لا موقف رسمي جزائري بشأن محاولة الانقلاب في تركيا
مدير ديوان بوتفليقة يدعو الجزائريين لأخذ العبرة
غياب موقف جزائري معلن من الانقلاب الفاشل في تركيا، لكن مدير ديوان الرئاسة استغل هذا الحادث في توجيه رسائل للجزائريين
التزمت الجزائر الصمت إزاء محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في تركيا، فلم يظهر لها موقف رسمي رغم أن الحدث شغل كثيرًا من الأحزاب السياسية خاصة الإسلامية منها.
وجاء رد الفعل الجزائري الوحيد من قبل الشخصيات الفاعلة في الحكم على لسان مدير ديوان الرئاسة، الذي دعا الجزائريين إلى الاعتبار مما حصل في تركيا.
مرَّت 72 ساعة على الانقلاب الفاشل في تركيا، ولم تدل الجزائر على غير عادتها بموقفها الرسمي مما جرى، على الرغم من أنها تبدي في العادة رفضًا قاطعًا لكل أشكال الانقلابات وتحرص على إدانتها خاصة في القارة الإفريقية، كما فعلت بعد انقلاب بوركينافاسو قبل نحو سنة.
وحمل بيان وزارة الخارجية في الساعات الأولى التي تلت محاولة الانقلاب، معلومات فقط حول وضعية الرعايا الجزائريين في تركيا، مؤكدة أن هذه الأحداث لم تسجل وقوع ضحايا في صفوفهم.
وحاولت بوابة "العين" الإخبارية الاستفسار من بن علي الشريف مسؤول الاتصال بالخارجية الجزائرية فلم يشأ الرد، إلا أن مصادر دبلوماسية أكدت أن مقارنة الانقلاب في تركيا بما حدث في بوركينافاسو مختلف، كون الجزائر ملزمة بإدانة كل الانقلابات في إفريقيا بموجب مواثيق الاتحاد الإفريقي، إلى جانب أن الانقلاب في تركيا كان فاشلًا ولم يتم.
وتعرف العلاقات الجزائرية التركية ازدهارًا على المستوى الاقتصادي في السنوات الأخيرة.
بالمقابل، جاء خطاب أحمد أويحيى مدير ديوان الرئاسة في الجزائر، أمس بمناسبة تجمع لطلبة حزبه، مليئًا بالرسائل السياسية المستلهمة من محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا.
وقال أويحيى المعروف بقربه من الرئيس بوتفليقة: "الشعب وقف وخرج للشارع لمساندة أردوغان ولهذا يجب تعبئة الشعب لأنه أكبر حماية للاستقرار سواء توفرت الأموال أم نقصت ويستطيع التغلب حتى على الحلف الأطلسي".
وبدا الرجل الأول في ثاني أكبر حزب بالجزائر، وكأنه يخاطب جهات لم يسمها حينما قال: "الدولة الجزائرية سخرت كل الأشياء اللازمة من دبابات وجيش لحماية الاستقرار، لكن الشعب هو وحده القادر على حماية الاستقرار لذا وجب تعبئة هذه الطاقات الشبابية والطلبة لتوعية الشعب".
ويأتي خطاب أويحيى في وقت يتحدث فيه سياسيون وعسكريون سابقون عن طموحات رئاسية لقائد أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، مما جعل بعض القراءات تذهب لإمكانية أن يكون المقصود بكلام أويحيى هو قائد الجيش نفسه.
وتستبعد أوساط سياسية جزائرية حدوث انقلاب في الجزائر على الطريقة التركية، إلا أن ثمة إجماع خاصة لدى المعارضة بوجود دور محوري للمؤسسة العسكرية في اختيار الرئيس القادم للبلاد، خلفًا للرئيس بوتفليقة الذي تنتهي ولايته في 2019 ويعاني من متاعب صحية جمة.
وعلى عكس الموقف الرسمي ومواقف أحزاب الموالاة التي تحفظت عن الخوض فيما جرى بتركيا، استنكرت الأحزاب ذات الخلفية الإسلامية بشدة محاولة الانقلاب على رجب طيب أردوغان.
وجاءت بيانات حركة مجتمع السلم والنهضة والعدالة والتنمية وجبهة التغيير، كلها منددة بما اعتبرتها "محاولة انقلاب عسكرية فاشلة على النظام الشرعي التركي، والتي جاءت تعبيرًا عن الإخفاق البائس لهذه الجهات عبر الانتخابات الحرة والنزيهة، ومحاولة لإعادة البلد إلى عهد ولى ولن يعود".
aXA6IDE4LjIyNy4wLjI1NSA= جزيرة ام اند امز