روسيا تقصف أهدافا لـ"داعش" في سوريا بصواريخ أطلقت من غواصة للمرة الأولى
وقوات الأسد المدعومة إيرانيا تتقدم من طريق رئيسي جنوبي حلب
أعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أن بلاده ضربت أهدافا لتنظيم داعش في سوريا بصواريخ أطلقت من غواصة في البحر المتوسط لأول مرة
أعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، اليوم الثلاثاء، أن قوات بلاده ضربت للمرة الأولى أهدافًا لتنظيم داعش في سوريا بصواريخ أطلقت من غواصة في البحر المتوسط، فيما تقدمت القوات الحكومية السورية مدعومة بقوات إيرانية مقتربة من طريق سريع رئيسي تسيطر عليه المعارضة المسلحة إلى الجنوب من حلب، اليوم الثلاثاء، محققة مزيدًا من التوغل في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة بمساندة ضربات جوية روسية مكثفة.
وقال شويجو للرئيس فلاديمير بوتين -في اجتماع مذاع تلفزيونيا-: إن "الأهداف كانت موقعين إرهابيين كبيرين في أراضي الرقة"، وأضاف أن الصواريخ أطلقت من الغواصة روستوف أون دون.
وأضاف "يمكننا القول بيقين كامل إن أضرارًا فادحة أصابت مخازن السلاح ومصنعًا لتجهيز الألغام وبالطبع البنية التحتية للنفط".
وأضاف شويجو أن روسيا أبلغت إسرائيل والولايات المتحدة مقدمًا بعزمها إطلاق صواريخ من غواصة.
وقال إنه خلال الأيام الثلاثة الماضية نفذت القوات الجوية الروسية ما يزيد على 300 طلعة فوق سوريا وضربت أكثر من 600 هدف من أنواع مختلفة، مضيفًا أن القاذفات الروسية التي تطير فوق سوريا تصاحبها مقاتلات كما أمر بوتين.
وفي الاجتماع ذاته، قال بوتين لشويجو: إن روسيا يجب ألا تفتح مسجل بيانات الرحلة في الطائرة الروسية التي أسقطتها تركيا في الآونة الأخيرة قرب الحدود السورية التركية إلا في حضور خبراء دوليين "حتى يتسنى توثيق كل شيء".
من جانبها، تقدمت القوات الحكومية السورية مدعومة بقوات إيرانية مقتربة من طريق سريع رئيسي تسيطر عليه المعارضة المسلحة إلى الجنوب من حلب، اليوم الثلاثاء، محققة مزيدًا من التوغل في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة بمساندة ضربات جوية روسية مكثفة.
وبعد السيطرة على سلسلة من القرى منها زيتان وحميرة وقلعجية، قال الجيش السوري إنه تقدم إلى مشارف الزربة وطوق بلدة خان تومان، وهو الأمر الذي يقول مقاتلو المعارضة إنه جعلهم أقل عدة وعتادًا في مواجهة الهجمات من الجو والبر.
وتسعى القوات الحكومية على ما يبدو إلى قطع الطريق السريع الرئيسي بين حلب ودمشق الذي يستخدمه مسلحو المعارضة لنقل الإمدادات من محافظة إدلب الخاضعة لسيطرتهم إلى الشمال.
وبعد مرور شهرين على بدء الضربات الجوية الروسية بالتزامن مع حملة برية ينفذها الجيش السوري مدعومًا بمقاتلين إيرانيين ومن حزب الله اللبناني أصبح موقف الرئيس بشار الأسد قويًّا في معقله بغرب البلاد، وحققت القوات السورية مكاسب في محافظة اللاذقية قرب حدود تركيا، وفي جنوب حلب وإن كانت لم تُرجح كفة الحرب لصالح الأسد بصورة حاسمة.
لكن استعادة خان تومان والاحتفاظ بالطريق السريع سيمثلان أكبر إنجاز في الحملة بجنوب حلب؛ حيث سيطر الجيش ووحدات دعم من الحرس الثوري الإيراني ومقاتلو حزب الله اللبناني وعناصر فصائل عراقية مسلحة بالفعل على أجزاء كبيرة من الأراضي.
وكان في خان تومان مخزن ذخيرة كبير للجيش قبل أن يستولي عليها مقاتلو المعارضة عام 2013، وستسمح استعادتها للقوات الحكومية بقطع الخطوط التي تربط بين معاقل المعارضة في حلب وإدلب.
وقال مقاتلو المعارضة: إن الضغط العسكري عليهم تكثف في المنطقة، واعترفوا بأن خان تومان الواقعة على بعد عشرة كيلومترات جنوب غربي مدينة حلب قد تسقط في أيدي القوات الحكومية مجددا.
وتستهدف حملة القوات الحكومية في حلب منطقة كبيرة إلى الجنوب من المدينة قرب الطريق السريع المؤدي إلى العاصمة دمشق في الجنوب، وسيؤدي استمرار التقدم في نهاية المطاف لوصول الجيش وحلفائه إلى بلدتين محاصرتين تسكنهما أغلبية شيعية إلى الغرب هما كفريا والفوعة.
وقال يوسف العيسى -القائد الميداني بجماعة أحرار الشام، وهي واحدة من عدة جماعات معارضة تقاتل بالمنطقة: "قمنا بعمل متاريس وخنادق وعززنا التحصينات لمنع أي تقدم جديد في هذا المحور، ونحاول أن نشتت قواهم لكن القصف الروسي لا يتوقف ويعيق تقدمنا".
وتسعى القوات الحكومية أيضا إلى استعادة محطة كهرباء الزربة الخاضعة لسيطرة المعارضة بالمنطقة، التي كانت ذات يوم تغذي أجزاء من مدينة حلب.
ويقول مسؤولون إن استيلاء مقاتلي المعارضة عليها تسبب في تفاقم نقص الكهرباء بالمدينة التي كان يسكنها أكثر من ثلاثة ملايين نسمة، وكانت العاصمة التجارية لسوريا قبل الحرب.
وفي الشهر الماضي استعاد الجيش والمقاتلون المتحالفون معه مدعومًا بالضربات الجوية الروسية بلدة الحضر وتلة العيس؛ وهي خطوة ضمنت السيطرة على معظم ريف حلب الجنوبي، لكن تعزيزات لمقاتلي المعارضة وأغلبهم من الإسلاميين المتشددين بما في ذلك جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة أبطأت تحقيق الحكومة المزيد من المكاسب فيما بعد.
وفي وقت سابق اليوم، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الثلاثاء: إن البلدان المشاركة في عملية السلام السورية من المتوقع أن تجتمع في نيويورك يوم 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري، لكنه أوضح أن المحادثات قد تتوقف على جهود توحيد جماعات المعارضة السورية في الأيام المقبلة.
ووافقت روسيا والولايات المتحدة وبلدان أوروبية وشرق أوسطية في الشهر الماضي على إطار زمني لمدة عامين يفضي إلى انتخابات عامة في سوريا، لكنها تركت كثيرًا من القضايا دون حل وأبرزها مصير الرئيس السوري بشار الأسد.
وأعدت الدول المشاركة في المحادثات ومنها السعودية وإيران وتركيا خطة تشمل محادثات رسمية بين الحكومة السورية والمعارضة اعتبارًا من أول يناير/كانون الثاني المقبل، ولإنجاز الإطار الزمني تستضيف السعودية مؤتمرًا هذا الأسبوع في مسعى لتوحيد جماعات المعارضة السورية المنقسمة التي تحاول الوصول لأرضية مشتركة تمكنها من التفاوض مع الحكومة السورية.
aXA6IDMuMTQ5LjI1My43MyA= جزيرة ام اند امز