موجة سخرية من أصغر عروسين في مصر
بعاصفة من السخرية والاستهجان والرفض، تداول المصريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي نبأ ارتباط طفلين بإحدى قرى الدلتا.
أثار ارتباط طفل وطفلة، في حفل كبير بإحدى القرى، شمالي البلاد، موجة سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات بمحاكمة أسرة العروسين.
ونشرت وسائل إعلام مصرية خبر الارتباط، مصحوبا بصور القاصرين، وتداول النشطاء الصور سريعا عبر موقعي "فيس بوك" و"تويتر"، مصحوبا بكم هائل من التعليقات المثيرة.
فارس عبد العزيز السعيد "العريس الطفل"، يبلغ من العمر 12 عاما، ولم يزل في الصف الأول الإعدادي، ونانسى "العروس القاصر" لم يتعد سنها 10 أعوام وتدرس بالصف الخامس الابتدائي، احتفلا بقرانهما في قرية المعصرة بمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية بدلتا مصر، وهي منطقة ريفية يعيش معظم أهلها فى مستوى اجتماعي واقتصادى وتعليمي أقل من المتوسط، وذلك في حفل ضخم ضم عددا كبيرا من أبناء القرية والقرى المجاورة واستمر حتى ساعات الصباح الأولى من اليوم التالى.
وجاءت أغلب ردود الفعل الساخرة حول صعوبة الزواج بمصر نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة والعادات الاجتماعية المتوارثة، التي تؤدى لتعسير الزواج بدلا من تيسيره، وقد تناول المصريون صورة الزفاف باستخفاف، وأمطروا الطفلين وأسرتيهما بالتعليقات التي وصلت إلى حد الاستهزاء.
وكان من بين التعليقات ما قاله جمال صالح على موقع "فيسبوك":" أنا عندي ابني فضلة كام شهر ويكمل 3 سنين، هابحث له عن عروسة بقا وافرح بيه"، وتابع وائل الحمدى: "أكيد شغلوا لهم في الفرح أغانى بوجى وطمطم".
واستدعت واقعة زواج الطفلين ظاهرة اجتماعية مصرية واسعة النطاق وهى ظاهرة "العنوسة" وتأخر سن الزواج لدى الشباب والفتيات، وقالت سيدة تدعى علياء حسن: "الأطفال اتجوزت وأنا لسة عانس"، فيما قال السيد محمد ساخرا على "تويتر" :"اللى يعرف يتجوز دلوقتى يبقى راجل حتى لو كان عنده 5 سنين".
واتساقا من الشرع والعرف والاتفاقات الدولية، يحظر قانون الطفل المصرى زواج القصر: "لا يجوز توثيق عقد زواج لمن لم يبلغ من الجنسين 18 سنة ميلادية كاملة، ويشترط للتوثيق أن يتم الفحص الطبي للراغبين في الزواج للتحقق من خلوهما من الأمراض التي تؤثر على حياة أو صحة كل منهما أو على صحة نسلهما، ويعاقب تأديبيًا كل من وثق زواجًا بالمخالفة لأحكام هذه المادة".
ولم تخل بعض تعليقات المصريين من الاستهجان والشعور بالصدمة، حيث أخذ البعض الواقعة على محمل الجد باعتبارها تلقى الضوء على ظاهرة زواج القصر المنتشرة في ريف مصر، وقالت مى مها العربي:"فى علم الطب وتطور المخ، الإنسان لا يدرك العلاقه الزوجية ولا الجنس قبل سن الثانية عشرة على الأقل".
بينما علق أحمد زكريا: "جهل وتخلف وجرم في حق الإنسانية، الناس دى لازم تتحاكم وتاخد الجزاء القانوني".
ولم يشفع للأسرة، التي أقامت حفل الزواج ما تردد بأن الحفل كان لإعلان "الخطبة" وليس "عقد قران" بالمعنى الكامل، كما لم يبرر لها ما قيل بأن دافع والد الطفل العريس للحفل هو جمع "النقوط"، وهو مبلغ من المال دأبت الأسر المصرية على منحه كهدية للزوجين في بداية حياتهما، حيث علق بعض المصريين ساخرين هذا التبرير بما حدث في فيلم "اللمبى"، حين قام بطل الفيلم محمد سعد بالزواج فقط من أجل الحصول على "النقطة".
المجلس القومى للأمومة والطفولة سارع بالرد على هذه الواقعة بتحرير بلاغ ضد الوالدين، وأكدت رئيس المجلس القومي للمرأة الدكتورة مايا مرسي، من جانبها، أن تكرار حالات زواج الأطفال "ردة تعود بنا لزمن الجهل والتخلف".
وحذرت مايا مرس، في تصريحات صحيفة، من أن "هذه الزيجة اغتيال للطفولة، وعنف ضد الطفلة والطفولة، وإهدار لفكر جيل كامل قادم".
aXA6IDMuMTQ1LjkxLjExMSA=
جزيرة ام اند امز