الإمارات تعلن عن الخطوط العريضة لزيارة محمد بن زايد إلى الصين
تبدأ يوم 13 ديسمبر الجاري وتستمر 3 أيام
الزيارة ستتضمن سلسلة من اللقاءات للشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع كبار المسؤولين في الحكومة الصينية
أعلن الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام في دولة الإمارات، أن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية إلى الصين تهدف إلى تعزيز أواصر العلاقات الاستراتيجية الممتدة بين البلدين.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي أطلع خلاله الجابر وتشانغ هوا سفير الصين لدى دولة الإمارات وسائلَ الإعلام الإماراتية والصينية والعالمية على الخطوط العريضة للزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الصين، خلال الفترة من 13 - 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وقال الجابر إن "الزيارة ستتضمن سلسلة من اللقاءات للشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع كبار المسؤولين في الحكومة الصينية".
وأضاف أن "العلاقات بين الإمارات والصين مبنية على عقود من التواصل الثقافي والحضاري والتبادل التجاري بين البلدين، وقد تم تعزيز هذه العلاقات عندما قام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بإرسال خطاب إلى نظيره الصيني بشأن قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971 ".
وتابع الجابر أن "دولة الإمارات تعتبر علاقاتها مع الصين استراتيجية قوامها أسس من الاحترام والثقة المتبادلة، حيث انطلقت ببدء مرحلة جديدة للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين وذلك عام 1984".
وأضاف أنه "في ظل التغيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والبيئية التي يشهدها العالم حاليا، يجمع البلدين هدف مشترك يتمثل في تحقيق التنمية المستدامة والنمو والازدهار والاستقرار لشعبيهما".
وقال الجابر: "نتطلع إلى توسيع نطاق العلاقات الاقتصادية مع الصين، لا سيما وأن دولة الإمارات شريك مؤسس في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وأيضا في إطار استراتيجية "حزام واحد طريق واحد" الصينية" .
وأوضح أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد داعما قويا لهذه الاستراتيجية التي يتبناها الرئيس الصيني شي جين بينغ والتي تسهم في تحفيز مبادرات التنمية والرفاهية الاقتصادية على امتداد دول يوروآسيا والشرق الأوسط.
وقال "إننا نثق بقدرة دولة الإمارات على الاضطلاع بدور محوري كبوابة للصين إلى المنطقة، وستفتح شراكتنا المجال لتوفير فرص في مجال الاستثمار المشترك بقطاعات استراتيجية أساسية".
من جانبه، قال تشانغ هوا سفير جمهورية الصين الشعبية، إن "زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لجمهورية الصين على رأس وفد رفيع المستوى هي الزيارة الرسمية الثالثة لسموه بعد الزيارتين الأولى والثانية خلال عامي 2009 و2012".
وأضاف أن "هذه الزيارة تأتي في مرحلة حاسمة يمر بها البلدان على صعيد جهودهما المشتركة للتصدي للتحديات كافة وتحقيق تطور مستمر للعلاقات الثنائية وجنى ثمار أكثر في عملية بناء " الحزام والطريق ".
وأوضح أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان سيبحث مع القيادة الصينية سبل تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين في المجالات كافة بما يفتح آفاقا جديدة للعلاقات الثنائية".
وعبر عن ثقته بأن الزيارة المرتقبة للشيخ محمد بن زايد ستسهم في مواصلة تعزيز التنسيق بين الاستراتيجيات التنموية في البلدين وإحراز نتائج مثمرة جديدة للتعاون المشترك بينهما.
وأعرب تشانغ هوا عن "سعادته بعقد الإحاطة الإعلامية مع معالي الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر، وثمّن جهود معاليه لتطوير العلاقات الصينية الإماراتية والدفع بالتعاون العملي بين البلدين قدما.
وقال "إنه على مدى الـ31 سنة التي مضت على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والإمارات تشهد العلاقات الثنائية تطورا موفقا وصحيا ومستمرا".
وأشار إلى أنه خلال عامي 1989 و1990 جرت زيارات متبادلة بين الرئيس الصيني الأسبق يانغ شانغكون ومؤسس دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- مما دشن عهدا جديدا للعلاقات الصينية الإماراتية بعدها تكثفت الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين البلدين، حيث زار الصين أكثر من مرة كل من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وأضاف السفير الصيني أنه خلال عام 2012 قام رئيس الوزراء الصيني ون جياباو بزيارة ناجحة للإمارات أعلن خلالها مع قيادة الدولة إقامة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين مما جعل الإمارات أول دولة عربية خليجية تقيم شراكة استراتيجية مع الصين.
وأشار إلى أنه على الصعيد السياسي تتعزز الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين الجانبين باستمرار وظلت تربط بينهما علاقات الدعم المتبادل والتعاون الوثيق إذ تنظر الصين دائما إلى الإمارات كشريك التعاون الاستراتيجي الرئيسي لها في منطقة الشرق الأوسط والخليج.
وقال إنه على الصعيد الاقتصادي والتجاري هناك زخم قوي للتعاون بين البلدين، ففي عام 2014 سجل حجم التبادل التجاري بين الجانبين رقما قياسيا جديدا إذ بلغ 54 مليارا و800 مليون دولار أمريكي.
وأشار السفير الصيني إلى أن التعاون العملي بين الجانبين أحرز نتائج مثمرة في مجالات الطاقة والمالية والاستثمار والطيران والسياحة والمشاريع وغيرها، وظلت الإمارات على مدى السنوات المتتالية ثاني أكبر شريك تجاري للصين وأكبر سوق للصادرات الصينية في منطقة غربي آسيا وشمالي إفريقيا.
وأضاف أنه خلال شهر أبريل الماضي أصبحت الإمارات رسميا عضوا مؤسسا في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، مشيرا إلى أن انضمام الإمارات إلى البنك ومشاركتها الفعالة في مبادرة الصين لبناء "الحزام والطريق"، أمر يعبر عن الرؤية الثاقبة للقيادة الإماراتية ودعمها القوي لقضايا التنمية ونتيجة للشراكة الاستراتيجية الوثيقة التي تربط البلدين.
ولفت إلى حركة التبادل المكثفة بين مواطني البلدين والتواصل والتعاون الأكثر نشاطا في مجالات الإنسان والثقافة والسياحة والتعليم والصحة والتبادل الأهلي وغيرها مما يثري مقومات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وأعرب تشانغ هوا عن ثقته بأن الزيارة المرتقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للصين ستشكل معْلما جديدا في مسيرة العلاقات الصينية الإماراتية، متمنيا النجاح لها.
وقال إن "الجانب الصيني سيبذل جهودا مشتركة مع الجانب الإماراتي لتنفيذ التوافق الجديد الذي سيتم التوصل إليه بين القيادتين حول العلاقات الثنائية بما يحرز تقدما جديدا للتعاون العملي بين البلدين ويخدم مصالح البلدين والشعبين بصورة أفضل".
يذكر أن التبادل التجاري بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية شهد نموا كبيرا، فعندما أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1984 كانت قيمة التبادل التجاري بينهما 231.21 مليون درهم (63 مليون دولار أمريكي).
وتشير أحدث الإحصاءات إلى أن قيمة التبادل التجاري وصلت حاليا إلى ما قيمته 201.28 مليار درهم إماراتي (54.8 مليار دولار أمريكي)، كما تعد دولة الإمارات أكبر سوق للمنتجات الصينية في منطقة الشرق الأوسط، حيث بلغ عدد الشركات الصينية المسجلة في الدولة (4200 شركة).
ويرافق ولي عهد أبوظبي في زيارته الرسمية إلى جمهورية الصين الشعبية وفدٌ وزاري رفيع المستوى وعدد من المسؤولين في الإمارات.