أزمة في إذاعة الجيش الإسرائيلي والسبب.. محمود درويش
إذاعة الجيش الإسرائيلي المعروفة بـ"غالي تساهيل" تتعرض لعاصفة انتقادات؛ بسبب بثها برنامجًا عن الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش.
فجرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، المعروفة بـ"غالي تساهيل"، عاصفة كبيرة في الأوساط السياسية والاجتماعية داخل إسرائيل؛ وذلك بعدما بثت برنامجًا إذاعيًا خصص للحديث عن قصائد الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، وهو الذي خلف موجة انتقادات كبيرة من وزراء ومسؤولين إسرائيليين.
وعرضت سيرة الراحل درويش في إطار برنامج أكاديمي اسمه "الجامعة الإذاعية" الذي يتم فيه استضافة مثقفين ومحاضرين للحديث عن الأمور الثقافية؛ حيث تحدث المحرر والشاعر الطيب غنايم، خلال البرنامج، عن حياة وسيرة الشاعر درويش، ومشاركته في النضال الوطني الفلسطيني، كما تمت قراءة قصيدته الشهيرة "بطاقة هوية" باللغتين العربية والعبرية.
وتلا المحرر في البرنامج أبيات من القصيدة التي يقول فيها: "أنا لا أكره الناس ولا أسطو على أحد.. ولكني إذا ما جعت أكل لحم مغتصبي حذار حذار من جوعي ومن غضبي".
وسارع وزير الجيش الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إلى استدعاء يرون ديكل، رئيس إذاعة الجيش للاستجواب، مؤكدًا أن ما حدث لا يمكن تجاهله ويجب التحقيق في أسباب بث هذا البرنامج عبر الإذاعة الرسمية للجيش الإسرائيلي والتي تمول من قبل وزارة الجيش الإسرائيلي.
وقال مقربون من ليبرمان، إن الأخير استشاط غضبًا بسبب هذا البرنامج الذي مجد في درويش بسبب كتاباته وأشعاره الموجهة ضد إسرائيل، خصوصًا وأن أشعاره الحماسية تعد حاليًا وقود الانتفاضة.
ولم يكن غضب ليبرمان فقط لهذا السبب؛ بل لموجة الانتقادات التي قادتها وزيرة الثقافة الإسرائيلية ضد إذاعة الجيش، والقائمين عليها، ما وضع ليبرمان في حرج كبير.
وكانت وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريغيف، قد وصفت أن إذاعة الجيش فقدت صوابها، في انتقاد لاذع ضد الجيش الإسرائيلي؛ بسبب إذاعتها لهذا البرنامج الذي تناول قصائد درويش المعروف بلقب شاعر النكبة وشاعر المقاومة.
ولم تكتفِ الوزيرة الإسرائيلية بذلك؛ بل اقتبست في تصريحاتها أبيات من قصائده التي وصفتها بأنها موجهة ضد الإسرائيليين، وتحديدًا قصيدة "بطاقة هوية" التي رأت أنها تعارض حقيقة وجود دولة إسرائيل، وتم عرضها في البرنامج.
وذهبت "ريغيف" لأبعد من ذلك عندما هاجمت الإذاعة بشكل كبير، ودعت وزارة الجيش وعلى رأسها الوزير ليبرمان، لإغلاق الإذاعة بسبب ما قامت به بعرض سيرة الراحل درويش.
وسارع أعضاء الكنيست الإسرائيلي العرب للرد على الوزيرة الإسرائيلية حتى إن العضو العربي أيمن عودة، كتب في "تويتر"، أن وزيرة الثقافة الإسرائيلية باتت تخاف من الشعر، وتهكم قائلًا: "إنها (الوزيرة الإسرائيلية) تعلم أننا إذا اعترفنا بثقافة بعضنا البعض ربما في النهاية نرغب في العيش معًا بسلام".
من جانبه، استهجن الدكتور فهد أبو الحاج، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، مواقف الوزيرة الإسرائيلية التي وصفتها بالمتطرفة والعنصرية ضد الشاعر الراحل محمود درويش.
وقال "أبو الحاج" -في حديث خاص مع بوابة "العين" الإخبارية-: إن الشاعر الراحل درويش عرف عنه في قصائده بالحب والسلام، وكان يدافع عن حقوق شعبه المسلوبة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار إلى أنه على ثقة تامة بأن وزيرة الثقافة الإسرائيلية لا تعرف من هو محمود درويش، ولم تستمع له من قبل مطلقًا، في إشارة منه إلى جهل هذه الوزيرة.
بدورها، هاجمت نجوى عمرو، وهي قيادية بارزة من حركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الوزيرة الإسرائيلية، مؤكدة أن الراحل درويش يحظى بمكانة عالمية مرموقة، ولا ينتظر أي شيء من هذه الوزيرة المتطرفة.
وأوضحت "عمرو" -في حديث مع بوابة "العين"- أن الشاعر الفلسطيني الراحل له حضور على مستوى ثقافات العالم، وقصائده ترجمت إلى العديد من اللغات، ما يدلل على مكانة وأهمية هذا الرجل الوطني.
ووصفت القيادية في حركة "فتح" بإقليم الخليل، هذا الهجوم على الراحل درويش بـ"الأرعن"، ويدلل على عنصرية الاحتلال وفاشيته الذي يستهدف كل شرائح المجتمع الفلسطيني.
aXA6IDMuMTM5LjIzNC4xMjQg جزيرة ام اند امز