قرية مصرية تواجه جنون الذهب بقرار جريء يغتال أحلام العرائس
حققت أسعار الذهب قفزات متسارعة في مصر، بشكل هدد إتمام الكثير من الزيجات، لكن قرية مصرية واجهت ذلك باتخاذ قرار جريء.. ما هو؟
ارتبط الذهب في الوعي العربي بكونه تعبيرا عن الثراء والرخاء، لكنه في مصر ارتبط بأحلام الفتيات في الزواج والعثور على الزوج المناسب.
وكان من المعتاد أن تظل الفتاة تحلم بشكل هديتها الذهبية التي ستتلقاها من العريس، والمعروفة باسم "الشبكة"، وتكون عادة عبارة عن مجموعة خواتم من بينها خاتم الزواج، فضلا عن مجموعة من الأساور وقلادة ذهبية، وقد تزيد عن ذلك أو تقل، بحسب المكانة الاجتماعية والوضع المالي لعائلتي العروس والعريس.
ويتابع المصريون أسعار الذهب بشغف خلال الفترة الحالية، التي تتراوح بين العيدين، عيد الفطر وعيد الأضحى، حيث تكثر فيها مناسبات الزواج، لكن قفزات أسعار الذهب باتت ترسم ملامح الحزن على الكثير من الفتيات المقبلات على الزواج، بعد أن تبددت أحلامهن في ارتداء شبكة ذهبية لائقة، بعد أن ارتفعت أسعار الذهب الآن عن مثيلتها العام الماضي بنسبة 75%.
وسجّل عيار 21، الاثنين، حوالي 440 جنيها للجرام، في حين سجل عيار 24 نحو 503 جنيهات للجرام، كما سجّل عيار 18 سعر 377 جنيهًا للجرام، وعيار 14 سجل 293 جنيهًا للجرام، وسجل الجنيه الذهب 3520 جنيها في السوق المحلية، وسجلت أوقية الذهب 1322.2 دولارا بالبورصات العالمية للذهب.
ومع ارتفاع أسعار الذهب لجأ بعض المصريين إلى حيل جديدة لإتمام الزواج رغم هذا العائق، منها الاتفاق وقت الزواج على قيمة مالية محددة لشراء الذهب "المهر أو الشبكة"، على خلاف ما كان يحدث في السابق، حيث كان يتم تحديد عدد من الجرامات لتفادي تغيرات الأسعار المتتابعة نحو الارتفاع.
فيما لجأ الكثيرون إلى الترشيد وتقليل النفقات المتعلقة بالزواج كليا، حيث بات اتجاها سائدا لدى شرائح كبيرة من المجتمع المصري استجابة لحملات شبابية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن أغرب ما تبناه المصريون من حلول لمواجهة الأزمة كانت في إحدى القرى بمحافظة قنا في صعيد مصر (الجنوب)، حيث اتفق أهل قرية "دنقيق" بمركز نقادة على إلغاء عادة شراء الذهب أو "الشبكة" من أجل الزواج، في سابقة هي الأولى من نوعها في المجتمع المصري.
وتناقل المواطنون في مصر صورا من أفراح القرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشيء من الإعجاب والتعجب مع تأييد الخطوة والمطالبة بتعميمها في كل أنحاء مصر، فيما طالب البعض بالتريث وعدم الانسياق لأن الأمر يتعلق بموروث مصري وعادة تآلف عليها الناس وحق أصيل للزوجة كفله الشرع، لكنهم طالبوا بتقليل النفقات وعدم الغلو في المطالب.
وفي نفس السياق دشن شباب بمنطقة الكرنك محافظة الأقصر مبادرة لإلغاء "الشبكة" من الزواج تحت شعار "الكرنك لغت الشبكة" لمواجهة الارتفاع الجنوني في الأسعار.
وقال مؤسسو المبادرة عبر صفحتهم على "فيسبوك" إن المبادرة هدفها إلغاء "الشبكة الذهب" مهما كان المستوى المادي للعروسين، وأن الحد الأقصى للمهور يجب أن يكون 1000 جنيه مصري فقط.
وأضافوا أن المبادرة ستعقد لقاء جماهيريا كل جمعة بعد صلاة العشاء بمختلف المناطق بحضور أحد أعضاء مجلس النواب ومشايخ الأزهر لنشر المبادرة، وتعميمها تيسيرا على الشباب ولمنع العنوسة مع مجازاة من يخالف الاتفاق بتوقيع غرامة مادية عليه لا تقل عن 10 آلاف جنيه يتم توجيهها لديوان العائلة.
وكانت بداية ارتفاع أسعار الذهب تزامنت مع الخروج التاريخي لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي عبر استفتاء شعبي في 23 يونيو الماضي، حيث تأثرت بذلك معظم البورصات العالمية.
وتفسيرا لذلك قال الدكتور خالد رحومة، أستاذ الاقتصاد بجامعة دمنهور، في تصريحات سابقة للعين إن استمرار الارتفاع في سوق الذهب والنفط بعد الاستفتاء، جاء لأن أوروبا دأبت تاريخيا على الاعتماد على الذهب كاحتياطي بديل للأفراد والحكومات في حال التنبؤ بحدوث أزمات أو تقلبات في سوق العملة.
وأضاف أن التجار أقبلوا على شراء كميات كبيرة من الذهب قبل الاستفتاء لتفادي الأضرار المتوقعة، ما أدى إلى زيادة الطلب عليه مع ثبات المعروض منه فارتفعت أسعاره.
aXA6IDMuMTcuNzkuMTg4IA== جزيرة ام اند امز