مواهب أردنية شابة تتفتح على مسرح "جرش" للمرة الأولى
"بشاير جرش" في السنة 5 يقدم للجمهور 17 موهبة على مدار أيام متواصلة يتيح الفرصة للمشارك لقراءة أبيات من الشعر أو نصوص من القصة القصيرة
لم يقتصر مهرجان جرش الذي انطلقت فعالياته منذ أيام بالأردن على فعاليات تهتم بالفنون، بل كان للثقافة نصيب لا يستهان به، وتم احتواء الشباب الذين لديهم مواهب ومنحهم فرصة حقيقة أمام جمهور كبير ليظهروا هذه المواهب، سواء كانت الموهبة على صعيد كتابة الشعر أو القصة على حد سواء.
برنامج "بشاير جرش" في السنة الخامسة يقدم للجمهور 17 موهبة على مدار أيام متواصلة، ومن خلال دقائق معدودة تمنح للمشارك من أجل قراءة أبيات من الشعر أو نصوص من القصة القصيرة، ولا تقف فعاليات البرنامج لدى المدة المحدودة التي يقام بها مهرجان جرش، بل هنالك دعم وجهود من قبل القائمين على البرنامج حتى يكون التركيز على هذه المواهب مستمر لفترة طويلة لمساعدتهم قدر الإمكان من الوصول إلى الجمهور المهتم من القراء والمثقفين.
محمد المشاعلة ( 28 عامًا) والذي يشارك في مجال كتابة الشعر، يرى أن برنامج بشاير جرش يمنح من لديه موهبة فرصة حقيقية في الظهور والوصول إلى المهتمين سواء بالشعر أو بالقصة، فاليوم الشاب الموهوب مهمش ولا يجد أي دعم، كل ما يحتاجه هو الدعم حتى يصل صوته إلى الناس، ومثل هذه البرامج ذات أهمية كبيرة لأنها تنفق وقتها وجهدها على أمر يستحق ويطور الفكر، فنحن بحاجة كشباب عربي إلى ما يقودنا الى الطريق الصحيح، ونحن نعيش فجوة فكرية عنيفة بسبب العولمة التي حلت علينا دون أي مقدمات، مما أدى إلى إهدار العديد من المواهب الفكرية التي يشكل تطويرها ودعمها قوة ودعم للثقافة بالمجمل.
ويضيف المشاعلة "لقد شاركت منذ كنت طالباً في الجامعة الأردنية في أمسيات شعرية عديدة، وكان لي تواجد في مجلة أقلام جديدة التابعة للجامعة وردود المستمعين والقراء للقصائد النثرية التي أكتبها منحتني ثقة بالنفس حتى أستمر، وأن أسعى بشكل دائم إلى إضافة لمسات نوعية على النصوص التي أكتبها، أيضًا هنالك جهات لا يمكن إنكارها تقدم الدعم بشكل مستمر للموهبين مثل وزارة الثقافة وأيضًا رابطة الكتاب، وبالتالي هنالك جهد فردي يقع على الموهوب للمحافظة على موهبته وعدم ضياعها وأيضًا على المؤسسات المعنية التي تعنى بهذه الجوانب".
أما أحمد الكسيح (22 عامًا) والذي يشارك في مجال كتابة القصة القصيرة، يؤكد أن أهمية برنامج بشاير بالنسبة للشباب الأردني الموهوب فرصة ذهبية، ويجدر المشاركة بها، والمشاركين تم تقييم أعمالهم من قبل لجنة موثوقة، ومن ثم منحهم الموافقة على المشاركة بنصوص أمام الجمهور المستمع، الوقت الذي يمنح للشاعر أو القاص ليس بالكثير، ولكن هذا يمنح الموهوب أن يختار الأفضل مما لديه حتى يطرحه أمام الجمهور، وبدون شك سيكون الجمهور من الذواقة ممن لديهم ميول نحو الشعر أو القصة، وبالتالي سيكون هذا وسيلة لنشر أعمال المبدع، ولن يقف البرنامج عند مهرجان جرش، بل سيقام هنالك أمسيات على مستوى المملكة وأيضا فتح المجال أمامهم لنشر إبداعهم في الصحف ولتعريف الناس بهم".
من جانبه، أوضح رئيس لجنة الشعر في برنامج بشاير، نضال برقان أن برنامج بشاير يحرص في مهرجان جرش للثقافة والفنون على تقديم كوكبة من المبدعين الشباب للمشهد الثقافي الأردني، من خلال إتاحة الفرصة لهم للمشاركة في المهرجان، إلى جانب كوكبة من المبدعين الأردنيين والعرب، وقبل هذه المشاركة يعمل البرنامج على تقديم الدعم الفني والمعنوي للمشاركين فيه، الذين يتم اختيارهم وفق شروط فنية تتمحور حول أهلية نصوصهم، سواء في القصة أو في القصيدة، مشيرًا إلى أن اللجنة تستمع عادة إلى العشرات من الراغبين بالمشاركة في البرنامج، وتبدي النصح والتوجيه والإرشاد لكل راغب بالمشاركة بحسب نصه الذي يتقدم به، وبعد مرحلة احتيار أسماء المشاركين يقدم "بشاير" نصائح للمشاركين تتعلق بالأداء على خشبة المسرح، بخاصة أن هؤلاء المبدعين الشباب يختبرون القراءة على خشبة المسرح للمرة الأولى.
ويردف قائلاً: "وبعد القراءة في جرش سيقوم "بشاير" بجولة في محافظات المملكة، من باب توفير الخبرة الأدبية للمشاركين، كما سيعمل على نشر إبداعاتهم في الملاحق الصحفية والمجلات الثقافية، ليتعرف الناس إلى إبداعاتهم، ومن ثم سيعمل البرنامج على إنتاج كتاب خاص بالمشاركين فيه، يتضمن مقدمة نقدية تبين خصوصية كل مشارك".
ويوضح "فالبرنامج في جوهره لا يتطلع إلى خلق مبدعين، ولكنه يأخذ بيد المبدعين الشباب، ويوفر لهم النصح الفني والمعرفي، ويوصلهم إلى بداية الطريق، قبل أن ينطلقوا في شعاب المشهد الثقافي".
فيما يشدد المشرف على البرنامج، رمزي الغزوي، على أهمية المشاركات السابقة خلال الدورات الأربع التي جرت على مدرجات جرش، حيث قدمت العديد من الأسماء الشابة المهمة في مجالات الشعر والقصة والموسيقى والغناء وغيرها من الأنواع الإبداعية، وقد أفرز في الأعوام الأربعة الماضية قرابة 170 موهبة، وقدمها للصحافة والإعلام والناس، وبعض هذا المواهب كان المهرجان منصة انطلاق لانتشارهم وترويجهم محليًّا وعربيًّا.
ويضيف الغزوي أننا نعول على بشاير جرش لهذا العام أيضًا ليكون المنجم الثري الخصب الذي تتدفق منه طاقات خلاقة واعدة نسعى إلى إبرازها بالصورة الصحيحة، والأخذ بيدها، وتذلل الصعوبات التي تعتور طريقها، وتقديم المشورة اللازمة لها للتطوير والتحسين والصقل، مستعينين بخبرات رابطة الكتاب الأردنيين، والجامعات والكتاب والشعراء والكتاب المكرسين.