تبرعات الفنانين.. فضيلة تغيب بعد رمضان
تبرعات الفنانين العرب، لماذا تقتصر على شهر رمضان فقط؟..وبم تبرع عمرو دياب وأحمد حلمي وراغب علامة وشيرين عبد الوهاب وكاظم الساهر وإليسا؟
يتسابق الفنانون المصريون والعرب، خلال شهر رمضان، في المساهمة بأعمال الخير والتطوع، تارة بالدعوة للتبرع بالطعام للفقراء، وتارة للغناء بلا أجر، تشجيعا للجمهور على التبرع لمستشفى، أو جمع مبالغ لسداد ديون الغارمات.
هذا المشهد لا يستمر سوى شهر رمضان وحده، وسرعان ما يتوارى النجوم عن المشهد، إلا قليلا منهم، فلا مشاركة في تبرعات ولا مشاركة في إعلانات لجمع تبرعات.
وللفنانين المصريين تاريخ طويل من لعب دور مجتمعي متميز في الوقوف إلى جانب الدولة، لا سيما خلال الأزمات، والجميع يذكر كوكب الشرق أم كلثوم وهي من أوائل الفنانين الذين تبرعوا لصالح مصر، حين قررت أن تخصص كل دخل حفلاتها لصالح الجيش المصري بعد نكسة يونيو 1967، وأحيت سلسلة حفلات مختلفة زارت من خلالها العديد من المحافظات المصرية، إلى جانب تبرعها بمجوهراتها وحليّها الشخصية.
كذلك الفنانة الراحلة ليلى مراد، ورغم أنها كانت يهودية الديانة، قبل أن تشهر إسلامها، وطالتها العديد من الشائعات حول تجسسها وعملها لصالح إسرائيل وتبرعها لجيش الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن لها العديد من المواقف التي لا تنسى.
أول تبرعات ليلى مراد كانت خلال حرب فلسطين، وتبرعت وقتها بمبلغ مائة جنيه، وأيضا تبرع زوجها في هذه الفترة – الفنان أنور وجدي – بنفس المبلغ، وذهبت هذه المبالغ لصالح الجيش، وفى عام 1953 زارت ليلى مراد مكتب مجدي حسين، مدير مكتب الرئيس محمد نجيب، وتبرعت له بمبلغ ألف جنيه لصالح الجيش المصري.
على الصعيد العالمي، النجمة العالمية أنجلينا جولي سارعت أكثر من مرة بإعلان تبرعها للاجئين السوريين، ليس فقط من باب المساعدة المادية، لكن لتشجيع الآخرين على اتخاذ الخطوة نفسها.
وتبرعت أنجلينا جولي مؤخرا بـ 100 ألف دولار لمساعدة اللاجئين السوريين، وفتحت الخطوة الباب أمام سيل من الهجوم على النجوم السوريين والعرب، وسط تساؤلات عما إذا كان هؤلاء الفنانون العرب قد تبرعوا ببعض أموالهم لإخوانهم السوريين الذين نزحوا من جميع المناطق داخل وطنهم وخارجه.
ولم تسلم الفنانات العربيات من الهجوم، خصوصا اللواتي تولين مناصب سفيرات للنوايا الحسنة مثل إليسا ونانسي عجرم، ولم يقمن بأية مبادرة مشابهة لما فعلته جولي.
غير أن الكثير من الفنانين المصريين سبق أن أثبتوا نوايا طيبة بالتبرع لصندوق "تحيا مصر" عقب ثورة 30 يونيو، وبينهم المخرج خالد يوسف الذي تبرع حينها بمبلغ 100 ألف جنيه، وأعلن المطرب عمرو دياب عن تبرعه بمبلغ 9 ملايين جنيه، كما تبرعت الفنانة نيللي بمبلغ لم تفصح عن قيمته.
وكذلك تبرع نجم الكوميديا أحمد حلمي بأجره عن آخر أفلامه، بينما تبرعت الفنانة زينة بمبلغ 50 ألف جنيه، وتبرعت الفنانة غادة عبد الرازق بمليون جنيه، وتبرعت الفنانة إيناس عز الدين وزوجها المطرب الشعبي أحمد العيسوي بملغ 50 ألف جنيه، والفنان عمرو واكد تبرع بمبلغ لم يفصح عنه.
وبعيدا عن تبرعات صندوق "تحيا مصر" تبرعت الفنانة شيرين عبد الوهاب بخاتم خاص بها من الماس قيمته 35 ألف دولار أمريكي، خلال مشاركتها في إحياء حفل الجمعية الدولية لمرضى سرطان الثدي والنساء.
وأرسلت الفنانة غادة عبد الرازق، خلال الحفل نفسه، شيكا قيمته 50 ألف جنيه تبرعا للجمعية حيث تعذر حضورها بسبب انشغالها بتصوير بعض أعمالها.
وفي محاولة لتشجيع الفنانين على العمل الخيري تعقد سفينة النجوم "ستارز أون بورد" مزادا علنيا سنويا عادة ما يشارك فيه عدد من النجوم.
والعام الحالي شارك عدد من النجوم المشاركين في الرحلة، بالتبرع بمجموعة من أغراضهم الشخصية، كي يذهب ريعها للاجئين العرب في مختلف أنحاء العالم، وعلى رأس قائمة النجوم المشاركين بالمزاد العراقي كاظم الساهر، حيث تبرع بـ"البيانو" الخاص به، والذي بيع بـ 85 ألف دولار، بينما تبرع راغب علامة بالعود الخاص به والذي بيع بـ25 ألف دولار، وقام المشتري بإهدائه للفنان وليد توفيق الذي تبرع بالعود الخاص به أيضا، وبيع بمبلغ 25 ألف دولار.
في حين تبرعت نجوى كرم بفستانين من تصميم المصمم اللبناني نيكولا جبران وبيع كل فستان منهما بمبلغ 10 آلاف دولار، وتبرعت أيضا نوال الزغبي بساعة قيمة، كما تبرع وائل جسار بساعته الخاصة، في حين تبرع سعد لمجرد بنظاراته التي ظهر بها في كليبه الشهير "انت معلم".
وتبرع أيضا الفنان عابد فهد بالجائزة التي حصدها في "الموركس دور"، بينما تبرعت الفنانة سوزان نجم الدين بفستان بيع بمبلغ 4 آلاف دولار، في حين تبرع الفنان زياد برجي بالجيتار الخاص به، بعد أن غنى عليه أغنية "يا مرايتي" للمطربة إليسا.
لكن تلك المبادرات الفردية تبقى أقل كثيرا من المطلوب لا سيما في ظل اتساع قائمة الأدوار الاجتماعية المطلوبة من الفنانين سواء بدعم المرضى والمحتاجين، ومساعدة ضحايا العمليات الإرهابية، إلى جانب ذوي الاحتياجات الخاصة، وغيرهم من الفئات الأشد احتياجا للمساعدة.
الفنان محمد صبحي من بين النجوم الذي انتهجوا مبدأ المبادرة الفردية لمساعدة المحتاجين فاختار ملف العشوائيات باعتباره المشكلة الأكبر في المجتمع المصري.
يقول صبحي إنه يحلم بإنهاء ظاهرة العشوائيات في مصر منذ 2003، لكن الظروف في ذلك التوقيت لم تكن تسمح بذلك، مضيفا أن مشروعه يقوم على مساعدة الإنسان في أن يكون قيمة مضافة بالمجتمع.
aXA6IDE4LjExNy4xMDUuMjMwIA==
جزيرة ام اند امز