محسن مرزوق المنشق عن حزب "نداء تونس"، افتتح أعمال المؤتمر التأسيسي لحزبه الجديد في ظل مراقبة أمنية مشددة.
افتتح محسن مرزوق المنشق عن حزب "نداء تونس"، الذي أسسه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، السبت في تونس، أعمال المؤتمر التأسيسي لحزبه الجديد في ظل مراقبة أمنية مشددة.
وأطلق مرزوق -الذي كان الأمين العام لـ"نداء تونس"- حزبه الجديد "حركة مشروع تونس" في مارس/آذار، الذي يهدف حسب "ميثاقه التأسيسي" إلى "استكمال المشروع الوطني العصري"، استنادًا بالخصوص إلى "فكر الزعيم (الراحل) الحبيب بورقيبة" أول رئيس لتونس المستقلة (1956-1987).
وحضر أكثر من ثلاثة آلاف شخص حفل افتتاح المؤتمر، الذي يستمر الأحد والاثنين في مدينة الحمامات شمال تونس.
وقال مرزوق خلال الافتتاح "نحن في اختلاف جذري مع كل من يخلط السياسة بالدين"، في إشارة منه إلى حزب النهضة الإسلامي، الذي يشكل أكبر قوة برلمانية في البلاد.
وأضاف أن "تونس تحتاج إلى إصلاحات كبرى ومبادرات مهمة، وإلى برنامح إنقاذ عاجل".
وأوضح مرزوق "سندرس خلال هذا المؤتمر إذا كنا سنشارك أم لا في الحكومة المقبلة"، التي شدد على ضرورة "أن تتوافر فيها كفاءات عالية".
ولفت إلى أن من أهداف الحزب "استرجاع ثقة المواطن التونسي، وهذا لا يمكن أن يتم إلا عن طريق الشفافية"، معتبرًا أن "وضع تونس يتطلب المراجعة".
وأردف مرزوق أن "عدم استقرار الأحزاب السياسية هو أحد أسباب عدم الاستقرار السياسي".
من جهته، قال منذر بلحاج علي القيادي المستقيل من حزب "نداء تونس" والعضو المؤسس لـ"حركة مشروع تونس": "وقت الإصلاحات قد حل.. نحن حزب الإصلاح وقررنا أن نكون قوة للمبادرات البناءة".
وأسس السبسي عام 2012 حزب "نداء تونس"، الذي يضم يساريين ونقابيين ورجال أعمال وأعضاء سابقين في حزب "التجمع" الحاكم في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي (1987-2011).
وكان الهدف من تأسيس هذا الحزب، حسب السبسي، "خلق توازن" في المشهد السياسي التونسي ومنافسة حركة النهضة الإسلامية التي قادت حكومة سيرت البلاد من نهاية 2011 وحتى مطلع 2014 قبل أن تستقيل لإنهاء أزمة سياسية حادة اندلعت في 2013 إثر اغتيال اثنين من معارضي الإسلاميين.
وبعد فوز السبسي في الانتخابات الرئاسية واستقالته من رئاسة حزب نداء تونس، مزقت الحزب حرب زعامات بين فصيل يقوده محسن مرزوق (يساري) وآخر يقوده حافظ قائد السبسي نجل الرئيس التونسي الذي يتهمه خصومه بالسعي إلى "خلافة" والده في رئاسة الجمهورية فيما ينفي هو ووالده ذلك.
وفقد حزب نداء تونس الأغلبية في البرلمان بعد انشقاق أكثر من عشرين من نوابه المحسوبين على فصيل محسن مرزوق وتشكيلهم كتلة أطلقوا عليها اسم "الحرة".
وفي 26 يناير/كانون الثاني، أعلن البرلمان أن حركة النهضة (69 مقعدًا) أصبحت صاحبة الغالبية في البرلمان يليها نداء تونس (64 مقعدًا) ثم "الحرة" (22) والاتحاد الوطني الحر (16) والجبهة الشعبية (15) وآفاق تونس (10).
ويأتي مؤتمر "حركة مشروع تونس" في وقت حدد النواب التونسيون تاريخ 30 يوليو/تموز موعدًا لاتخاذ قرار بتجديد أو سحب الثقة من حكومة حبيب الصيد الذي يبدو رحيله مؤكدًا، حسب ما أفاد المكتب الإعلامي للبرلمان.
aXA6IDMuMTcuMTU0LjE0NCA= جزيرة ام اند امز