فتح الله كولن.. حليف أردوغان الذي أصبح عدوه اللدود
محمد فتح الله كولن.. حليف أردوغان السابق الذي دعمه في سلم السلطة، ولكن انقلب الحال ليصبحا غريمين لدودين.. فمن هو كولن؟
من الذي حاول الانقلاب على شرعية رجب طيب أردوغان؟".. سؤال إجابته كانت بسيطة بالنسبة للرئيس التركي.. بالطبع من ارتكب هذا "العمل الخائن" -حسب وصفه- هي "مجموعة تابعة لفتح الله كولن".. لكن من هذا الرجل الذي يتهمه أردوغان بهذه التهمة الخطيرة؟
محمد فتح الله كولن.. رجل دين سبعيني كان منذ ثلاث سنوات فقط حليفًا مقربًا لأردوغان ودعمه أثناء صعوده على سلم السلطة، ولكن انقلب الحال ليصبحا غريمين لدودين بعد اتهام الرئيس التركي وحزبه الحاكم "العدالة والتنمية"، كولن بالتخطيط لاتهامات الفساد المدمرة التي استهدفت وزراء بارزين إلى جانب بلال نجل أردوغان في 2013.
بعد قضية الفساد، شنت الحكومة عملية تطهير واسعة النطاق لإزالة المشتبه في ولائهم لكولن من الجيش والشرطة والقضاء، واستولى أوصياء الحكومة على الوسائل الإعلامية المصنفة بأن لها علاقات بكولن، وفقًا لصحيفة "التلجراف" البريطانية.
كولن بدأ حياته المهنية كإمام في مدينة إزمير في ستينيات القرن الماضي، مفضلًا التفسير المعتدل للإسلام، وداعيًا للحوار بين الأديان والتعليم والديمقراطية، حسب وصف الصحيفة.
على الرغم من أنه لا يمتلك شهرة واسعة خارج تركيا، إلا أن حركة كولن قامت ببناء شبكة مؤثرة من المدارس ومراكز الأبحاث وسائل الإعلام من مختلف أنحاء العالم.
جاء ذكر "كولن" خفيًّا في المؤتمر الصحفي الذي عقده أردوغان عندما قال "أنا الآن أوجه خطابي إلى كل جنرالات الجيش بأنني متأكد أنكم مع هذا الشعب، ولكن بينكم من تعتقدون أنهم وطنيون وشرفاء وهم ليسوا كذلك، بل هم خائنون يتلقون تعليماتهم من بنسلفانيا"، في إشارة إلى كولن الذي يعيش في منفى اختياري في الولاية الأمريكية منذ 1999.
إلا أن كولن قد نفى أنه لعب دورًا في محاولة الانقلاب، قائلًا في بيان "أدين بأشد العبارات محاولة الانقلاب العسكري في تركيا، بوصفي شخصًا عانى في ظل انقلابات عسكرية عديدة خلال العقود الخمسة الماضية، فإن من المهين على نحو خاص اتهامي بأن لي أي صلة بمثل هذه المحاولة، وأنفي بشكل قطعي مثل هذه الاتهامات."
كان أردوغان قد صنّف رسميًّا الحركة الدينية التي أسسها كولن كمنظمة إرهابية، وقال في مايو/أيار الماضي، إنه سيتعقب أعضاءها الذين يتهمهم بمحاولة قلب نظام الحكم.