق المصرية، بصفته من رواد النشر فى العالم العربي.